Wednesday, December 22, 2010

من أين يستمد الحزب الحاكم في اليمن مشروعيته !؟

قلم : أسامة إسحاق


مقال يسعى للأجابة عن سؤال :
من أين يستمد حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الشرعية القانونية لحكم اليمن !؟
------------


أما قبل ...
مادة 159 من دستور الجمهورية اليمنية : ( اليمين الدستورية التي يؤديها رئيس الجمهورية ونائبه وأعضاء مجلس النواب ورئيس وأعضاء الحكومة نصها كما يلي : " أقسم بـالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، وأن أحـافظ مخلصاً على النظام الجمهوري، وأن أحـترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب وحـرياته رعاية كـاملة، وأن أحـافظ على وحـدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه." )


أما بعد ...
الفقرة 159 من دستور الجمهورية اعتبرها أهم بند في ذلك العقد الإجتماعي بين الحاكم والمحكومين بين السلطة والشعب فهي توضح جلياً السباعية المطلوبة والواجبة من النظام الحاكم لكي يستند على أرضية شرعية وقانونية لحكم اليمن وهي الحفاظ على :(كتاب الله , سنة رسولة , النظام الجمهوري , الدستور , القانون , مصالح الشعب وحرياته , وحدة الوطن وإستقلاله وسلامة أراضية ) , ويجب أن يدرك الشعب اليمني أن العقد القانوني بين الحاكم والمحكومين يجب أن لا تحكمه العواطف ولكن اللوائح والنظم والرقابة والمحاسبة , ومادام الدستور يقول ذلك فإن أن أي نظام للحكم في اليمن لا بد أن يأخذ مشروعيته من السباعية المنصوص عليها صراحة في دستور الجمهورية اليمنية ويقسم اليمين بموجبها , بعدها يمنح الشعب قانوناً السلطة للحاكم بموجب الألتزام بذلك القسم...

لنبدأ بعيداً عن أي فلسفة وتنظير مع السباعية التي يجب أن يستند عليها النظام الحاكم في اليمن إستناداً الى الفقرة 159 في الدستور اليمني ونسقطها جميعا على حزب المؤتمر الحاكم لنستخلص بعدها , هل أوفى النظام الحاكم بقسمه !؟ , وهل هناك أرضية قانونية للحزب الحاكم يستمد منها شرعيته لحكم الجمهورية اليمنية !؟ :


1
دستور الجمهورية اليمنية
لمحة فقط :
مادة 5 : يقوم النظام السياسي للجمهورية على التعددية السياسية والحزبية وذلك بهدف تداول السلطة سلمياً، ولا يجوز تسخير الوظيفة العامة أو المال العام لمصلحة خاصة بحزب أو تنظيم سياسي معين.
مادة 27 : تكفل الدولة حرية البحث العلمي و الإنجازات الأدبيـة والفنية والثقافية المتفقة وروح وأهداف الدستور كما توفر الوسائل المحققة لذلك وتقدم الدولة كل مساعدة لتقدم العلوم والفنون كما تشجع الاختراعات العلمية والفنية والإبداع الفني وتحمي الدولة نتائجها.
مادة 39 : يحظر تسخير القوات المسلحـة والأمن والشرطة وأية قوات أخرى لصالح حزب أو فرد أو جماعة ويجب صيانتها عن كل صور التفرقة الحزبيـة والعنصرية والطائفية والمناطقية والقبلية.
مادة 41 : لكل مواطن حق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية وتكفل الدولة حرية الفكر والإعراب عن الرأي بالقول والكتابة والتصوير في حدود القانون.
مادة 47 : تكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم ولا يجوز تقييد حرية أحد إلا بحكم من محـكـمـة مختصة.
مادة 111 : مدة رئيس الجمهورية خمس سنوات شمسية تبدأ من تاريخ أداء اليمين الدستورية ولا يجوز لأي شخص تولي منصب الرئيس لأكـثـر من دورتين مدة كل دورة خـمس سنوات فقط.
مادة 147 : القضاء سلطة مستقلة قضائياً ومالياً وإدارياً والنيابة العامة هيئة من هيئاته، وتتولى المحاكم الفصل في جميع المنازعات والجرائم، والقضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ولا يجوز لأية جهة وبأية صورة التدخل في القضايا أو في شأن من شئون العدالة ويعتبر مثل هذا التدخل جريمة يعاقب عليها القانون، ولا تسقط الدعوى فيها بالتقادم.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من الدستور !؟... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر


2
القانون اليمني
لمحة فقط :
قانون الخدمة المدنية رقم (19) , المادة (12) الفقرة (جـ) : " شغل الوظيفة العامة يقوم على مبدأ تكافؤ الفرص والحقوق المتساوية لجميع المواطنين دون أي تمييز، وتكفل الدولة وسائل الرقابة على تطبيق هذا المبدأ " .
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من القانون اليمني !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر



3
كتاب الله
لمحة فقط :
قال تعالى : (ولاتقربوا الفواحش ماظهر منها ومابطن ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشدّه وأوفوا الكيل والميزان بالقسط , لا نكلف نفسًا إلا وسعها وإذَا قلتم فاعدلوا ولوكان ذا قربى وبعَهد الله أوفوا ذالكم وصاكم به لعلكم تذكرون وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون) سورة الأنعام 151- 153 .
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من كتاب الله !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر


4
سنة رسوله
لمحة فقط :
عن أبي هريرة قال ...قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره؛ التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من سنة رسول الله !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر



5
النظام الجمهوري
لمحة فقط :
أهداف النظام الجمهوري
1- التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
2- بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
3- رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.
4- إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف.
5- العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
6- احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والعمل على إقرار السلام العالمي ، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من النظام الجمهوري !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر



6 , 7
مصالح الشعب وحرياته
لمحة فقط :
83 % من السكان يكابدون ظروف الحياة المعيشية الصعبة , بينما يحصل 17 % على الثروة ونعيمها , 82.6 % من الأسر اليمنية لا تغطي نفقاتها الشهرية , 41.8 % ليسوا فقراء فقط ولكن يعيشون تحت خط الفقر , 46.6 % من الأسر اليمنية يعيشون على أقل من دولارين في اليوم وهو مستوى خط الفقر الدولي , الأمية بلغت في الألفية الثالثة اكبر من 42 % , السجون تحتضن بين جدرانها أصحاب الرأي والصحفيين والناشطين والحقوقيين , ثروات تستنزف ومياه تنضب وأراضي تتصحـر , طاقات بشرية هائلة مهمشة وبيئة غير صالحة للأستثمار , صعدة ضائعة والجنوب ملتهب , النمو السكاني منفلت و ارتفـاع جنوني لمعدلات البطالـة وقضايا الثأر , إنخفاض الدخل وارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة .
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من مصالح الشعب وحرياته !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر



وحتى لا نظلم الحزب الحاكم فربما يستمد شرعيته من منهجيته ونظامه التأسيسي الحزبي

8
منهجية حزب المؤتمر الشعبي العام والمقتبسة من ميثاقة التأسيسي العام في 24 أغسطس 1982
1- الإيمان بشرعية الاختلاف، وأدب الاختلاف.
2- ترسيخ مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر.
3- البحث عن الجوامع المشتركة، وأحترام الفروق.
4- القبول بالحد الأدنى من المبادىء التي يلتقي عليها الجميع في صياغة نظرية للعمل الوطني.
5- الاتفاق على الثوابت الوطنية التي لا يختلف عليها اثنان.
6- نبذ التعصب والتطرف.
7- السعي نحو الاعتدال والوسطية، والتوازن.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من منهجيته الحزبية !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر

9
ربما يستمد الحزب الحاكم شرعيته من برنامج مرشحه الوحيد والأوحد لرئاسة الدولة
نقتبس هنا بعض البنود والمحاور من البرنامج الانتخابي للأخ علي عبدالله صالح (2006م)
1- يتوخى الانتقال بالوطن الى مرحلة جديدة من البناء والتنمية والتميز، والتغيير نحو الافضل والى فتح آفاق جديدة رحبة.
2- يسعى الى وضع اللبنات لمجتمع متحضر، متسلح بالعلم والتكنولوجيا والى تعزيز سبل المشاركة المجتمعية ، ودعم السلطة المحلية على اساس من اللامركزية - المالية والإدارية.
3- يرمي الى إرساء صرح اقتصادي جديد متين ومتطور وتشجيع الاستثمار وتأمينه، وبناء شراكة تنموية مع مؤسسات القطاع الخاص.
4- الحد من البطالة ومكافحة الفقر وتوسيع شبكة الامان الاجتماعي.
5- مكافحة الفساد خيار ثابت ومسار لا يتوقف.
6- بيئة استثمارية جاذبة.
7- تغطية صحية افضل وجودة ارفع للخدمة الصحية.
8- طفولة سعيدة وشباب قادر على المساهمة في مسار التنمية.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من البرنامج الأنتخابي لمرشحه !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر


10
ربما ليس من بنود ومحاور برنامجه الإنتخابي الرئيسية ولكن من وعوده الإنتخابية , نقتبس بعض الوعود من البرنامج الإنتخابي لمرشح الحزب الحاكم الأخ علي صالح لعام 2006 والتي وعد بتنفيذها في حالة فوزه بالرئاسة :
1- زيادة المرتبات والاجور والبدلات لموظفي الدولة والقوات المسلحة والامن، وبما يضمن لهم مستوى معيشياً افضل والعيش الكريم بشرف وعزة وكرامة.
2- تطوير البناء الهيكلي والمؤسسي للجهاز الإداري للدولة بما يعزز التفاعل والتكامل بين مؤسسات الدولة ووحداتها الادارية، وإلغاء مظاهر الازدواج الإداري والوظيفي.
3- تدوير الوظيفة العامة في المراكز القيادية والالتزام بمعايير الكفاءة والنزاهة في اختيار الموظف العام
4- تعزيز الشفافية في جميع المعاملات والإجراءات الحكومية وتمكين المواطنين من الحصول على المعلومات بسهولة ويسر.
5- تبسيط وتسهيل المعاملات الخدمية والحكومية بما يعزز بناء الثقة بين المواطن والاجهزة الحكومية.
6- تطوير نظم وتقنيات المعلومات بما يساعد على سلامة التخطيط واتخاذ القرار الإداري.
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من وعود مرشح الحزب الحاكم !؟ ... الواقع والارقام وتقاريرالجهازالمركزي للرقابة والمحاسبة والمنظمات الحقوقية تجيب بـــ لا ... ربما يستمدها من مكان آخر


11
ربما من سلامة أراضي اليمن وإستقلاله
لمحة فقط :
فضحت وثائق ويكيليكس الأخيره وبمجال لا يدع للشك بأن النظام الحاكم في اليمن قد سمح لطائرات غير يمنية قادمة من بلاد الإستعمار الجديد للمنطقة بإختراق وإنتهاك السيادة اليمنية , ولم تكتفي طائرات سلاح الجو الأمريكي بأنتهاك أراضي الجمهورية اليمنية ولكنها أمطرت علاوة على ذلك مناطق اليمن بالقنابل الحارقة ومنها منطقة المعجلة بمحافظة أبين والتي أدت الى مذبحة إنسانية راح ضحيتها الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الأبرياء .
هل حزب المؤتمر يستمد مشروعيته للحكم من الحفاظ على سلامة أراضي اليمن وإستقلاله !؟ ... الواقع والارقام وتقارير ويكليكس تجيب بـــ لا ... أستنفذت جميع الإحتمالات



هنا يحق لي أخيراً أن أسأل بصفتي مواطن يمني يحمل الجنسية اليمنية برقم 2020000 , ورقم وطني 01010019514 ومقر سكني أمانة العاصمة
اذا كان الحزب الحاكم الذي يحكمنا كشعب يمني لا يستمد شرعيته من الدستور ولا القانون ولا كتاب الله وسنة رسوله ولا النظام الجمهوري ولا مصالح الشعب وحرياته ولا سلامة أراضية وإستقلاله ولا ميثاق الحزب الوطني ولا برنامج الرئيس الأنتخابي ولا الوعود الأنتخابية .... فمن أين يستمد شرعيته !!؟ , أين النظام او اللائحة او القانون او المنهجية التي يعتمد عليها الحزب الحاكم ويستند عليها ويشرعن بها حكمه للشعب اليمني!!؟ , هل لي بأجابة من أحد المدافعين او الإعضاء او المحبين للحزب الحاكم , وسأكون شاكراً جداً اذا وضح لي وأقنعني بأن في اليمن يحكم الدستوروالقانون وليس القبيلة.



ختاماً
الحقوق يا شباب اليمن تـنـتـزع ولا يطالب بها , واليمن ليست ممنوحة بصك آلهي لحزب او فئة او حفنة من الرجال يفعلون بها ما يشاءون , إما أن يعتدل الحزب الحاكم او يعتزل , بيننا كشعب وبينهم كسلطة القوانين والدساتير فإما حكمونا بموجبها وإما تنحوا , ولن نسكت عن ضياع حقوقنا التي ضمنتها لنا الدساتير والقوانين المقرة في اليمن , وسنسعى لإنتزاع حقوقنا ديمقراطياً وبما تكفله بنود الدستور والتي كُتبت حروفه مخضبة بدماء الشهداء والمناضلين الأحرار.


للحرية والتغيير والكرامة ثمن ومن لم يدفع ثمنها عاش حياته يدفع ضريبة الذل والمهانة والحرمان , القول يا شباب اليمن فقط لا يفعل شيئ مع الحقيقة والواقع المرير ,فالحقيقية ليست في حروفي ولا حروف غيري كما ندعي , كلها محاولات فقط لإيصال الوعي لمرحلة النضوج ليدرك ما يدور حوله , عندها لن يستطيع أحد التلاعب به تحت أي مسمى وسيترجم نضوجه عندها الى عمل يخلص به لنفسه ولوطنه , فقد أصبحنا نعاني من سطوة أصوليتين سياسية إستبدادية ودينية كهنوتيه .

وأدرك أن هناك اُناس حياتهم كالطفيليات وما أكثرهم على مر التاريخ وسرعان ما تبصقهم الحياة بعد رحيلنا ورحيلهم , سيغلفون الحديث كعادتهم ويختزلونه في أحدى الكلمات إنفصالي أو حراكي او حوثي او قاعدي او رافضي او متآمر او متعثر او صاحب مصلحة او مجنون او فاضي او ملحد ...الخ والعبرة لمن يعتبر , وسأختصر طريق الإختزال عليهم لأقول لهم بأني يمني مسلم وطني علماني حر, وكل ما أريد قوله بأن وطني خالد ونحن جميعاً راحلون سواء اليوم او غداً , وكن على ثقة يا وطني أن روحي وكلي من أعلى رأسي الى أخمص قدمي فداء لك , وأقسم بأجمل شيئ في هذه الحياة أن حياتي وحروفي لن تسخر الا لترابك , وأعدك أني لن أتهاون بقدر إستطاعتي مع الفساد والمفسدين بأي شكل ووجه كان وسأظل أحلم بـــيـمن حــــر.


التوقيع
مواطن يمني كفر بالصمت ويعشق اليمن التي هم لها كارهون

Sunday, December 19, 2010

الخطيئة والجريمة وجهان لعملتان مختلفتان

الخطيئة والجريمة وجهان لعملتان مختلفتان
قلم : أسامة إسحاق

إن أعظم جرم ممكن أن يرتكب في الحياة الأدمية من المنظور الإسلامي هو الكفر بالله , ومع ذلك نرى أنه جل جلاله لم يأمر بمعاقبة الكافرين به في الدنيا وخصص يوماً أطلق عليه "يوم الحساب" للثواب والعقاب لجميع البشر , وهو يوم خاص به ولا يشاركه في حسابه أحد من خلقه , وتأكيداً لذلك نلاحظ أن القرآن الكريم كتاب الله المبين قد سطر أروع أمثلة الحرية وحق الأختيار حتى في أعظم مقدسات الإسلام وهو الإيمان بالله وقال (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) معطياً بذلك نموذجاً رائعاً لأعلى درجات الحرية والتي تمس الذات الألهية , فلك الحرية الكاملة أيها الإنسان في أن تؤمن بالله من عدمه , ولكن يجب أن تدرك أن هناك يوماً للحساب فأختر أيها الإنسان بعد ذلك طريقك , وعلى ذلك قس باقي الخطايا التي تُرتكب في حق الله والتي هي أدنى من الكفر به.


من هذا المنطلق لا بد أن يفرق الإنسان المسلم بين ما يُرتكب سلباً في حق الله وما يُرتكب سلباً في حق البشر , الأول يسمى الخطيئة والثاني يسمى الجريمة وشتان بينهما , الخطيئة حسابها على الله وحده والجريمة حسابها على البشر , وكل عمل او قول إنساني فيما لا يقره الدين والقيم والضمير فهو خطيئة الى أن يتجاوز ذلك العمل وينتهك حق من حقوق الآخرين يصبح جريمة , فلندع للبشر حرية إرتكاب الخطيئة بشرط أن لا تكون فعلاً جنائياً يصادر حقوق الأفراد او ينتهكها .


إن من أكبر المعضلات التي تواجه المجتمعات الإسلامية عامة والعربية خاصة أن الإنسان المسلم أصبح يخلط بين مفهوم الخطيئة والجريمة , ويحصل ذلك الخلط حتى من بعض الأنظمة والقوانين المدنية, فطفت بموجب ذلك ثقافة على السطح تمثل رؤية مفادها أنه يجب أن يعاقب ويحاسب مرتكب الخطيئة وبذلك يضعون أنفسهم مكان الله ليحاسبوا البشر على خطاياهم , ولست أدري اذا كان كل إنسان سيحاسب على خطاياه في الدنيا فماذا أبقينا للمولى عزوجل يوم الحساب !


الخطيئة حسابها على الله والجريمة حسابها على البشر , الخطيئة عقابها في السماء والجريمة عقابها في الأرض , الخطيئة يتم منع إرتكابها بمخاطبة الضمير والجريمة بمخاطبة الجسد , الإنسان حر في إرتكاب الخطيئة من عدمه ولكنه ليس حراً في إرتكاب الجريمة , الخطيئة توضح عواقبها في الآخرة من قبل الوعاظ والجريمة توضح عواقبها في الدنيا من قبل الدولة والقانون , فلا يصح تدخل أحدهم في عمل الآخر فكلاهما جهتان منفصلتان بين جسد وضمير.


اما كيف تواجه المجتمعات الإسلامية مرتكبي الخطيئة والجريمة !؟ , فهناك جهتان مختلفتان منفصلتان معنيتان بذلك , الجهة الأولى الدعاة والوعاظ والمصلحين الإجتماعيين عليهم محاربة الخطيئة بمخاطبة الضمير وليس الجسد بالنصح والإرشاد وتوضيح طريق الهدى وبالتي هي أحسن , والجهة الثانية هي الدولة والقانون والتي تحارب الجريمة بمخاطبة الأجساد ومعاقبتها للمحافظة على أمن مجتمعاتها , ويجب أن لا تتجاوز حدود الجهة الأولى الى العقاب الجسدي فذلك حسابه على الله واذا كان سبحانه وتعالى لم يسمح أن يعاقب الكافر به في الدنيا وسمح له بعدم الإيمان به فما بالنا بالخطايا الأدنى الأخرى .


فلنحاول مخاطبة ضمائرالناس لا أجسادها فيما يخص خطاياهم ولنحاول ترك ثقافة السوط لمحاسبة مرتكبي الجرائم من قبل الدولة , وما يثير إستغرابي في مجتمعاتنا أن الأمور أصبحت بالمعكوس , فنرى بعض الدعاة والوعاظ ينادون بعقاب الإنسان جسدياً إذا أرتكب الخطيئة , وفي الطرف الأخر والأغرب من ذلك نرى الدولة لا تعاقب مرتكبي الجرائم وتكتفي بدور الدعاة والوعاظ في هذا الجانب بمخاطبة الضمير والطبطبة على الجسد , وصدق الصادق حين نوه : في أمة الغثاء تصبح الأمور غثائية

Saturday, December 11, 2010

المكيافيلية و الكواكبية


الملوك والأمراء والرؤوساء
بين
المكيافيلية و الكواكبية

أقرأ ثم أحكم ...


مكيافيلي ...من هو ؟
معلم المستبدين والطغاة
ميكافيللي ( 1469 - 1527) مفكر وفيلسوف سياسي إيطالي ولد في فلورنسا إبان عصر النهضة, أصبح الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الإستعماري والإستبدادي ، أشهر كتبه على الإطلاق كتاب الأمير، والذي هدف منه مكيافيلي أن يكتب لأحد الأمراء المستبدين مرجع يضم له التعليمات للسيطرة على الدولة والشعب ، صاحب المقولة المشهورة "الغاية تبرر الوسيلة" , نُشر الكتاب بعد موته .


الكواكبي ...من هو ؟
مصارع الاستعباد
عبد الرحمن الكواكبي 1854 – 1902) ) مفكر وعلامة عربي سوري رائد من رواد التعليم ومن رواد الحركة الإصلاحية العربية وكاتب ومؤلف ومحامي وفقيه شهير, أشهر كتبه على الأطلاق كتاب طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد معاكس تماماً لكتاب الأمير , عرض فيه ما أسماه داء الاستبداد السياسي.



لمحات من كتاب الأمير لـ مكيافيلي


كتب ميكافيلي كتاب الأمير وصارت أفكاره مصدرا اساسياً ومرجعاً لكل حاكم مستبد يسعى للحفاظ على سطوته وجبروته , ووضح في الكتاب كيفية السيطرة المطلقة على الدولة والشعب مستبيحاً أي وسيلة تحقق ذلك , كل شيئ مباح ( القتل , الخداع , الكذب , الوحشية , التستر برداء الأخلاق والدين ...الخ)

يقدم نصائح للحكام في الكتاب كالتالي :
"الغاية تبرر الوسيلة"
"خير لك أن يخشاك الناس على ان يحبوك"
"الحاكم المخادع سيجد دائماً من يستجيب لخداعه"
"لمعرفة مدى ذكاء الحاكم انظر للذين جمعهم من حوله"
"الناس بسطاء ويرضخون بسهولة من أجل احتياجاتهم الضرورية اليومية لذلك لديهم الإستعداد لقبول خداع من يخدعهم"
"الناس يخافون من الحاكم الباطش أكثر من الحاكم الطيب"
"من الضروري للحاكم أن يفترض أن جميع الناس الذين يحكمهم جبلوا على الشر وأنهم ان تركت لهم الحرية فسوف يتصرفون بموجب طبيعتهم الشريرة"
"الحاكم الداهية لا يلتزم بعهد او وعد كان قد تعهد به ان كان ذلك ضد مصلحته عندما يزول السبب الذي من أجله قطع على نفسه هذا العهد"


الفصل الثالث من الكتاب:
يُعلم مكيافيلي الحاكم في هذا الفصل فن الإستعمار وفن تجويع الشعب ليضمن انشغالهم عنه وعن نظام حكمه بالحصول على لقمة العيش , فإن أراد ان يحتل أرضا ولكن لسكانها ثقافة وعادات مختلفة فعلية ان يقوم بأقامة مستعمرات في أهم الأماكن في الأراضي المستعمرة , فيرسل المستعمرين من أقاربه والمؤيدين له والمنتفعين من نظامه ليستولوا على بيوت واراضي وممتلكات الأخرين , وستكون الأمور على مايرام بالنسبة للحاكم اذا ظل أصحاب الأرض الأصليين في فقر وذل , وصاروا عبيدا للسادة المحتلين...

ويقول أيضاً :
المستعمرات ستكلف الحاكم أموالا أقل فهو يستطيع إرسال المستعمرين للأقامة هناك بأستمرار بدون أي تكلفة مادية يدفعها او بتكلفة قليلة , والضرر سيقع فقط على هؤلاء الذين ستؤخذ بيوتهم او أرضيهم لمنحها للمقيمين الجدد , وهذا يعتبر نوعا من الحماية للدولة , أما من تضرروا فأنهم لن يستطيعوا الانتقام من الحاكم إن ظلوا فقراء ومتفرقين , وأما الباقون الذين لم تصبهم مضرة فمن السهل تهدأتهم , حيث أنهم سيخشون لقاء نفس المصير فإن اعترضوا فسوف يجردون من ممتلكاتهم أيضاً ..

ونصح الأمير (الحاكم) بقوله :
يجب أن تلاحظ ان الرجال إما أن يستمالوا أو تتم أبادتهم , كما أنهم يثأرون لأنفسهم في الأمور الصغيرة لكنهم لا يستطيعون ذلك في الأمور الكبيرة

الفصل الثامن من الكتاب :
يلقن الحاكم كيف يحافظ على عرشه بطريقة لا تجعل الشعب يثور عليه حتى لو ارتكب جرائمه الوحشية في حق شعبه , بمعني كيفية ارتكاب الجرائم بشكل لائق ومهذب !! (يقتل القتيل ويمشي في جنازته هي أساسها فكرة مكيافيلية) ...

وينصح الحاكم قائلاً :
عندما تستولي على أي مدينة , فأنه يجب على المنتصر أن يخطط لجميع جرائمه مرة واحدة حتى لا يضطر للعودة اليها في وقت آخر , وأن تكون له القدرة على اتخاذ تغييرات جديدة تؤكد للعامة الحرص على مصلحتهم ليكسبهم الى صفه , واذا كانت الأخطاء لا بد واقعة فيحسن أن تكون دفعة واحدة حتى تكون أقل تأثيرا من واقعات متعددة تبقى آثارها , أما المزايا والهبات فيجب أن يتم إعطاؤها للرعايا جرعة جرعة حتى يستمتعوا بها ويشعروا بفائدتها وتتكون عندهم نظرة إيجابية عن الحاكم ...


الفصل التاسع من الكتاب:
ينبه الحاكم هنا أن لا يقيم وزنا كبيرا لشعبه , وإنما يجب عليه أن يغدق على المقربين منه والمساعدين له ويمنحهم الإمتيازات والتسهيلات ليكونوا سندا له وابواقا له أمام الشعب الغوغائي , ويضيف قائلاً : لا أعتقد أن هناك من يخالفني القول بأنه "من يبني على الشعب يبني على الطين"...

الفصل السابع عشر من الكتاب :
يبدأ بسؤال , أيهما أفضل للحاكم أن يكون محبوباَ او يكون مهابا ومصدر خوف لرعاياه !؟
ثم يخرج بنتيجة : أن الحاكم لا بد إن لم يستطع أن يحقق الصفتين معاً فالأفضل له أن يكون مهابا مخيفاً من أن يكون محبوبا , فلا مانع من التنكيل ببعض الناس وإعدام بعضهم وجعلهم عبرة لمن تسول لهم أنفسهم والتمرد على حكمه , ويضيف قائلاً : أن تنفيذ حكم الإعدام في عدد قليل من الناس لن يؤذي احدا غيرهم...

الفصل الثامن عشر من أخطر فصول الكتاب:
يعلم الحاكم أنه لن يظل حاكما ولن يحفظ عرشه الا اذا أخلص لمبدأ : "الغاية تبرر الوسيلة" , فلا مانع ان يخدع شعبه ولا مانع ان يقدم لهم وعود وعهود لا يلتزم بها أبدا , لا مانع بأن يسمح بتفشي الفساد وأن يغمض عينية ويسد اذنية عن ذلك , ولا مانع من أستغباء الشعب بأن يدلي بتصريحات كاذبة تخالف الواقع لان معظم الناس جهلاء أغبياء والقليل منهم من يفهمون ! , لا مانع ان يلبس ثياب المتدين ويظهر بمظهر المحافظ على الدين وتعاليمه واحكامه وشرائعه فهذا سيضمن له سكوت الشعب المتدين بطبعه والذي تنطلي عليه هذه الحيل ...

ويقول أيضاً :
تجارب عصرنا تدل على ان اولئك الامراء الذين حققوا اعمالاً عظيمة هم من لم يوفوا بالعهد الا قليلاً وهم من أستطاعوا ان يؤثروا على الناس بما لهم من مكر , كما أستطاعوا التغلب على من جعلوا الأمانة هادياً لهم..

ثم قال :
على الحاكم ان لا يحفظ عهدا يكون الوفاء به ضد مصلحته , والا يستمر في الوفاء بوعد أنتهت اسباب الأرتباط به , ولن يفشل الحاكم في أختلاق الاعذار المقبولة التي يبرر بها عدم الوفاء بالعهد , وحيث أن البسطاء من الناس على استعداد لقبول الامر الواقع ومن يخدعهم سيجد من بينهم من يقبل أن ينخدع بسهولة , ومن المفيد ان يظهر الحاكم بصورة الرجل الرحيم الوفي الصادق المتدين ولكن خلف الكواليس يعمل ما يحلو له , لأن الناس دائما ما يحكمون على ما يرونه بأعينهم وليس على ما يدركونه , فكلنا نستطيع الرؤية ولكن قلة قليلة تستطيع ان تدرك واقع الحال وحقيقته , وهذه القلة لا تقدر على مواجهة الكثرة التي تحميها سطوة الحاكم , فعلى الحاكم ن يضع نصب عينيه الفوز بالحكم والمحافظة عليها وسوف يحكم الجميع على وسائله بأنها نبيلة وسيمدحونها أيضا , فعامة الناس يحكمون على الأشياء من مظهرها الخاجي , وهذا العالم لا يتكون الا من هؤلاء العامة ...

الفصل التاسع عشر :
يحذر الحاكم هنا من خطورة الالتزام بالعدل والحق والخير , فهذه القيم كانت السبب وراء سقوط الحكام القدماء وانهيار دولهم , ومن هنا يتضح ان الأعمال الصالحة في الحكم قد تجلب الكراهية كالأعمال الشريرة أيضا , ولذلك فإن الحاكم الذي يريد ان يحافظ على حكمه عليه أن يقترف بعض الشرور...

الفصل العشرين:
ينصح الحاكم بأن يظهر امام شعبه بصورة الرجل الذي عنده حلول لكل مشاكل البلاد , لذلك عليه من حين لآخر ان يكون هو نفسه وراء مشكلة تؤرق الشعب ولا يحلها أحد سواه , وعليه أن يزرع الفتن والعداء بين طوائف الناس المختلفة ثم يقوم بالقضاء عليها واراحة الناس من شرها , وبذلك يظل الزعيم العظيم الملهم وحامي الحمى والذي لا ينام ولا يهدأ له بال من أجل شعبه الحبيب !! ...

ويضيف أيضاً :
ما من شك ان الحكام يصبحون عظماء حين يتغلبون على ما يواجهونه من معارضة ومن صعاب , مما جعل البعض يرى ان على الحاكم العاقل ان يثير العداء بين الرعية بدهاء حين تسنح الفرصة حتى تزداد عظمته حين يسيطر على الموقف ويقضي على بذور الفتنة.



لمحة من كتاب طبائع الأستبداد ومصارع الاستعباد للكواكبي

يشير الكواكبي في كتابه أن المستبد في لحظة جلوسه على عرشه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً , وأن حكومته المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي , إلى الفراش , إلى كناس الشوارع , و لا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً , لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة و حسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته , و أنصار لدولته , و شرهون لأكل السقطات , والدولة المستبدة تكون فيها المراتب بالطريقة المعكوسة و هي أن يكون أسفلهم طباعاً و خصالاً أعلاهم وظيفةً و قرباً , و لهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.

ويقول أيضاً :
تظهر في دولة الإستبداد فئة من المتعاظمين بأسم الدين يقولون (يا بؤساء : هذا قضاء من السماء لا مرد له , فالواجب تلقيه بالصبر و الرضاء و الالتجاء إلى الدعاء , فاربطوا أسنتكم عن اللغو و الفضول , و اربطوا قلوبكم بأهل السكينة و الخمول , و إياكم و التدبير فإن الله غيور , و ليكن وردكم : اللهم انصر سلطاننا , و آمنا في أوطاننا , و اكشف عنا البلاء , أنت حسبنا و نعم الوكيل).

ويضيف أيضاً :
أن الإستبداد يتصرف في أكثر الأميال الطبيعية وكذلك في الأخلاق الحسنة , فيعمل على إفسادها ومحوها , ويشير كذلك بقوله أن الإستبداد يقلب القيم رأساً على عقب بحيث يصبح طالب الحق فاجراً , وتارك الحق مطيعاً , والمشتكي المتظلم مفسداً , والباحث المشكك ملحداً , والخامل المسكين صالحا أميناً , والرحمة مرضاً , والنفاق سياسة , والتحايل كياسة , والدناءة لطفا , والنذالة دماثة , وأن الدولة المستبدة ترغم حتى الأخيار من الناس على ألفة الرياء والنفاق.... ولا مزيد.


(أفلا يعقلون)
لكم الحكم الناقد أخيراً على ما يجري من حولكم , مكيافيليه او كواكبيه !!؟

تحذير
حتى نحن قد نكون من أصحاب النظرة المكيافيلية فأفتحوا عقولكم
وخذوا حذركم

فما أسهل لبس الأقنعة في يومنا هذا


مع أخلص التحايا
قناة التنوير بالتعاون مع شبكة تعايش

أسامة إسحاق


Thursday, December 9, 2010

الشرف... !؟

الشرف... !؟
قلم : أسامة إسحاق

دار نقاش في إحدى جلساتنا حول ما نسميه في مجتمعنا اليمني "الشرف" , وخرج غالبية الشباب في ذلك اليوم بنتيجة مفادها : أنهم لن يترددوا لحظة واحدة بقتل المرأة (الأخت او البنت او الزوجة ...الخ) اذا أكتشفوا إحداهن مع عشيق غير شرعي , وعند سؤالي لهم لماذا !؟ , أجابوا بنبرة جماعية : "حفاظ على الشرف" , حدثت نفسي بعدها قائلاً : نعم ما أسؤا العلاقات الإجتماعية الغير شرعية وما أجمل العلاقات التي وضح النهار وعلى مرئ ومسمع المجتمع ولكن ما أبشع ما يرافق معالجة تلك الخطيئة من منظور عرف المجتمع اليمني , تعمدت بعدها أن نغير الموضوع لغرض في نفس يعقوب.


في نهاية الجسلة توجهت بسؤال لأحدهم كان قد أخبرنا أن أخوه يدرس في بلاد العم سام , فسألته : إفترض أنك سافرت مفاجأة الى حيث يدرس أخوك ودخلت عليه في شقته , وأكتشفته في علاقة غير شرعية مع إمرأة , فماذا سيكون ردت فعلك , فأجاب : "سوف أعلمه الأدب وأعرف كيف أربيه" , فقلت مهمهماً في نفسي : مسكينة أنتِ أيتها المرأة اليمنية , يذبحكِ الرجل لإرتكابكِ خطيئة قرباناً لشرف العائلة ولنفس الخطيئة يبرر لنفسه بأن النفس أمارة بالسوء , ورفع عن أمتي الخطأ , وطوبى للمتسامحين.



لم أستطع أن أتخيل إطلاقاً إنصاف الحياة المجتمعية اليمنية لنساء يمنيات رائدات كــ أمة العليم السوسوة , رمزية الأرياني , رؤوفة حسن , وهيبة فارع , خديجة الهيصمي , فوزية نعمان , هدى البان , رضية المتوكل وغيرهن الكثير من الرائدات اليمنيات وهن يعشن تحت رحمة سكين الثقافة الذكورية والتي قد لا تحمل عند بعض الذكور داخل تلك الكتلة المغروسة في رأسه المسماة دماغاً سوى صورة لخبز وأخرى لفرج !


ذلك ما دعاني للبحث عن تعريف كلمة "الشرف" , ما معاييرها !؟ , ما هو عكس كلمة الشرف !؟ , كيف يصبح المواطن اليمني شريفاً !؟ , هل الشرف يعد قيمة من قيم المجتمع لا تختلف بأختلاف الظرفين الزماني والمكاني !؟ , هل ذلك المفهوم البراق يصادق مضمونه في واقع المجتمع اليمني !؟ , وهل هو فعلاً كما تربينا أغلى وأقدس ما نملك !؟ , إستفسارات وضعتها نصب عيني لأجد لها حلاً بعيداً عن إملاءات الأخرين.


القاموس المحيط يعرف الشرف بأنه ) العُلُوُّ، والمكانُ العالي، والمَجْدُ، أو لا يكونُ إلاَّ بالآباءِ، أو عُلُوُّ الحَسَبِ) , وبحثت عن تعريف يكون قريب في مكنونة ما على أرض الواقع ولم أجد , ووجدت تعريفاً مجهول المصدر يقول بأنه الطهر والنقاء , ولكن الطهر من دنس ماذا !؟ , والنقاء من شوائب ماذا !؟ , ثم توجهت الى منهجنا ومرجعنا كمسلمين قرآننا الكريم والذي جاء مخلصاً للحياة الإنسانية , فلم يترك شيئ متعلق بالجانب الإنساني الا وأورده مصداقاً لقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) , بمعنى أن قرآننا الكريم جاء مخاطباً الإنسان وكنتيجة من ذلك كان لا بد أن يولي إهتماماً للقضايا المتعلقة بالإنسان والأسرة المسلمة , واذا كنا ندعي أن مفهوم "الشرف" مبدأ أساسي من المبادئ الإحتماعية والأسرية الإسلامية , كان لزاماً أن نعود لمرجعنا الخالد (القرآن الكريم) لنرى ماذا أخبرنا بذاته عن مفهوم "الشرف" وهل يختلف عن مكارم الأخلاق !؟


بحثت بداية في سور القرآن فلم أجد سورة تحمل إسم "الشرف" , أنتقلت بعدها لأرى اذا كان عزوجل قد أعطى للشرف آيات تنوه له صراحة وتحث الناس على الحفاظ عليه , ولكني لم أجد شيئ يذكر , ثم بحثت في جميع كلمات القرآن الكريم والمتكونة من 77439 كلمة بما أتاحته لنا سرعة التكنولوجيا في البحث وقلت في نفسي مادام القرآن الكريم قد أورد تفاصيل دقيقة عن منهجية الإنسان وبناء الأسرة السليمة المسلمة فلن يغفل عن ذكر مفهوم بهذه القوة التي نشعر بها بين أوساط مجتمعاتنا , ولكن كانت المفاجأة بأني لم أجد إطلاقاً كلمة "الشرف" موجودة بين دفتي المصحف , فهل نسي جل جلاله ما تذكره العرب واليمنيين !! , نستغفر الله.


عندها حدثت نفسي بأنه لا ضير بأن يخلق أي مجتمع مفاهيم خاصة به وذلك للمستجدات والمستحدثات التي قد تدركه ولا تدرك غيره نظراً للبعدين الزماني والمكاني , فيتعارف على مفاهيم جديدة بمنهاجه المجتمعي والأسري الخاص بحيث يسمو بمكارم أخلاقه تحت أي مسمى , ولكن بعد ذلك حيرني كثيراً مصداقية "الشرف" على أرض الواقع وتطبيق ذلك المفهوم بين أوساط المجتمع اليمني , من خلال هذا التساؤل المحير : لماذا بين أوساط المجتمع اليمني يفقد الرجل (زوج أب أبن أخ ...الخ) شرفه عندما تزني المرأة (أخت بنت زوجة ...الخ) , ولكن لا تفقد المرأة شرفها عندما يزني الرجل !!!؟ , وكيف أقرت عادات وتقاليد وأعراف مجتمعنا بأن شرف الرجل لا يقاس بسلوكه ولكن يرتبط بسلوك بناته او زوجاته او أخواته ...الخ !!!؟ , ولا أدري هل أنا متحامل على مجتمعي عندما أقول أن الرجل السارق شريف اذا كانت بناته محافظات على عذريتهن , وكذلك الرجل المنافق شريف اذا كانت زوجته ملتزمة وتسلك الطريق المتعارف عليه في المجتمع , والرجل الفاسد شريف اذا كانت بناته من ذوي الأخلاق الرفيعة , دون أن يرتبط الشرف بأخلاق وأمانة وصدق ونبل ذلك الرجل بعينه !


تركت لعقلي العنان لكي يسبح في تاريخ البشرية قليلاً فأدركت أن الأقوياء دائما ما كانوا صناع ووضاع المفاهيم الإجتماعية وقد تكون وفق مصالحهم الذاتية لكي يساهموا على بقاء سطوتهم مدة زمنية أطول , وكان وما زال الرجل العربي هو القوي والمسيطر والذي يصيغ مفاهيم مجتمعه بناء على ما يراه كذكر مناسباً , فأستطاع أن يلوي عنق مفهوم "الشرف" لكي يتناسب فقط مع مصحلته وأصبح الشرف متعلق فقط بالمساس بعفة جسد المرأة وظل جسده الذكوري يغرد بعيدا عن ذلك المفهوم ويعمل ما يحلوا له دون أن ينكر عليه المجتمع بقدر ما ينكره على المرأة , فأمتلك الرجل جسد المرأة دون أن تدري وأصبح شرف الرجل ملبوس عليها ووضع على عاتقها المحافظة على شرفها وشرفه , بل وفرض الرجل على المجتمع وغسل أدمغتهم بأن ذلك العضو من جسد المرأة المسمى غشاء البكارة لم يخلقه الله الا لكي يقيس شرف المرأة من عدمه , فأصبح الزواج من فاقدة ذلك الغشاء لأي سبباً كان مستحيلا فهو الشرف يعينه !! , وأصبح الزواج بالنسبة للرجل اليمني بين أمرين لا ثالث لهما : أما أن يفض الرجل بكارة المرأة بنفسه ليرى قطرات الشرف او يعلم أنها كانت متزوجة من قبل لترتاح وتهدأ جيناته الذكورية.


وفي الطرف الآخر يسرح الرجل ويمرح وعقابه على الله كما يبررون , دون أي معيار او مقياس إجتماعي او عضوي يعرف المجتمع من خلاله انه فقد عذريته , وأقول أنه اذا كان من حق الزوج ان يختبر شرف وعذرية زوجته من خلال قطيرات الدم كأجراء لا مناص عنه إجتماعياً , فمن حق الزوجة في المقابل أن تختبر عذرية زوجها بأي طريقة كانت كحلف اليمين المغلظ على المصحف الشريف مثلاً لكي تتأكد من عذريته , وربما أنتج الطب الحديث قريبا ما ينصف المرأة في هذا الجانب , فمن غير العدل أن تطبق نظرية التأكد من الشرف والعذرية على المرأة دون الرجل , مسكينة تلك المرأة التي تسكن تلك المنطقة من العالم فقد عاشت وتعايشت مع ذلك الوضع دهور وعقود وأرتضت وأقتنعت بعد أن خدرت عقلها بتلك الثقافة الذكورية بأن ذلك شرع لا جدال او نقاش فيه.


أدركت بعدها أن مفهوم "الشرف" قاعدة تصيغها الأعراف والتقاليد تختلف من مكان لآخر من أتبعها سمي شريفاً بعرف ذاك المجمتع ومن خالفها نعت بنقيضه , وأدركت بعدها لماذا كنت أسمع دائماً بين أوساط مجتمعي مفهوم "أختك شرفك وعارك وعرضك" وفي الطرف الآخر "الرجل حامل عيبه" , وأدركت أن مفهوم "حافظ على شرفك" بين أوساط المجتمع اليمني لا تعني الا حافظ على جسد المكالف من العبث (الأخت والبنت والزوجة والأم ...الخ) , وأيقنت أن مفهوم "الشرف" يحمل مفهوماً جنسياً لا أخلاقياً وهو الحفاظ على الأعضاء الجنسية الأنثوية , والدليل العقلي على ذلك أن مفهوم "تطهير شرف العائلة" لا يقال الا عند العبث بأجساد النساء بغير وجه حق عذراء كانت أو غير ذلك , فعرفت عندها أن ذلك المفهوم لم يأتي لكي يتمم مكارم الأخلاق ولكن لكي يضيف لبنة جديدة للسطوة الذكورية على المرأة المغلوبة على أمرها والواقعة تحت رحمة جبروت ثقافة الصحراء.

وتذكرت قصصاً كثيرة كنت قد التقطها من هنا وهناك من بين حارات وأزقة وشوارع ومدن ومحافظات المجتمع اليمني , كان مجملها يؤول الى ان العائلة اليمنية غالباً ما يكون عقابها الإجتماعي القتل في حق المرأة التي أخطأت يوماً بحجة تطهير شرف العائلة , وغالباً ما تعاقب الرجل اذا ارتكب نفس الخطأ بالصفع على الوجه او الحرمان من الأكل او الطرد من البيت لثلاثة ليالي او بأجباره كحل أخير على الزواج من الطرف الآخر إن بقيت على قيد الحياة , وأتضح لي بأن "الشرف" كلمة براقة من الخارج ولكن تحمل بين ثناياها الكثير من الظلم على المرأة اليمنية , ولو كان المجتمع يريد مكارم الأخلاق من ذلك المفهوم لساوى بين الرجل والمرأة في العقوبة الإجتماعية !! , ولكن هو إمتداد لثقافة السطوة الذكورية التي ما زالت تحتاج الكثير لكي تدرك أن المرأة يجب أن تخرج من جلباب تلك النظرة الأحادية الذكورية , ولتدرك أن المرأة أصبحت لا غنى عنها في حاضرنا في تنمية الإنسان والأسرة والمجتمع والبلاد ككل بعيداً عن حصرها في خانة الشرف والعار والعرض والفتنة... أخيراً نقول بأن على أقل التقدير "الظلم على الجميع عدل" فأعدلوا يا أولو الألباب.


آه كم أكره الشرف ... فبأسم طهره تغتال البريئة
وبأسم مكارم الأخلاق في يمني ترتكب الجريمة


Monday, November 29, 2010

الحقـيـقـة

الحقيقة !!؟
قلم : أسامة إسحاق


الزمان
28 نوفمبر 2010
المكان
كوالالمبور – ماليزيا
الحدث : مناظرة
المنظم : البروفسور ماهبيا
المشاركين : 6 طلاب دراسات عليا
(مسيحي , مسلم , هندوسي , بوذي , يهودي , ملحد )
موضوع المناظرة : الحقيقة !!؟



تمر على الإنسان في حياته مواقف وأحداث كثيرة روتينية لا تستحق الذكر , وفي الطرف الأخر قد تحصل له أحداث بعدد أصابع اليد الواحدة والتي تقلب حياته رأس على عقب وتغير من مجرى حياته , وهو ما حصل معي بالضبط في هذا الحدث , أستطيع وصفه بالفريد والمهيب لأني كنت أنتظر وأبحث عن مثله بفارغ الصبر , أولاً لقوة وأهمية الموضوع المطروح للحوار , ثانياً وهو الأهم نوعية أطراف الحوار , وكذلك لا أنسى التنظيم والترتيب للحوار والذي قام به أحد الشخصيات المرموقة والمعروفة برجاحة عقلها ومكانتها الإجتماعية والعلمية البروفسور ماهبيا , والذي كان مقبولاً من جميع الأطراف , حيث قام البروفسور ماهبيا بجمع ستة من طلاب الدراسات العليا , في مكان واحد للمناظرة , حيث تم الأتفاق بداية أن كل واحد من الستة يمثل الفئة التي ينتمي اليها ( مسيحي , مسلم , هندوسي , بوذي , يهودي , ملحد ) , وبغض النظر عن آلية الإختيار او طريقة التمثيل فقد تم الأتفاق أخيراً بأن البروفسور ماهبيا سيعلن المنتصر في نهاية الحوار , والتقييم سييتم من خلال الطرح العقلاني الموضوعي المنطقي والإستدلالي , وأنطلقت بعدها أمثل المسلمين بكل نشاط وقوة :


وقد كان البروفسور ماهبيا قد وزع لنا في الليلة الفائتة للمناظرة جدول وصورتين

الجدول
شاهد الجدول بحجمه الطبيعي


صورة 1
شاهد الصورة بحجمها الطبيعي

صورة 2
شاهد الصورة بحجمها الطبيعي

قص شريط الحوار الملحد ثورمان مباشرة دون أية مقدمات منمقة بتوجيه لكمة قوية على شكل سؤال مباشر الى الهندوسي راجستان , فقال له : قد أدخل في حوار ونقاش وجدال حول ماهية الله الموجود في السماء لدى الديـنـيـيـن لكن أن تؤمنوا بأن آلهكم بقرة فتلك وصمة عار لعصر ثورة التكنولوجيا وغزو الفضاء والخارطة الجينية
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله الملحد ثورمان مخاطبين الهندوسي راجستان : كيف يعقل أن تعبدوا بقرة !؟
رد الهندوسي راجستان مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد اللحم والشحم كما يظن بذلك غير الهندوسيين , ولكن نؤمن بالروح التي بداخلها وما البقرة الا وسيط لتلك الروح والتي تحمل معاني نبيلة , فنحن نؤمن بتعدد الظواهرالدينية داخل ديانتنا فكل هندوسي له الحق بأتخاذ أي رمز متجسد في صورة الأله لكي يكون قريب منه ليتذكره دائماً سواء في المنزل او في العمل او في المعبد , فسمة التسامح الشامل للأختلافات في المعتقد الهندوسي وإنفتاحنا العقائدي المرتكز على أساسيات التقليد الهندوسي لن تجدوه في أي ديانة أخرى , فالهندوسية ليست مجرد الإيمان ولكن في حد ذاتها هي اتحاد للعقل والحدس كما أن الهندوسية أقدم وأعرق ديانات الأرض قاطبة ...ونتمنى أن تفهموا الهندوسية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (شروتي وسمريتي) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الهندوسية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء الهندوس من المسيحيين والمسلمين والبوذيين واليهود والملاحدة.




سكت الجميع قليلاً للتفكير في ذلك ثم وجه الهندوسي راجستان سؤال مباشر الى المسيحي جورج, فقال له : على أقل تقدير نحن نعبد كينونة واحدة قد تكون متمثلة في بقرة أو شجرة او حتى فأر ولكن لن تجد هندوسي واحد يعبد ثلاث آلهات في نفس الوقت كما تفعلون أنتم أيها المسيحيين فلديكم ثالوثكم الغريب والذي يدعوا للسخرية الأب والابن والروح القدس وهو ما لا يوجد في أي ديانة أخرى كما أنكم تؤمنون بصلب وموت آلهكم
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله الهندوسي راجستان مخاطبين المسيحي جورج : كيف يعقل أن تعبدوا ثلاث آلهات في نفس الوقت وتؤمنون بصلب وموت الأله !؟
رد المسيحي جورج مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ثلاث آلهات كما يظن بذلك غير المسيحيين , ولكن نعبد الرب الواحد المتمثل لنا في عقيدة الثالوث , هي ثلاث كينونات تمثل لنا آله واحد , فعقيدة الثالوث لا تعني كما تفهمون ثلاث آلهات مستقلة فهي ليست عملية جمع 1+1+1 ولكنها عملية ضرب 1*1*1 الاب والابن والروح القدس , نؤمن بالتجسد الألهي للمسيح فهو كلمة الله , وأما صلب المسيح فقد كان فدية عن المؤمنين لكي يرفع عنهم خطية العالم أجمع ، فهكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد , واليوم مصداقاً لتلك التضحية أصبحت المسيحية أكثر الديانات أتباعا في العالم , فالإخلاص والإيمان قد دخل القلوب وسيدخل البقية عما قريب ... ونتمنى أن تفهموا المسيحية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (الإنجيل) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى المسيحية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء المسيحيين من المسلمين والهندوس والبوذيين واليهود والملاحدة.




وهنا توقف المسيحي جورج برهة من الزمن والتفت الى البوذي كيترا ووجه سؤال فيه نوع من السخرية , فقال له :لا أعتقد أن هناك إنسان عاقل في هذا الكون كله يرضى أن يعبد ما يصنعه بيده , فأنتم تعبدون صنم بوذا الحجري والذي لا يضر ولا ينفع , فكيف تؤمنون أن الصخر او الحديد المنحوتة والمصنوعة من قبل الإنسان نفسه قد تضر وتنفع !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله المسيحي جورج مخاطبين البوذي كيترا : كيف يعقل أن تعبدوا صنماً مصنوع من الإنسان ذاته !؟
رد البوذي كيترا مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ونؤمن بالصنم الذي ترونه كما يظن بذلك غير البوذيين , ولكن نؤمن بالتعاليم والمبادئ الرائعة التي نادى بها صاحب ذلك التمثال وهو بوذا المستنير , كما أن البوذية أصلاً ديانة غير ألوهية كما هي عندكم , البوذية تتمحور في ثلاثة جواهر أساسية أولها الإيمان ببوذا كمعلم مستنير للعقيدة البوذية وليس آله , وثانيها الإيمان بالدارما وهي تعاليم الحقيقة والخلاص من المعاناة , وثالثها السانغا وهي المجتمع البوذي المحافظ على تلك التعاليم الخالدة , ويكفي أن تدركوا الحقائق الأربع الرئيسية التي تلخص الدارما لكي تفهموا ماهية العقيدة البوذية (الحقائق الأربع هي المعاناة , أصل المعاناة , إيقاف المعاناة والطريق المؤدي الى إيقاف المعاناة ) , وأنوه الى أنه في أوروبا كل عام يدخل البوذية أكثر من مائة ألف إنسان وذلك مصداقية للمبادئ والقيم التي تحتويها الدارما البوذية ... ونتمنى أن تفهموا البوذية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (الدارما) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى البوذية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء البوذيين من المسيحيين والمسلمين والهندوس واليهود والملاحدة.




وبدون توقف وجه البوذي كيترا سؤال مباشر على نفس سياق السؤال الأول لليهودي بنيامين , فقال : تستطيعوا أن توجهوا سؤالكم ذلك الى اليهودي بنيامين والذي يركع ويبكي للحائط الصخري بدون أن يكون حتى يمثل لهم أي شخصية عظيمة , فذلك منظر يدعوا للإستغراب والسخرية في آن واحد كما أنه يؤمن بالجنس والشعب المختار وهي نظرة دينية طبقية عنصرية !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله البوذي كيترا مخاطبين اليهودي بنيامين : كيف يعقل أن تعبدوا وتؤمنوا بالحائط الصخري وتبكون عنده كما أنكم عنصريين وتؤمنون بأنكم الشعب الوحيد المختار ولا تسمحون لأحد بالدخول لديانتكم اليهودية !؟
رد اليهودي بنيامين مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ونؤمن بحائط المبكى الصخري كما يظن بذلك غير اليهوديين, ولكن نقدس ذلك الحائط نظراً لأنه الأثر الباقي من هيكل النبي سليمان فنقف تحته نصلي ونتلوا تعاليم التوارة الألهية الرائعة , اما الشعب اليهودي المختار فهو تكليف وليست تشريف , فنحن الشعب الذي يجب عليه أنه يخدم ربه بالصلاة ويعمل بأستمرارعلى مراعاة الوصايا التوراتية وقد اُسندت الينا مهمة الشعب الحامل لرسالة الله الواحد الأحد لتخفيف العبأ عنكم , واليهودية تؤمن بالافتداء والخلاص والنجاة لكنها تختلف عن العديد من الديانات الأخرى في أن السبيل إلى الخلاص والنجاة في الحياة الأخرى لا يكون بالعقيدة وإنما بالأفعال, أي أن الأفعال الصالحة هي التي تمكن البشر من النجاة وليس العقيدة التي يتبعونها, كما أن الإيمان بمبادئنا الخالدة مفتوح للعالم أجمع دون الحاجة للأنضمام لليهودية ...ونتمنى أن تفهموا اليهودية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (التوارة) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى اليهودية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء اليهود من المسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين والملاحدة.




وبعد ذلك وجه لي اليهودي بنيامين إستفساراً يحمل في طياته نوعاً من الإستهزاء والسخرية قائلاً : ماذا عنكم يا من تعبدون الأحجار , فعبادة المسلمين فيها ما يدعوا حقيقة للسخرية , يطوفون حول حجر (الكعبة) ويقذفون حجر (رمي الجمرات) ويُـقبلون حجر (الحجر الأسود) , فهل هناك أشد غرابة من كون مليار من شفاة المسلمين تلتقي لتُـقبل وتعبد حجر صخري لا تتجاوز مساحته ثلاثين في ثلاثين سنتيمتر , فما هذه العبادة التي تنقل لمعتنقيها الأمراض !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله اليهودي بنيامين مخاطبيني : كيف يمكن أن تعبدوا الأحجار وتقبلونها وترجموها وتطوفون حولها ولماذا أرتباطكم بالأحجار التي لا تضر او تنفع !؟
ردت مدافعاً عن معتـقـدي : نحن لا نعبد الكعبة الحجرية او الحجر الأسود كما يظن بذلك غير المسلمين , ولكن نعبد رب تلك الأحجار الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد , وما الكعبة الا مكان مقدس لنا وكذلك الحال بالحجر الأسود فنحن لا نقبله إيماناً منا بأنه يضر وينفع بل الله وحده من بيده كل شيئ , فالإسلام دين الحرية والمساواة والعدالة ,ومنهجنا في قرآننا الكريم يحمل في طياته أسمى وارقى المبادئ الإنسانية التي عرفها التاريخ , التي تدعوا للمحبة والسلام ومكارم الأخلاق والتعايش وتقبل الآخر ونبذ الظلم واللامساواة والعنصرية والطائفية , ورسولنا العظيم محمد هو من دعى بتلك المنهجية النبيلة الخالدة التي لم تفرق بين العبد والسيد , والعربي والأعجمي , والغني والفقير, والأبيض والأسود...ونتمنى أن تفهموا الإسلام على حقيقته لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (القرآن) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الإسلام الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء المسلمين من المسيحيين والهندوس والبوذيين واليهود والملاحدة.




وهنا توقفت قليلاً ثم رمقت الملحد ثورمان رمقة قوية لأنه لم يكن ينصت لما كنت أقوله , وقلت له : على أقل التقدير جميعنا يؤمن وإن إختلفت الرؤية , ولكن كيف يمكن أن تعيشوا بدون أن تدركوا الأله الواحد لهذا الكون الفسيح , وكيف تستطيعون العيش بدون أن يكون لكم جانب إيماني روحاني , وكيف تستطيعوا أن تقنعوا أنفسكم بأن هذا الكون وجد صدفة بدون خالق!؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قلته مخاطبين الملحد ثورمان : كيف يعقل أن لا تعبدوا وان لا تؤمنوا بوجود خالق !؟
رد الملحد ثورمان مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد أي آله بالفعل ولكننا مؤمنين , وليس كما يظن بذلك غير الملاحدة , ولكن إيماننا ليس بالآله البقرة او المسيح او تعاليم بوذا او الله ذو اللحية البيضاء والثوب الأبيض الموجود في سماء هذا الكون والذي يخلق البشر لكي يستمتع بتعذيبهم وحرقهم وسحلهم يوما ما , نحن نؤمن بالكون ذاته بأنه يحمل في مكنونه قانونه الخاص ونظام خلق نفسه , ولا يحتاج أصلاً الى قوة جنية خفيه غيبية لا ندري أصلها ومصدرها لكي نسند اليها خلق هذا الكون , واذا كان لكل مخلوق خالق فمن خلق خالقكم !؟ , ويكفي أن تنظروا الى هذا الكون الرائع والفسيح والدقيق لتدركوا عظمته من أصغر وحدة فيه الذرة الى أكبرها في المجرات والثقوب السوداء , ولو كنا قد أستمرينا نؤمن بالماورائيات والغيبيات والضبابيات وأهملنا المنهجية والعقلية العلمية لكنا ما زلنا الى يومنا هذا نفترش الأرض ونلتحف السماء ونرعى قطيع الأبل والأغنام ونحكم بأسم يسوع والرب والأله الواحد ... ونتمنى أن تفهموا الإلحاد على حقيقته لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (العلمي) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الإلحاد الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء الملاحدة من المسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين واليهود...




هنا اُضطر البروفسور ماهبيا للتدخل بعد أن بدأ الجميع بالصراخ , ووجه للجميع كلمة أخيرة لكي يحسم الصراع ويعلن المنتصر , حيث قال : أحبائي لقد استمعت وأستمتعت بحواركم الرائع وقد دونته عندي في هذه الورقة بأختصار وسيقوم كل واحد منكم بنشره على الملأ على لسانه وبطريقته التي يراها مناسبه ومقنعه , وكل ما أتمناه منكم أن تعودوا الى بيوتكم وجامعاتكم وحياتكم وتحاولوا قراءة لب الحوار من جديد بتمعن وتعمق , وحاولوا أن تربطوا بين أجاباتكم دون أن تقوموا كعادتكم بتجزئة الحوار الى أجزاء او أن تقيموا كل جزء على حدى , ولكن خذوا الأجابات على شكل قالب واحد , وهنا توقف البروفسور ماهبيا برهة من الزمن وكأن العالم من حوله قد توقف , ثم قال :الحقيقة ستجدونها بعد ربطكم للألوان المتشابهة في حواركم المدون هنا , والحقيقة بأختصار هي

وفي هذه اللحظة وقبل أن يكمل البروفسور ماهبيا الكلمة التي كنا جميعا ننتظر أن يقولها بشغف لكي يعلن أحدنا أنتصاره , وأنا في أشد أنتباهي لكي أكتشف الحقيقة والتي طالما أنتظرتها , ولثقتي الشديدة في كلامه لحياديته وإنصافه في تقييم الأمور كما عرفناه دائماً , أحسست أن هنالك جسد آخر غيرنا يقترب مني , واذا بي أحس بيد تقبض على يدي اليمني بقوة , وسمعت بعدها أحدهم يقول : أصحى ... أصحى ... الصلاة خير من النوم

ثم نهضت كالأسد المنقض على فريسته وسألته بغضب : هل تعرف الحقيقة !!؟
رد مستغرباً : أية حقيقة !!!؟
فقلت له : كان من المفترض ان لا توقضني الا ومعك الحقيقة لكي تثبت لي أنني لم أصحو من حلم الى حلم آخر
رد بأستهزاء وثقة كبيرين : إن كنت تقصد تلك الحقيقة فأنا أعرفها منذ ولادتي ولا داعي لكي أبحث عنها
فقلت له : لو كنت قد نشأت مكان جورج أو راجستان او كيترا او بنيامين او ثورمان لــكان لك حقيقة أخرى
فقال لي : لا أعرف أحد من الذي ذكرت ولم يسبق لي أن قرأت عن أحدهم.... من هم بالضبط !!؟
فقلت له : نعم , وبلا شك لم ولن تعرفهم
وعدت الى فراشي مهمهما : يبدو أن النائمين المتجردين أقرب الى الحقيقة من المستيقظين الوارثين
فقررت أن أعود للنوم لكي أستيقظ وأصحوا خلال أحلامي , بعدها سمعت صوتاً لم يمر عبر أذني ولكن أحسست بثقله على جسدي بأكمله وأستقر في قلبي وعقلي معاً , هامساً : "إن من يدعي الحقيقة فهو لا يملكها

ثم أحسست بعدها بريشة تعبث بجسدي وكأنها ترسم شيئاً فصالت وجالت على صدري دون أن أقوى على الحراك , وعندما أستيقظت وجدت رسمة على صدري مكتوب على عنوانها : خوارزمية الحقيقة


شاهد خوارزمية الحقيقة بحجمها الطبيعي
هنا



"الحقيقة هي اللاحقيقة"
حتى هذه الحقيقة ليست حقيقة
أختر حقيقتك وتعايش مع حقائق الآخرين
فمن يدعي الحقيقة المطلقة فهو الشيطان


Tuesday, November 23, 2010

أسامة والضفـدعة

أسامة والضفـدعة
حوار


الضفدعة : هل أنت إنسان ؟

أسامة : بكل تأكيد.
الضفدعة : هل تسمح لي بطرح بعض الأسئلة التي تحيرني كضفدعة ؟
أسامة : على الرحب والسعة.
الضفدعة : أنقسم عالم الضفادع الى قسمين
قسم يقول أن الإنسان لا يختلف في حياته عن حياة الضفادع وهو رأي الأقلية الغير مؤثرة
وقسم آخر يقول أن الإنسان يملك شيئ اسمه القيم وهي التي تميزه عن عالم الضفادع وهو رأي الأكثرية المؤثرة
فهل أنت مع قول الأكثرية ام الأقلية ؟
أسامة : مع الأكثرية طبعاً وبلا جدال او نقاش.
الضفدعة : هل لك أنت توضح لي ما هي القيم التي تميزكم عنا ؟
فقد عجز أستاذي ضفدوع أن يشرح لي ذلك المفهوم لانه لا يملكه أصلاً !!
أسامة : قبل أن أوضح لكِ ما هي القيم يجب أن تعرفي شيئ مهم :
حق الاختيار هو الأساس الذي يرفع من قدر الإنسان ويميزه عنكم يا عالم الضفادع.
الضفدعة : توقف هنا رجاء...
فأنت ترمي لي بمفاهيم لا أعلم بها ولم تدرس لنا ولا توجد حتى في قواميسنا الضفدعية
فهل لك أن توضح لي ما هو حق الأختيار ؟
أسامة : يجب أن تعلمي أن ما يسيركم أنتم يا عالم الضفادع هو الجبر الطبيعي فأنتم مجبرون على التصرف بسلوك واحد وبالتالي لا توجد حرية وحق أختيار في حياتكم مما يؤدي الى إنعدام القيم والتي تحتاج الى مفاضلة وصقل وصيانة .
الضفدعة : هل من الممكن أن تعطيني مثالاً من عالمنا على ذلك لتوضح لي الصورة أكثر ؟
أسامة : مثلاً خالكِ العقرب ينتج سماً وبنت عمتكِ النحلة تـنتج عسلاً وكلاً منهما مجبر على ذلك ولكن الإنسان وحده الكائن الوحيد القادر على الفرز بينهما , والقادر على أنتاج ما يريد وعندما تكون هناك قيمة للأختيار او الأنتاج بين العسل او السم فتأكدي عندها أننا نتكلم عن الأنسان ولا شيئ غيره
وهذا ما أقصده بحق الأختيار الذي يقود الى القيم
الضفدعة : أممممم , فهمتك الأن ...
ولكن هل تسمح لي بطرح أسئلة شخصية
ولك حق الاختيار في الرفض او القبول؟
أسامة : أمممم , موافق وإن كنت على إستعجال.
الضفدعة : هل أنت مخير حقيقة بين سماع نانسي عجرم او السماع للقرآن ؟
أسامة : أتقي الله يا ضفدعة ولا تكرري ما نطقه لسانكِ مرة أخرى
السماع لنانسي عجرم حرام وسيزج بنا في قعر جهنم فليس مسموح لنا الا السماع للقرآن.
الضفدعة : هل أنت مخير بين شرب الخمر اوالماء ؟
أسامة : أستغفر الله العظيم من هكذا كلام , هل جننتِ يا ضفدعة
الخمر ممنوع علينا ويعاقب شاربه وناقله وحامله والمحمولة اليه , المسموح لنا هو الماء فقط.
الضفدعة : هل أنت مخير بين دخول ملهى ليلي اومسجد للعبادة ؟
أسامة : أنتبه من كلامكِ يا ضفدعة , لا أحد يعلم ما سيكون مصيرنا إن سمعنا أحدهم
لا وجود لملاهي ليلة عندنا كما أنه حرام علينا والمخول لنا فقط والمسموح هو دخول المساجد.
الضفدعة : هل أنت مخير بين الصلاة من عدمها ؟
أسامة : لقد تجاوزتِ حدودكِ كثيراً أيتها الضفدعة الكافرة وعبرتِ الخطوط الحمراء الممنوعة
الصلاة إلزامية عندنا ومن تركها دخل النار وليس مسموح إطلاقاً تركها والا أنتبذ من المجتمع.
الضفدعة : أسمح لي اذا بكلمة أخيرة ما دمت قد وصفتـني بالكافرة
وهي كلمة غير موجودة في قواميسنا الضفدعية ولكنني عرفت معناها من ملامح وتعابير وجهك.
أسامة : أفففف , أختصري.
الضفدعة : ما تعلمته منك اليوم أن الإنسان هو الوحيد المخير بين المخلوقات
وهو الذي يقوم بصيانة القيم من خلال الأداة التي لا يمتلكها غيره وهي حق الإختيار و المفاضلة
ولكن أتضح لي من خلال حوارنا الأخير أنكم مثلنا تماماً تملكون سلعة واحدة لا غير
وإن فكرتم بالبدائل والمفاضلة أنتظرتكم سياط التعذيب والترهيب والسحل ونار جهنم
فتفضلون مجبرين خائفين مرعوبين مغلوبين لا مخيرين التوجة لأخذ تلك السلعة الواحدة
وإن كانت بعض السلع الأخرى موجودة ولكن في أدمغتكم لا وجود الا لسلعة واحدة
فأنتم توابع لا يحكمكم حق الأختيار ولكن يحكمكم الخوف والكبت والإذلال
فلا أرى في ذلك أي قيمة تذكر
فالقيمة كما فهمتها منك هي عندما يتوفر لك النقيضين وتختار أحدهما بمنتهي الحرية
لكن أن تعيش تحت البديل الواحد فأنتم مثلنا تعيشون حياة الجبر الطبيعي
أسامة : ولكن يا ضفدعة ....
الضفدعة : إعذرني على مقاطعتك ولكن أسمح لي بقول كلمة واحدة لك ولأمثالك :
الأكثرية الضفادعية لا تعني دائما الحقيقة
ومرحباً بكم أعضاء جدد في عالم الضفادع