Wednesday, June 9, 2010

لا لخصخصة الإسلام


لا لخصخصة الإسلام
قلم : أسامة إسحاق


لا لعروبية الإسلام
نعم لعالميته
" قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً "



الإسلام ليس عربي لمجرد كونه ولد في بيئة عربية
ولا يحق لأحد أن يدعي بأن عادات وتقاليد وأعراف عرب شبه الجزيرة العربية هي الإسلام وما سواها بهتان
الإسلام رسالة عالمية وهكذا أفهمه
"خذ العفو وأمر بالعرف"
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وليس الأمر بالخير والنهي عن الشر
المعروف ما تعارف عليه الناس والمنكر ما أنكره الناس
معروف ومنكر كل منطقة وكل جماعة يختلف بأختلاف الزمان والمكان
رسولنا وحبيبنا محمد كان أول من طبق تلك القاعدة وأمر بعرف بدو شبه الجزيرة العربية ولم يأمر بعرف دولة فارس والروم والحبشة
السؤال الذي يطرح نفسه لمن يؤمن بعالمية الإسلام
في ظل وجود أعراف وتقاليد متنوعة ومختلفة في شتى بقاع الأرض شمال أوروبا جنوب اوروبا شمال امريكا جنوب امريكا استراليا شمال افريقيا جنوب افريقيا شرق اسيا شبه الجزيرة العربية وغيرها.. هل يحق لأي إنسان ان ينادي بقومية او عرقية او جنسية الإسلام
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً"


مشكلتنا أننا لم نعد ندرك أن إسلامنا المنتشر اليوم هو ناتج عن رؤية مجموعة من فقهائنا الأفاضل ممن جعلوا الإسلام حصرياً على منطقة معينة ولا يتكيف مع الآخر على أرض الواقع , وحولوا جميع عادات وأعراف وتقاليد العرب البدو ممن سكنوا شبه الجزيرة العربية في زمان ومكان ما ممن تفضل الله عليهم بجعل النبي منهم حولوا تقاليدهم وعاداتهم الى إسلام وما سواها بهتان ,فنسمع عن الزي الإسلامي والحجاب الإسلامي والإقتصاد الإسلامي والإناشيد الإسلامية والأسماء الإسلامية وما هي الا عربية فقط !!!.أصبح من شبه المؤكد مع مرور تلك السنين الطويلة والمنهجية العتيقة أن يكون المسلم يمتلك مناعة قوية وهائلة ضد أي حجج أخرى فقد تم بناء تلك المناعة على مدار عقود من التلقين المستمر وتحتاج الى معجزة لأخراجها من ذلك القالب...أصبح الإسلام عندنا نوع من الولاء المذهبي العشائري القبلي الأسري المتوارث دون أن ندرك ...


يجب أن يدرك الجميع أنه لا يوجد في إسلامنا ما يسمى
الاحزاب السياسية الإسلامية
فـالإســــلام ليــس تصـــور حــزبــي أو أيــديـولــوجــي صـــارم
الأقتصاد الإسلامي
الإسلام ليس حكر على نظرة أقتصادية معينة وأنما إنما هو فضاء كوني يتسع لكل فضيلة وأمر حسن وأجتهاد سليم
الزي الإسلامي
في وجود تنوع وإختلاف في الأزياء في هذا العالم فلا يحق لأي أمة أن تنادي بأن زيها هو الإسلامي وفقط
كل ملبس يتعارف عليه مجموعة من البشر ضمن زمان ومكان معين فهو إسلامي
"الثوب ليس هو الزي الإسلامي فقط ولكنه كان أمر بالعرف وكذلك الحجاب ليس زي إسلامي حصرياً وكذلك ما كان يضعه الرجال على رؤوسهم"
الأسماء الإسلامية
كل أسم جميل يتعارف عليه أناس ولا ينكرونه فهو إسلامي"علي إسلامي ومايكل إسلامي ولوبيز إسلامي وفرناندو إسلامي وشونج بونج إسلامي"
الغناء الإسلامي "أناشيد"
كل صوت جميل في هذا العالم هو إسلامي وليس فقط أناشيد عماد رامي والدف والطبل

كل ما يدعوا الى العدل والخير والمساواة والكرامة والحرية هو إسلام
كل ما تعارف عليه مجموعة من البشر ضمن زمان ومكان معين فهو إسلامي
سواء ولد في تشيلي او نيوزلاند او ايسلندا او جنوب افريقيا او مكه

أصبح الإسلام منفر للغير بسبب أسلمة عادات وتقاليد العرب البدو ممن سكن شبه الجزيرة العربية وأعتبارها أنها هي الإسلام وفقط
أيها العرب نحن لسنا وحدنا في هذا العالم
أيها العرب نحن لسنا وحدنا في هذا العالم
أيها العرب نحن لسنا وحدنا في هذا العالم
وإسلامنا نزل للعالمين وليس للعربيين

هو إسلام يتسم بالشمولية والأبدية فكان لزاماً أن يكون له فهماً حراً بعيدا عن تقييده برؤية مجموعة بسيطة من الفقهاء عاشوا في زمان ومكان ما لكي تصبغ نظرتهم على الدين أنها الإسلام الأبدي الحق وما دون رؤيتهم هو البهتان بعينة , فذاك أنتقاص من حق الإسلام وليس رفعة من شأنه كما تعتقدون , فلا ابو حنيفة يعلم عن أحوال كولمبيا ولا مالك درس الثقافة الموزنبيقية ولا الشافعي علم بوجود جزر البهاما ولا ابو حنيفة درس قارة استراليا ولا زيد تطرق لمفهوم العولمة , فلا يجب تعميم أصول الفقه وثوابت الدين التي فهموها على العالم اجمع , للجميع أن يرى ما يريد ولنا أن نرى ما نريد وفي الاخير الاختلاف لم ولن يفسد للود قضية تحت فضاء الإسلام الرحب


"وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
لا لخصخصة الإسلام


مجرد رأي
المشرف العام للشبكة