Wednesday, February 23, 2011

من شباب جمهورية الفيسبوك الى رئيس جمهورية اليمن


من شباب جمهورية الفيسبوك الى رئيس جمهورية اليمن
قلم : أسامة إسحاق

فخامة رئيس جمهورية اليمن , نتمنى أن يصلك خطابنا نحن شباب جمهورية الفيسبوك وأنتم في صحة وعافية , وتأكد سيادتك أنه ليس بين جمهوريتينا أي عداء , فنحن لا نعرفك شخصياً ولكننا نشاهد ونسمع ونقرأ لك وعليك , ونتابع أخبارك من خلال وزارتنا الإعلامية (من غير وزير) المتمثلة بالفيسبوك واليوتيوب وتويتر وجوجل وويكبيديا وسكايبي , كما كنا قديماً قبل إلتحاقنا الى جمهوريتنا الجديدة نتابع تحركاتك من خلال وزراة جمهوريتكم الإعلامية في نشرة الأخبار المحلية اليومية الساعة التاسعة مساء.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية الفيسبوك نؤكد بأننا لسنا مع أو ضد أشخاص بعينهم ولكننا نحدد توجهنا أمام الرؤى والأنظمة بما يتوافق أو يتعارض مع هموم وطموحات جيلنا الفيسبوكي , وعندما يصبح أي نظام يتمثل في شخص نصبح بلا أي بديل أخر مع أو ضد ذلك الشخص لأنه أصبح يمثل لنا النظام بعينه , فنرجوا أن يتحمل تشهير ونقد وإنتفاضة بعض شباب جمهوريتنا الفيسبوكية التي لا قيود عليها أو شمع أحمر كما يتقبل مديح ومجاملات ودعم الجزء الآخر.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية اليوتيوب نطمح للتغيير والذي هو أصلاً من طبيعتنا البشرية وليس كرهاً او حقداً كما قد يتراءى للبعض , فقد مللنا الروتين ورؤية تلك الوجوه ذاتها على مدار أكثر من ثلاثة عقود.

فخامة رئيس الجمهورية , شباب جمهوريتنا شاهد على شاشات اليوتيوب ما لم تبثه شاشاتكم المحلية , فقد شاهدنا مثلاً وصول الجمهوري جيمي كارتر لرئاسة أمريكا في عهد رئاسة فخامتكم ورحل وأنتم مستمرون , ثم حل مكانه رونالد ريجان في الحكم ورحل وأنتم متماسكون , ثم شاهدنا وصول بوش الأب للرئاسة وغادر وأنتم متابعون , ثم راقبنا وصول كلينتون الزوج الى رأس هرم السلطة ورحل وأنتم قاعدون , ثم ظهرت علينا مرة أخرى عائلة بوش ولكن ليس الأب هذه المرة وإنما الأبن ليتولى مقاليد الحكم وغادر ولكنكم صامدون , ثم ظهرت علينا عائلة كلينتون أيضاً ولكن ليس الزوج وإنما الزوجة وبصحبتها أوباما الكيني الأصل ليحكما أمريكا وهم على أعتاب أن يرحلا وأنتم مسمرون , ستة من زعماء أمريكا تبدلوا سلمياً الرئاسة في عهدكم وأنتم ترفعون شعار "جمهورية الرئيس الملك".

فخامة رئيس الجمهورية , حتى ما كان يطلق عليها "المملكة التي لا تغيب عنها الشمس" , فقد عاصرتم حكم جيمس كالاهان والذي أصبح غالبية شعب بريطانيا اليوم لا يعرفه أو يذكره , ثم جاء بعده على رأس الحكومة البريطانية المرأة الحديدية مارجريت تاتشر وغابت شمسها من قديم الزمان ولكن شمسكم ما زالت ترفض الغروب , جاء بعدها جون ميجور وأصبح طي النسيان , وحلق بعدها في سماء بريطانيا توني بلير وسرعان ما أصبح من الماضي ولكنكم ما زلتم ماضي وحاضر ويبدو مستقبل أيضاً , ثم بزغ نجم جوردون براون وسرعان ما أفل ولكن نجمكم يرفض الأفول , وها نحن نعيش الفصول الأخيرة من قصة حكومة ديفيد كاميرون وفي الطرف الأخر نرى ملامح قصة ألف ليلة وليلة اليمنية قد تحولت الى ألف عام وعام.

فخامة رئيس الجمهورية , منذ وعينا كشباب يمني على الدنيا ومشاهدتنا علم الوحدة اليمنية يرفرف في الأفاق قال لنا الجميع أن كل شيئ سوف يتغير , ولكننا نقرأ ونسمع ونشاهد التغيير هناك ولا نجده هنا , فهذا الإتحاد السوفيتي العظيم الذي سقط في عهد جورباتشوف بعد عام الوحدة جاء بعده حكومات روسية وزعامات متنوعة بداية من بوريس يلتسن ثم فلاديمير بوتين والأن ميدفيديف ولم يدعي أحد حقه الرئاسي الحصري لأي سبب كان , ومع ذلك رئاستنا اليمنية ونظامنا أصبح مثل الرب الذي لا أله الا هو.

فخامة رئيس الجمهورية , تابعنا على يوتيوبنا وويكبيدينا رحيل كل حكومات وزعامات أوروبا الشرقية وكان لكل منهم نهاية للصلاحية ونظامكم لا يريد أن يخضع للقانون الطبيعي للصلاحية والتغيير , تغير رؤوساء أوروبا الغربية وحتى زعامات قارتنا الصفراء آسيا ومنها الصين الشعبية والتي عاصرت فخامتك من رؤوساء جمهوريتهم لي شينيان و زهاو زيانغ و جيانغ زيمين و هو جين تاو والجميع يغادر ويترك ببساطة مجال لقيادة برؤى جديدة , وأصبح معظمهم من التاريخ وتاريخكم يرفض ان يغادر الواقع ليعلن نفسه تاريخ وجغرافيا غير قابل للتغيير, وجمهورية فخامتكم أصبحت موميائية تحنط رئيسها على كرسي الحكم وليس في المتاحف مثل "ماوتسي تونغ" و "هوتشي منه" المحنطين هناك.

فخامة رئيس الجمهورية , يدرس حالياً كثير من شباب جمهوريتنا في دولة ماليزيا , ويدخل شبابها في حوار مع شباب ماليزيا الذين يفتخرون بكون الشاب الماليزي الذي عمره بنفس أعمارنا قد عاصر أربع زعامات ماليزية إبتداء من تونكو عبدالرحمن ثم العظيم الخالد مهاتير محمد وبعده عبدالله بدوي وأخيراً وليس أخراً نجيب عبدالرزاق ولكنهم يستغربون عندما يكون ردنا لهم أننا لم نعاصر ولم نشاهد ولم نلمس في جمهورية اليمن الا رئيس واحد هو شخصكم الكريم منذ أن وعينا على هذه الدنيا , والغريب أن الشيب بدأ يغزو أجسامنا وعقولنا ونحن من مواليد حكمكم فكيف لم تشخ رئاستكم وحكمكم!!.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية جوجل نعلن بأننا لا نكرهك ولكننا نحب ونريد أن نعاصر ونعيش التغيير في بلادنا كما في البلدان الأخرى قبل أن نموت فلا تحرمنا من هذه الأمنية , لا نريد أن نصل لحد الإنتفاضة ولكننا نريد التغيير سلمياً بدماء جديدة , فضع يدك في أيدينا وطالب أنت قبل غيرك بالتغيير وأعمل جدياً وليس خطابياً لذلك , أدخل التاريخ بدلاً من أن يتم أخراجك منه كما حصل لأقرانك.

فخامة رئيس الجمهورية , نعلم تمام العلم أن السلطة كالمرأة الجميلة يصعب تركها ولكن نتمنى أن تفسح المجال للأجيال المكبوتة الجديدة ليس للنوم مع تلك المرأة الفاتنة على سرير واحد ولكن مجرد إختلاس نظر وكلام غزل وتنافس حر بين الجميع للمس نهديها وتقبيل شفتيها فقد حان وقت الطلاق الأختياري قبل أن يكون طلاق بالخلع.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى أن تدرك أن الزمن قد تغير وسيادتك مطالب بتغيير خطابك بناء على المستجدات الحديثة , فلم تعد تخطب كما السابق أمام فلتان ومرقان وزعطان والذين يسكنون قمم الجبال والصحاري ومعزولين عن العالم , فخامتك اليوم أمام شباب جمهوريتنا أمثال سعيد جيفارا وعبده بتهوفن ومحمد نيوتن وخديجة أنطوانيت والمشتركين في قروبات فيسبوكية مع مختلف الجنسيات والثقافات في العالم أجمع.

فخامة رئيس الجمهورية , نطلب من سيادتك أن تحافظ على ما تبقى لك من شعبية بين أوساط جمهوريتنا بمراجعة ما تقوله لنا , فنرجوا غاية الرجاء أن لا تستغبينا وتعلن مرة أخرى بأن توريث السلطة غير وارد وقبيح , وشباب جمهوريتنا بضغطة زر خلال ثواني يستطيع أن يدرك بأن المؤسسات العسكرية والأمنية جميعها مورثة أصلاً لعائلتكم الكريمة , فنتمنى أن تلقى لها مخرج آخر غير أن تقبح ما تقوم به سيادتك بأن تقول مثلاً بأن التوريث حاجة أمنية فربما حافظت عندها على بعض شباب جمهوريتنا في صفك , وتأكد بأننا لا نقبل الإستخفاف بعقولنا ولكننا قد نتعاطف عند قول الحقيقة ولو كانت مريرة.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى من خطاب سيادتك أن يطابق الواقع كحديثكم مثلاً عن جمهورية بنظام ديمقراطي وكأننا لا نعلم مضمونها, فيجب أن تدرك بأن شباب جمهوريتنا يعي تماماً الفروق بين الديموقراطية والبيروقراطية والثيوقراطية والأوتوقراطية والأرستوقراطية والتكنوقراطية بمجرد سؤال شيخنا جوجل , ونظام جمهوريتك فعلياً ليس ديمقراطي ولكن أوتوقراطي , فحاول جاهداً أن تكيف خطابك مع الواقع الملموس وليس الشعار الملبوس قبل أن تخسر بقية مناصري جمهوريتنا.

فخامة رئيس الجمهورية , نطالبك أن تفهم ما يقوله لك شباب الفيسبوك وليس عواجيز المؤتمر بوك , نطالبك أن تلبي طموح شباب اليوتيوب وليس طوابير المعارضة تيوب , نطالبك أن تعي طموحات شباب الويكيبيديا وليس مطالب المشائخبيديا, نتمنى أن تحتضن شباب الجووجل وتهجر مخضرمي شؤون القباجل , نتمنى أن تستوعب أحلام شباب الياهو بدلاً من تركهم يصرخون "يــــــا هــــــو" بلا مجيب , نتمنى أن تحاكينا من مواقعنا ومنتدياتنا وفيس بوكنا ويوتيوبنا وتويترنا وإيميلاتنا بدلاً من محاكاة المشائخ في المقايل والعلماء في الصوامع والعساكر في المتارس البعيدين كل البعد عن أحلامنا وطموحاتنا وهمومنا ومستقبلنا الذي يسرق منا أمام أعيننا.

فخامة رئيس الجمهورية , كن على يقين بأن موضوع الإعتصامات والإنتفاضات التي تؤرقك وتؤرق معظم زعماء العالم هذه الأيام لم تعد تصاغ كما السابق في وريقات توضع في ملفات كاكية اللون مكتوب في أعلاها سري للغاية ومصدرها كواليس الأحزاب ومقرات المؤسسات ودواوين الجمعيات وثكنات الضباط او منشورات وقصاقص ورق تعمل على تلميع كاريزمات قيادية معارضة وتكتشفها أخيراً أجهزة مخابراتكم المخضرمة, فقد أصبحت موضة إنتفاضة وثورة الخمسينات قديمة غير فعالة , ولكنها أصبحت اليوم تكتب على رؤوس أشهاد آكاونتات الفيس بووك واليوتيوب والمنتديات وتقودها تجمعات بلا قائد وحركات إلكترونية عفوية مليونية تجمعهم وتحركهم نفس الهموم والتطلعات.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية سكايبي نحذرك تحذير المحب لوطنه بأننا سنخرج عليك غدا أو بعد غد بدعوات من وزارتنا الإنتفاضية والغير قابلة للتشميع بناء على قرار قضائي أو الغلق بناء على قرار وزاري او الإبادة بناء على قرار عسكري , فنحن جيل مختلف , نحن جيل البوعزيزي وخالد سعيد ووائل غنيم والمنتشرون بالملايين في الفيسبوك واليوتيوب وتويتر وجووجل وسكايبي والويكبيديا , فلا إصلاح ولا إشتراكي ولا ناصري ولا بعثي ولا حوثي ولا حراكي ولا حتى مؤتمري مدرك تمام الأدراك ما يستطيع عمله شباب جمهوريتنا في المستقبل القريب فقد أسقطوا أعتى جمهوريتين وليست جمهوريتك بعصيب.

فخامة رئيس الجمهورية , ما عسى نظامك فاعل أمام فيضان جمهورية شباب اليمن الإنترنتية إن أنطلقت , فنرجوا أن تتفهم مطالبنا قبل أن ترفع جمهوريتنا شعار "أرحــــل" عندها لن يستطيع نظامك الحوار أو حتى التفاوض مع جمهوريتنا كما تفعل مع أحزاب المعارضة لسبب بسيط أن جمهوريتنا بلا رئيس او قيادة للتفاوض معها , ولن تموت جمهوريتنا بتشويه صورة أحد أعضائها أو سجن آلاف منهم أو حتى محاولات نظامكم لكسر وأغلاق وحجب إعلامنا , فكل تلك المحاولات تزيد من المنتسبين للجمهورية وتشحذ طاقاتهم وتدفعهم لقبول التحدي وتوسيع رقعة النضال وتجارب الأخرين خير برهان.

فخامة رئيس الجمهورية , كن على وعي بأن أعضاء جمهوريتنا ليسوا قبائل بسطاء أو باعة متجولون أو مرافقي شيخ مدفوعي الأجر وإنما نحن النخبة المطلعة على تجارب الأخرين والقادرين على قراءة ما بين السطور , وإن تم أصدار قرار جمهوري من قبل وزارتنا بالإنتفاضة التي ستكون من دون قائد سيحتم على فخامتك وعلى العالم أن يشاهد تسونامي فيسبوكي آخر يزحف في إتجاه واحد غير عابه بما يدور حوله من أجندات حزبية وإيدولوجيات سياسية ولا يطالب بخبز أو وظيفة ولكن ستكون عينه على السماء رافعاً شعار "الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية" .

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأنه قد ولى زمن كانت فيه الصحف الورقية والإذاعات المحلية والمحطات التلفزيونية الحكومية تصيغ ثقافة الشعب وتصنعه وتوجهه , وجاء زمن جمهوريتنا الإنترنتية التي تعرض تنوعات المواقف ومتناقضاتها وتحليلاتها وتسهل عملية التواصل بين أعضاءها المليونيين بضغطة زر في بضع ثواني , وما عليك الا مصالحة ومصارحة شباب جمهوريتنا قبل أن تزداد رقعة فئة المنتسبين لهذه الجمهورية في بلادنا عندها سيكون تحركك قد تأخر كثيرا لكبح جماحها.

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأن أعداء جمهورية شباب الفيسبوك غير أعداء جمهوريتكم , وفي ظل إعلان جمهوريتكم بأن شباب الحراك الجنوبي وشباب الحوثيين وشباب القاعدة وغيرهم أعدائكم الحقيقيين والذين يؤرقون مضجعكم فيجب أن تعي أن أعداء جمهوريتنا الإنترنتية مختلفة كلياً وهي المتمثلة في الخماسي الخطير (الإستبداد , الفساد , الأمية , البطالة , الفقر).

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأن غالبية شباب جمهورية الفيسبوك مستقلين سياسياً ولا يخضعون لأوامر قيادات عليا حزبية سواء كانت من الأحزاب الموالية لنظامك أو حتى أحزاب المعارضة , ولهم توجهات وأهداف تختلف كلياً عن الأهداف والرؤى الموجودة في أدبيات الأحزاب السياسية التي صيغت قبل عقود خلت.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى أن تسمع نداءنا كشباب يمني محب لوطنه بأننا لا نريد التغيير وتنحيتك من الحكم ليأتي لنا حاكم عسكري آخر ليحكم أطفالنا مدى الحياة مرة أخرى , لا نريد لون أحمر يرحل ليأتي لنا لون أخضر , فشباب جمهوريتنا يكره الواحدية والأحادية , نريد تعددية حقيقية وحديقة يمنية ملونة وتداول حقيقي للسلطة وعدم توريث للمناصب , نريد أقالة الأبناء والأخوان وأبناء الأخوان الذين على رؤوس المؤسسات العسكرية والأمنية , نريد طلاق السلطة من المال , نريد جيش يحمي الوطن لا الحزب الحاكم , نريد رئيس شعبي شبابي حداثوي وليس رئيس حزبي نخبوي مشائخي , نريد نظام مدني لا عسكري , نريد تلفزيون الدولة يحمي مصالح وطن لا مصالح حزب , نريد دولة كفاءات لا دولة مشائخ , نريد توظيف بناء على الكفاءة والمؤهل وليس الانتماء المناطقي والقبلي , نريد يمن بلا قات وإقتصاد مع الجات , نريد كمبيوتر وإنترنت لكل بيت لا بندق وخنجر لكل فرد , نريد شراكة تكنولوجية وإقتصادية مع اليابان و ماليزيا و سنغافورة بدلاً من شراكة تسليح مع روسيا وأمريكا , نريد قضايانا تحل بالقانون والدستور لا بالثيران والزوامل , نريد وزراء أكفاء بكامل الصلاحيات وليس أقلام للتوقيع والإنصراف, نريد دولة بإستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى في جميع المجالات وليس دولة بخطط سنوية, نريد دولة مؤسسات لا دولة شخص وعائلة وقبيلة.

فخامة رئيس الجمهورية , نناشدكم من خلال أغلبيتكم البرلمانية الحالية تعديل الدستور ليس لتأبيد الحكم ولكن تعديل بنوده فيما يخص شروط قبول الترشيح لعضوية مجلس النواب بحيث تتضمن الحصول على مؤهل جامعي ، ,وإعتماد معايير الكفاءة العالية والتأهيل العلمي أثناء اختيار الأحزاب مرشحيهم لهذه العضوية بدلاً من رؤية أميون ومشائخ وقادة عسكريين وأئمة مساجد يكتسحون المجلس التشريعي اليمني والذين لا يدركون غالبيتهم أبجديات العلوم السياسية والإقتصادية والتشريعية , وتأكد فخامتك بأن شباب جمهوريتنا ينظرون لأغلبية الكتلة البرلمانية لحزبكم من خلال عنوانه ورئيس برلمانه والذي يمثل سياستكم في تعيين الولاءات المشائخية وليس الكفاءات العلمية.

فخامة رئيس الجمهورية , نناشدك بأن تغادر بسلام عام 2013 كما وعدت بعد أن تظهر للشعب حبك له خلال الفترة المتبقية لك دون اللجوء الى سياسية فرق تسد أو المنهجية الميكيافلية للعودة للحكم مجدداً لضرورة أمن سلمي أو إستخدام ممتلكات الدولة لدعم أي مرشح رئاسي يخلفك ونتمنى خلق بيئة حرة متساوية لجميع المترشحين الرئاسيين لتكون سنة للتداول , ونتمنى أن تعمل مع النصائح الكواكبية والتي ستدخلك التاريخ اليمني والعربي من أوسع أبوابه بتأسيس جمهورية يمنية برلمانية مدنية حقيقية غير مستبدة مستعيناً بتجارب أردوغانية أو مهاتيرية أو أي أمثلة ناجحة يكون الجيش فيها حامي للدستور والقانون وليس حاكم ومسيطر بأسمهما.

فخامة رئيس الجمهورية , مطالبنا لا تحتاج الى سوبرمان لتنفيذها كما قد تنظر لها ولكنها تحتاج فقط الرغبة الحقيقية والعزم من سيادتكم , فهذا "مهاتير" وكذلك "لي كوان يو" وغيرهم الكثير لم يتحججوا على المنابر بأن بلادهم فقيرة المصادر حين بدأو المشوار كما تفعلون حالياً سيادتكم بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحكم ولكنهم خلقوا المصادر بأنفسهم في بلاد كانت فعلياً بلا مصادر للناظر في الوهلة الأولى فأحبوا شعوبهم أكثر من كراسيهم وتركوا مناصبهم وهم في أوج قوتهم فخلدتهم قلوب شعوبهم قبل أقلامهم.

فخامة رئيس الجمهورية , إنك ميت ونحن ميتون والخيار بين يديك , فإما أن تكون مسبة في التاريخ وتلحق بقافلة مبارك وبن علي وفيرديناند ماركوس و شاوشيسكو ودوفالييه وشان دو هوان وسوهارتو وسالازار , وإما أن تكون مثلاً يحتذى به وتنظم لركب معاصريك مهاتير محمد و شياو بينج و لي كوان يو و لولا دي سليفا و كريشنر ومانديلا , وتأكد أن شباب جمهوريتنا سيترقبون منك الإجابة ونعدك وعد الحر الذي هو دين عليه إن رأينا منك على أرض الواقع وليس المنابر ما يبشر بخير فسنكون جنودك والا فإن الكرة ستـنقل من ميدان جمهوريتكم الى ميدان جمهوريتنا ليبدأ العد العكسي عندها لأحد الجمهوريتين فإما أن نرحلك او ترحلنا.

أخيراً فخامتك , قرأنا وشاهدنا إعتداء وسجن بعض الشباب والشابات أثناء مظاهرات سلمية مكفولة دستورياً من قبل جهازكم الأمني , ونحن من هنا من دولة ماليزيا نحذر جهازكم الأمني والإستخباراتي الموقر من تكرار خرق الدستور والإعتداء على شبابنا وسجنهم بسبب خروجهم للتظاهر السلمي ونرجوا أن لا تحاولوا إستثارتـنا لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي لنتابع الأخبار ولكننا سنصنعها وسنجعل من شارع مقر سفارة جمهوريتكم في كوالالمبور شرارة رحيل نظامكم وميدان تحرير جديد بتغطية من قناة الجزيرة , فشباب جمهوريتنا أغلى ما نملك , ونتمنى من إعلام جمهوريتكم أن يكف قول الكذب عن شبابنا لكي نكف قول الحقيقة عن نظامكم.

والسلام مسك الختام ... شباب جمهورية الفيسبوك

أنـــــا عربــــي


أنــــا عربـــــي
قلم : أسامة إسحاق

قرأت ونحن أمة أقرأ عن أحداث إنسانية متنوعة , وتغيرات مفصلية وقعت على مر تاريخ البشرية , وندبت حظي على صدور قرار خروجي لهذه الدنيا لأواجه حقبة زمنية ومكانية لم أرى فيها لأبناء جنسي وثقافتي سوى الروتين والخنوع والجمود والهزائم والأذلال والفقر والجوع.

تمنيت أن يكون لحياتي كعربي معنى , لدرجة أني فضلت كوني حصاة في العصر الكمبري , سمكة في العصر الكربوني , ديناصور في العصر الجوارسي , نسمة هواء في العصر الطباشيري , أو حتى عامل من عوامل التعرية في العصر الإيوسيني لعل ذلك يجعل من ذرات جسدي العربية شيئا ما ذو فائدة بدلاً من كوني زائد على هذه الحياة لكوني عربياً.

تخيلت لو أني من جيل أكاديمية أفلاطون وسقراط وأرسطو , تمنيت كوني من أبناء جيل الخالدين أبوبكر وعمر وعثمان وعلي , راودتني نفسي بأني من جيل العارفين الرازي والخوارزمي وابن الهيثم وابن رشد , حلمت بعضويتي في جيل الحداثيين مونتسكو وجون لوك و روسو وفولتير وكانط , رغبت في كوني فرداً في جيل الثائرين جيفارا ولينين وعبدالناصر ولوممبا.

قرأت عن تاريخ العرب لكوني عربياً فوجدته يحكي عن بطولات في مشارق الأرض ومغاربها , قرأت عن تاريخ أرض العرب فوجدتها مهبط للديانات السماوية وحضارات البشرية , قرأت عن طبيعة أرض العرب فوجدتها مخزون للثروات الطبيعة من مياة ومعادن وبترول وغاز , قرأت عن تاريخ اليمن لكوني يمنياً فوجدته يحكي عن روائع حضارات إنسانية من قتبان وسبأ الى حضرموت وأوسان وأخرها حمير , قرأت وقرأت وقرأت ... ولم أجد مبرراً واحداً يقنعني ويجيبني عن سؤالي : لماذا أخجل اليوم لكوني عربياً !؟

وجدت نفسي أخيراً مجبراً للبحث عن أجابة تقنعني , ووصلت الى نتيجة مفادها : نعم , أخجل وايأس لكونك عربياً وأخفض رأسك يا عربي , فأنت فرداً في جيل الطافرين حسني وصالح والقذافي وبن علي والبشير...الخ

رجعت الى أحلامي لعلها تعطي لعروبتي معنى , وضعت رأسي على مخدتي الغربية الصنع , وبدأت أحلم أن الفاروق عمر ينزل من السماء لنجدتنا , لعل بن الوليد يقبل علينا من بحر العرب بجيوشه ليعيد لنا كرامتنا , لعل الأيوبي يقوم من قبره ليوحدنا وينجدنا, وفجأة وأنا غارق في منامي سمعت منادي ينادي : يا عربي يا عربي آن الأوان. فصحوت وقلت : من أنت ؟ . فأجاب : عربي . فقلت له : الفاروق او الأيوبي او خالد . فقال : لا هذا ولا ذاك . فقلت : اذا أنت كابوس عربي آخر. فقال : بل ناقوس عربي , أنا من واقعكم وشارعكم وحياتكم , أنا من بيتكم وحارتكم ومسجدكم , أنا الكرامة والحرية , أنا العدالة الإنسانية , أنا جيل البوعزيزي , فألعن احلام السماء والبحار والقبور , وأرفع رأسك للعالم أجمع وأعلنها مدوية ..... "عربي أنــــا" ولا تخجل بعد اليوم , ولا تحدثني عن عواقب التغيير قبل أن تعيش حلاوته والا صنفت مجدداً من جيل الطافرين.