Saturday, May 14, 2011

كلمة حق عند شاب حائر


ك كلمة حق عند شاب حائر
ق قلم : أسامة إسحاق

مقال يسعى للإجابة عن سؤال : هل ما يجري حالياً في اليمن ثورة شعبية أم إعتصام فئوي !؟


خلال متابعتي بعض من حوارات وكتابات شباب اليمن في الفيسبوك والمنتديات والقروبات الإيميلية والمواقع الإلكترونية إتضح لي أنهم ينقسمون في هذه المرحلة التاريخية من حياة اليمن الى ثلاثة أقسام : الأول يرى بإسقاط النظام ورحيله دون شرط او قيد وهم بإعتقادي الشريحة الأكبر , الثاني يرى الأن بتغيير النظام ولكن بنظام حسب قولهم , الثالث يرى بإستمرار النظام الى نهاية الفترة الممنوحة له عام 2013 ثم يتم التغيير من خلال الصناديق.

لكي نضع النقاط على الحروف , القسم الأول يرى التجمعات البشرية في مختلف محافظات الجمهورية بأنها ثورة شعبية حقيقية ولا منطق الا منطق الثورة , والقسم الثاني يرى فيها إعتصام مطلبي شرعي منظم , والقسم الثالث يرى أنها فوضى ومبعث للفتنة , وهنا يجدر بالشباب اليمني أن يفرق بين الإعتصام والثورة , ويفرق كذلك بين الحوار والتفاوض حتى تتضح الصورة أكثر

الحوار يتم بين فئتين يعترف كلاً منهما بالأخر والتفاوض يتم بين فئتين ليس شرطاً أن يعترف كلاً منهما بالأخر ... الحوار على شيئ يبدأ برفع سقف المطالب ثم يقدم كل طرف تنازلات للوصول الى حل وسطي يرضي الطرفين والتفاوض يتم بين طرف قوي وطرف ضعيف ويحاول الطرف الأضعف دائماً الخروج بأقل الضرر من التفاوض وغالباً دون أي مكاسب

وهنا نضع بعض النقاط لنفرق بين الإعتصام والثورة ونعمل في نفس الوقت إسقاط النقاط على واقع اليمن ونسأل : هل ما يحدث اليوم على الساحة اليمنية إعتصام أم ثورة !؟

أولاً : الإعتصام يتم من خلال شريحة معينة من المجتمع , الثورة تتم من خلال غالبية شرائح المجتمع
المتابع لما يجري حالياً على الساحة اليمنية يكاد يجزم أن الشعب اليمني بغالبية شرائحه أصبح صاحب المطالبة بإسقاط النظام ومنهم : المتحزبين والمستقلين , العسكريين والمدنيين , المتعلمين والأميين , الموظفين والعاطلين , الأغنياء والفقراء , المشائخ والعلماء والفقهاء والدعاة , المؤتمريين والإشتراكيين والإصلاحيين والناصريين والبعثيين , الهاشميين والقضاة والقبائل , الشماليين والجنوبيين والشرقيين والغربيين , الليبراليين والقوميين والإخوانيين والإشتراكيين , الشوافع والزيود , الصيادلة والأطباء والمهندسين والكُتاب والأدباء والفنانين والشعراء والمذيعين , سكان المدن والقرى والجبال والسهول والوديان والصحاري , الأطفال والشيوخ والنساء والرجال , أصحاب اللحى والأثواب والجنزات , رافعي صور جيفارا وجار الله عمر وعمر المختار واحمد ياسين والحمدي..... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


ثانياً : المعتصمون عددهم محدود ويتفقون على مكان وزمان محدد لإيصال أصواتهم , الثوار يتزايد عددهم مع الوقت وتزيد رقعة أنتشارهم طولاً وعرضاً في كل أنحاء البلاد
لا يختلف إثنان على أن أعداد المطالبين بإسقاط النظام يتزايد ورقعة مؤيديهم من الأغلبية الصامتة تزداد كل يوم ويخرجون بدون وقت محدد ليلاً ونهاراً وفي كل مكان ممكن , يجوبون الشوارع والحارات والطرقات سلمياً ويبيتون في الميادين في أيام الأجازات وأيام الدوام الرسمي , ولم يخرجوا من حارة او منقطة او مدينة واحدة ولكنهم هبوا من مختلف محافظات الجمهورية صنعاء وعدن وتعز وشبوة وإب ولحج وحضرموت والحديدة وأبين والبيضاء والضالع وذمار ..الخ ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


ثالثاً : نادراً ما يترك الإعتصام الحقوقي خلفه ضحايا او جرحى , ودائماً ما تسفك الدماء بين صفوف الثوار
لا يكاد يخفى على أحد بأن الأحداث الجارية في اليمن أدت الى وقوع العشرات من القتلى من الشعب المطالب بإسقاط النظام وكذلك الجرحى الذين تعج بهم مستشفيات الجمهورية برغم سلميتها ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


رابعاً : المعتصمون يعترفون بالنظام الحاكم ويطالبون بتـنفيذ مطالبهم من خلاله ومن خلال الدخول في حوار معه , الثوار لا يعترفون بالنظام الحاكم ويطالبون بإسقاطه ورحيله من خلال تفاوض إن أراد النظام الرحيل سلمياً
المتابع للأحداث في اليمن يدرك بأن الشعب الذي خرج في مختلف محافظات الجمهورية أتفقوا على مطلب وشعار واحد هو رحيل وإسقاط النظام , بمعنى أنهم لا يعترفون بالنظام الحاكم ولا يريدون الدخول في حوار أو قبول مبادرات مع من سفك دمائهم ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


خامساً : المعتصمون لهم قيادة تمثلهم وتتكلم بأسمهم وتستطيع فك إعتصامهم , الثوار لا قيادة لهم ولا ممثلين عنهم ولا يستطيع أي طرف ثنيهم عن تحقيق هدف ثورتهم الا بإبادتهم وسحقهم
لا يخفى على أحد أنه في المرحلة الراهنة في اليمن لا يستطيع أي حزب يمني او أي فئة او أي شخص أن يتجرأ ويعلن بأنه ممثل للشعب الثائر المنتشر في مختلف محافظات الجمهورية المطالب برحيل وإسقاط النظام , ولا يستطيع كائن من كان أن يردهم الى بيوتهم دون تحقيق مطلبهم ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


سادساً : الإعتصام نهايته حوار ومبادرات بين الطرفين , الثورة نهايتها تفاوض إن أراد النظام الحاكم تسليم السلطة سلمياً واذا بدأ النظام بإبادت وسحق الثوار بطريقة هستيرية عندها أنتزعت السلطة منه بالقوة
اذا أستطاع النظام الحاكم جر الشعب بمختلف فئاته الى حوار فمعنى ذلك بأن الحدث كان مجرد إعتصام , وإن لم يستطع النظام الحاكم إقناع الشعب الثائر بالحوار والمبادرات والتنازلات وهو الحاصل الأن فالنتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


سابعاُ : المعتصمون غالباً ما يكون مطلبهم نخبوي خاص بشريحة معينة كإعتصام المعلمين لرفع رواتبهم وإعتصام الصحفييين لمزيد من الحرية الصحفية ...الخ , مطلب الثورة والثوار دائماً هو إسقاط النظام وتغييره
الملاحظ أن الشعب اليمني بجميع شرائحة الثائرة قد أجمعوا على شعار واحد : الشعب يريد إسقاط النظام , النتيجة : أنها ثورة يا عزيزي


من هذا المنطلق , أرى أن ما يجري حالياً في اليمن ثورة شعبية سلمية تاريخية مثالية بكل المقاييس , وبما أنها كذلك ومقارنة بثورات على مر التاريخ فهل تتخيلوا بأن الشعب الفرنسي عندما قام بثورته ضد لويس السادس عشر ونظام حكمه بأن النتيجة كانت ستكون حوار بين الثوار الفرنسيين والنظام الحاكم والخروج بمبادرة من قبل النظام ويشرف على تنفيذها أيضاً


هل تتخيلوا بأن صناع الثورة البلشفية في روسيا كانوا سيتحاورون مع القيصر ونظام حكمه للخروج بمبادرة قيصرية ويشرف على تنفيذها فخامة القيصر بعينة !! ... هل تتخيلوا بأن ثوار رومانيا كانوا سيدخلون مع شاوشيسكو ونظامه في حوار لإسدال الستار عن حكاية الثورة الرومانية يتم من خلالها قبول مبادرة شاوشيسكوية ثم بكل سذاجة يشرف على تنفيذها النظام بنفسه


هل تتخيلوا لو أن شباب أندونيسيا الثائر لم يخرج لكي يصنع ثورته ولكن خرج لكي يحصل على مبادرة وحوار مع سوهارتو ونظامه ثم يقبلون بمبادرة سوهارتوية ويشرف على تنفذيها من ثاروا ضده !! , هل تتخيلوا لو أن الشعب التونسي الثائر رضي بأي من مبادرات زين العابدين أو حتى الحوار معه !! , هل تتخيلوا وضع مصر وثوارها الأحرار لو حُلت الأمور بالحوار الذي دعى له حسني مبارك او القبول بأي من تنازلاته ومبادراته التي نادى بها دون إسقاط ورحيل نظامه كلياً

هذا هو منطق الثورات إختلاف في حيثياتها وثقافتها وجغرافيتها ولكن في النهاية لا بد لكي تستقر البلاد من إسقاط نظام ووضع نظام جديد والا حلت الكارثة بإستفراد النظام الحاكم لاحقاً بمن ثاروا ضده , يا شباب اليمن إنها ثورة حقيقية يمنية ستصبح نبراس للأجيال القادمة وخط أمان ضد كل من يفكر بطريق الإستبداد مستقبلاً فلا حوار ولا مبادرات الغرض منها شق الصفوف وكسب الوقت والتمسك بالسلطة

والى دعاة الخوف من (ماذا بعد!؟) نقول لهم لو أن الشعب الفرنسي أثناء ثورته أشغل هاجس ثواره بفلسفة (ماذا بعد!؟) وتخوف من حدوث إنقسامات وحروب أهلية لما أستطعنا اليوم أن نرسل مقالنا هذا عبر الإيميل , لو أن الشعب المصري فكر بمليون وربع من الأمن والشرطة التابعين للنظام الحاكم وبفلسفة (ماذا بعد!؟) وملايين المنتسبين للحزب الوطني لما قام بثورته , لو بدء الشعب اليمني يفكر من الأن (ماذا بعد!؟) وبدء يفكر بأن اليمن ستتقسم وستدخل في حروب أهلية وهلم جرة فإن ثورته قد تتلاشى فنصف ثورة يعني موت كامل وهلاك البلاد والعباد.

يا شباب اليمن الحر الثائر , الثورة في وقتها الراهن لا تريد مثبطين مخوفين وسطيين معتزلين وإنما تريد محفزين مشجعين مقررين مشاركين , الثورة تحتاج ثوار وليس زوار , الثورة لا تفكر بعقلانية والثوار لا يفكرون بمنطقية فهي ليست حفلة او مباراة كرة قدم او بحث أكاديمي والسبب بسيط : إنها ثورة يا عزيزي

يا شباب اليمن الحر الثائر والمنتشر في الميادين والساحات وخلف شاشات الحواسيب في الفيسبوك والمنتديات والقروبات الإيميلية والمواقع الإلكترونية , لا تختزلوا ثورة شعبية حقيقية سيخلدها التاريخ رمزاً يمنياً شامخاً في إعتصام مطلبي حقوقي , لا ترضوا بحوار او مبادرة من النظام الذي خرجتم ثائرين ضده , لا تقايضوا دماء شبابنا التي سفكت في ميادين الحرية بمبادرة او حوار , لا ترضوا بغير رحيل النظام

يا شباب اليمن الحر الثائر , هل يعقل أن يقبل الشعب الثائر مبادرة من قبل النظام الذي خرج ثائراً ضده !؟ , هل يعقل أن يثق الثوار بتحقيق مطالبهم من خلال مبادرة قدمها وسينفذها من خرج الثوار ثائرين ضده !؟ , وهل يعقل بعد أن تخضبت ميادين الحرية والتغيير بدماء شبابنا الحر بأن يكون نتيجتها مبادرة من نقاط وضعها وسينفذها من إستباح دمائنا !؟ ... إنها ثورة حتى النصر ولا مكان للمنادين بأنصاف الحلول... الشعب قرر بإسقاط النظام ولن يعود....إرحــــــــــــــــــــــــــــل

درسنا في الإبتدائية أن الماء ليس له طعم ولا لون ولا رائحة , أما في ميادين التغيير والثورة فكل شيئ له طعم ولون ورائحة سماوية ... نعم إنها الحياة عندما تصبح الحرية عنواناً أساسياً لكل فصولها .....إرحـــــــــــــــــــــــــــل.


Tuesday, May 10, 2011

ماذا يعني إنتمائي لثورة التغيير والحرية ؟

ماذا يعني إنتمائي لثورة التغيير والحرية ؟

قلم : أسامة إسحاق


أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... بحق وجود الأخر والسماع لرأيه مهما كان مخالفاً لوجهة نظري , فالإنفصالي يمني والحوثي يمني والقاعدي يمني ومن يطالب بإستمرار النظام يمني ومن يطالب بإسقاط النظام يمني , العلماني يمني والسلفي يمني والقومي يمني والإشتراكي يمني , الموجود في ميدان السبعين يمني والموجودين في جميع ميادين الحرية والتغيير أبناء وطن واحد, وفي نفس الوقت يجب أن أسعى كثائر لكي أدافع عما أؤمن به بالطرق الثورية المشروعة ولا أنسى أن التنوع هو مفرخة الإبداع وأساس الدولة المدنية الحديثة وليس الإقصاء والتخوين وشيطنة الآخر

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن...أن الحضارة لمن أرادها نصفان : نصف روحي وأخر مادي , فالحضارة الروحية هي الثقافة "والثقافة هي التعليم والفن والسياسة والدين والقيم ..الخ" والحضارة المادية هي التقدم المادي والعمراني والتكنولوجي , ويجب أن أجعل هدف ثورتي السلمية يستهدف الروح والمادة )بناء إنسان وتعمير وطن(, ويجب أن أدرك بأن هدف الثورة السياسي ليس إسقاط "س" وتعيين "ص" ولكن إسقاط نظام الفرد وبناء نظام المؤسسات

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن العدالة من أسمى القيم الإنسانية ومسألة تحقيقها لن يتم الا بقضاء نزيه مستقل في دولة مدنية حرة حديثة , فيجب أن أسعى أولاً لإنجاح الثورة ووضع اللبنات الأولى لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة وهي بدورها ستحقق العدالة وستنصف المظلومين وتعيد الحقوق لأصحابها وتحاكم كل من أجرم في حق هذا الوطن

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن القضية الجنوبية من أعدل القضايا ويجب أن تكون على رأس القضايا التي يجب معالجتها في مرحلة ما بعد الثورة وإن لم تحل قضية الجنوب بما يرضي الجنوبيين فلا معنى للثورة وسنحتاج الى ثورة أخرى نطلق عليها ثورة الجنوب تبدأ بميدان التغيير بصنعاء ولا تنتهي بميدان الحرية في عدن

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أنه لا وجود لثورة ملائكية او ثورة في المدينة الفاضلة لا خطأ فيها او تعثر ولكن أؤمن بثورة إنسانية قد نتعثر فيها ونخطأ ولكن سرعان ما نصلح من أنفسنا وحتماً سننتصر لأننا نؤمن بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية كأساس وقاعدة للوصول الى مآربنا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن لا سلطان بين الثائرين على بعضهم البعض , وأن الثورة تعني توحد في الأهداف بإيدولوجيات مختلفة , فلا مكان للإيدولوجية المتحكمة الواحدة والزعيم الأوحد في صفوف الثورة ولكن يجب أن أفهم وأعيش الديمقراطية والتعددية من الآن حتى لا أتفاجئ بها غدا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المفاهيم والقيم التي خرجت ثائراً ضدها يجب أن لا أمارسها ولا أدافع عنها حتى وإن كان منبعها خيمتي ولا تأخذني العزة بالإثم فــنقد الثورة هو أساس لنجاحها وإصلاح نفسها هو الطريق القويم لتحقيق أهدافها

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن البلطجة سلوك وليست إسم خاص بفئة دون غيرها ولكن كل من تقاضى المال او الجاه او السلطان من أجل القتل او التنكيل او الإقصاء او فرض الرأي بالقوة حتى باللسان او القلم يندرج تحت ذلك السلوك بالامس والأن وغدا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أنه لا وجود لحاكم أو مسئول او سلطة تحكم بأمر الله ولكن يوجد شعب يختار حكامه البشر والدستور هو العقد الإجتماعي بينهم ويجب أن تخضع السلطة بجميع مكوناتها للرقابة والمحاسبة ولا كبير فوق القانون سواء كان رئيس او مرؤوس , عسكري او مدني , عالم او جاهل, شيخ او مرافق , غني او فقير

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن رؤيتي فيما يخص وطني يجب أن تُحدد بناء على الأفكار والرؤى والبرامج وليس العصبيات والفئويات والأسماء , ويجب أن تكون منهجيتي لإنتخاب المسئولين الممثلين عن هذا الوطن بالسؤال دائماً عما هو برنامجك وليس عما هو إسمك وقريتك ومذهبك, ثم أرى مدى مصداقية تطبيق ذلك البرنامج على أرض الواقع

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال لها دورا لا يقل عن دور الرجل في خضم هذه الثورة النبيلة السلمية ولذا لا بد ان تكون جزء لا يتجزء في بناء يمن الغد ورافد أساسي في صنع القرار في اليمن الجديد

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا ليست ضد شخص الرئيس ولكن ضد قيم ونهج الرئيس ولذا هي رسالة مستقبلية الى كل من يفكر في إنتهاج نفس المنهجية سواء كان علي او عبده او سعيد بأنه سيواجه نفس المصير وميادين الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية باقية ومستعدة ومرحبة لإحتضان عشرات الثورات فهي الضامن الوحيد لبناء دولة الحرية والعدالة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا السلمية قد قدمت أغلى ما يمكن تقديمه وهي أرواح شبابها ولن يكون الخليج او الإتحاد الأوروبي او أمريكا أكثر حرصاً منا على أمن وإستقرار اليمن , فما يحكم الخارج هو المصالح وما يحكمنا كثوار هو حب الوطن ومستقبل أجيالنا القادمة, فلا نقبل بمبادرات تضمن عدم ملاحقة هذا وبقاء سلطان ذاك فهي ثورة قد سطرت أروع المواقف وسقت الأرض بدماء شبابها من أجل بناء دولة العدالة والمساواة وليس من أجل أن تبدأ بتقديم الضمانات بعدم أقامة العدالة ومحاصصة مقاعد الحكومة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن هناك شباب أحرار قد فارقوا الحياة من ميادين الحرية والتغيير من أجل حلم لم يتحقق بعد ويجب أن نكمل المشوار الذي أصبح في مرحلته الأخيرة فإما لحقناهم وإما وصلنا الى شاطئ الحرية وعشنا الحلم الذي إشتركنا به جميعاً حقيقة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن مسألة بقاء الثوار في الميادين فقط دون تصعيد ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية. حان الوقت للبدء بالتحرك المدروس السلمي نحو المؤسسات الحكومية السيادية

أيها الثائر اليمني في ميادين الحرية والتغيير...أجعل لحظاتك الحالية جديرة بالتذكر يوماً ما , فلن تعطي لك الحياة لحظات أقدس وأعظم من هذه اللحظات التي تسطرها بنفسك الأن , أنت اليوم ذو يزن في شموخك , أنت سبأ في عظمتك , أنت الزبيري في ثورتك , أنت الحمدي في قيادتك , أنت فرج بن غانم في نزاهتك , أنت أيوب وعطروش في غناءك , أنت شمسان في صلابتك , أنت مفصل في التاريخ تحمل الوطن بين كفيك لتحدد مصيره , فتذكر أن لحظاتك المعدودة التي تقضيها في النضال اليوم هي أساس لعقود ودهور لأطفالك وأحفادك وأجيال من بعدك والذين لن ينسوا أفضالك عليهم , وكأنني أشاهدهم وأسمعهم اليوم وهم يؤدون تحية العلم في كل شبر على أرض هذا الوطن رافعين رؤوسهم الى السماء قائلين : تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية

أخيراً رسالة ثائر يمني الى قادة دول الخليج الأكارم ... دماء شبابنا إستبـيحت وتستباح وستستباح الى أن يسقط النظام وتلك الأرواح الطاهرة التي تسقط يومياً أقدس وأعظم ما نملكه في وطننا فأرجوا أن تسألوا أنفسكم قبل طرح أي مبادرة : لماذا ضحى ويضحي وسيضحي هؤلاء الشباب بأغلى ما يملكون ؟ , وبعد الإجابة عليه يكون لكم كامل الحرية بأختيار شريككم للمستقبل فإما الشعب وإما صالح ونظامه ومسألة مسك العصى من المنتصف لا نعتبرها سوى تمديد لعمر النظام بما يعني قتل مزيد من شبابنا... ونحن نعلم تمام العلم بأن مفهوم " ثورة شعب" تسبب لكم الأرق ولكنها الحقيقة ويجب مواجهتها كما هي وليس بتحويلها الى أزمة بين تكتلين سياسيين عبر مبادراتكم الترقيعية

يا قادة الخليج إن كنتم قد أعتبرتم الوضع الراهن في ليبيا هو ثورة شعب وقدمتم المساندة حتى العسكرية لثوار ليبيا بشكل علني وصريح فإن ثوار اليمن يرفضون الإزدواجية في المعايير , فإما أن تساندونا بأعتبار ثوار اليمن لا يختلفون عن ثوار ليبيا وجزء لا يتجزء من ربيع الثورات العربية وإما أن تكفوا فقط عن حماية ومساندة صالح عبر مبادرات تمدد من عمر نظامه المستبد ... وأتمنى أن تدركوا واقع اليمن سريعا قبل أن يتجاوزكم الواقع الثوري وقبل أن تخلدوا في ذاكرة الشعب بعد نجاح ثورته الحتمية بحليف الرئيس المخلوع , فتاريخ الثورة الشعبية اليمنية السلمية النبيلة سيُكتب وسيُدرس بتفاصيله للأجيال القادمة فضعوا أنفسكم في الفصل الذي تفضلونه في كتاب الثورة : إما فصل أعداء الثورة ومساندي الرئيس المخلوع وإما فصل أصدقاء الثورة ومساندي ثوار الشعب المنصور ... والسلام مسك الختام


تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن