Thursday, September 27, 2012
مناظرة : هندوسي, بوذي, يهودي, مسيحي, مسلم, ملحد
Monday, December 19, 2011
عشرون سؤال من علماني الى الحركات الدينية
عشرون سؤال من علماني الى: الحوثي والحجوري والزنداني وقاعدة أبين
أتمنى أن لا يأتي على وطننا أجيال من بعدنا تنظر لجيلنا الحالي بمنتهى الغرابة والإندهاش حين تتسائل عن جيل عاش في مرحلة ما إستطاع إسقاط الإستبداد السياسي المتجذر بمنتهى الشجاعة والتضحية ولكنه خاف ان يسقط معه الإستبداد الديني المتستر والذي لا يزال ينخر في عقول أفراده ويجند أجسادهم بمنتهى البساطة لقتل وبغض المخالفين له فكرياً برغم إشتراكهم سوياً أرضاً وشعباً وتاريخاً , وما أحكم الأفغاني حين قال "قيد الأغلال أهون من قيد العقول بالأوهام" , نعم أسقطنا قيد الأغلال بتظاهر الأجساد في الشوارع ويجب إسقاط قيد العقول بالأوهام بتظاهر الكلمات في العقول ومن أسقط أدوات الإستعمار لا بد أن يكمل مشواره ليسقط أدوات الإستحمار
أصوليي الشيعة يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر السني او السلفي وهم فيما يخص فكرهم ثاني اثنين ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا وبلا نقاش , وأصوليي السنة يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر الشيعي او السلفي وهم الفرقة الأحادية الناجية فيما يخص فكرهم وبلا جدال , وأصوليي السلفية يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر الشيعي او السني ومن تمنطق تزندق فيما يخص فكرهم وبلا أدنى شك
منطقياً , بما أن ثلاثـتهم يرى نفسه مصيب والبقية مخطأ فإن أحدهم قد يكون مصيب والبقية مخطأ أو جميعهم مخطأ , وما علينا كشباب يمني واعي الا أن نستخدم أدوات الحداثة وننضف الطاولة من جميع القطع التي ولدنا ووجدناها فوقها لنعيد ترتيبها بأنفسنا بدلاً من التبرير باللحوم المسمومة السنية اوالنسل المعصوم الشيعي اوالسلف الصالح السلفي عند الحوار والنقاش والتي ليست الا أوجه مختلفة لقمر واحد يسمى "قمر تقديس البشر وعودة الحق الألهي"..
أرى أن الأصولي السني او الشيعي او السلفي لو قرأ حروفاً من حدائق متنوعة بقدر ما يقرأ فيما يدعم مكتسباته لأدرك أن القتل والتحقير والتكفير والتسفيه لم ولن يجدي نفعاً بين المختلفين فكرياً , ولو علم كل واحداً منهم بنقصه وبعدم صوابيته المطلقة لآمن بأن الحل الوحيد هو النقد البناء والتعايش والتعددية تحت مظلة الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة والا فإن حكم الإيدولوجية المدعومة بقوة السلاح والمال هي من ستسود الى أن تأتي إيدولوجية أخرى تسقطها ليس بقوة الحجج والكلمات ولكن بقوة السلاح والمال والتاريخ عبرة لمن يعتبر ولكننا نتعلم من التاريخ أننا لا نتعلم من التاريخ
واذا كانت الحركة اليمنية الحداثوية العلمانية تقدم حججها من أجل فصل الدين والمقدس عن الدولة فإن الحركات الدينية الأصولية تقدم حججها من أجل تفصيل المذهب المقدس على مقاس الدولة , ولعل الغالبية يتفق حالياً أن ابرز قادة الحركات الأصولية الدينية الممثلة للتوجهات السابقة الذكر في اليمن هم الزنداني السني والحوثي الشيعي والحجوري السلفي أضافة الى قاعدة أبين ولذلك أوجه خطابي هذا اليهم ولكل من ينطوي تحت مظلة رؤية أحدهم لمستقبل اليمن لأني كمواطن يمني ثائر يقلقني موضوع آلية ونظام حكم اليمن بعد نجاح الثورة بقدر ما يقلقني أيضا موضوع آلية إنهاء بقايا النظام الإستبدادي قبل ذلك
وقبل أن أطرح إستفساراتي أحب فقط التنوية لنقطة هامة قد يغفل عنها الكثير من شباب اليمن , وهي عندما يدار حوار بين أصحاب فكر الإسلام السياسي بمختلف توجهاتهم واصحاب الفكر العلماني فليست إطلاقا حوار بين المؤمنين بالإسلام وبين المؤمنين بغير الإسلام , ولكنها بين المؤمنين بحكم الشريعة الدينية للدولة وبين المؤمنين بحكم القوانين المدنية الوضعية للدولة , فالعلماني لا يؤمن بنظرية الإسلام السياسي ويرى ان الله لا يحكم بذاته في الحياة ولكن عن طريق بشر لهم أهوائهم ورغباتهم ونزواتهم وتأويلاتهم والتي قد تختلف من مفكر الى آخر ومن فقيه الى آخر ومن سياسي الى آخر
سأضع هنا عشرون سؤالاً الى كل من يرفع شعار تطبيق الشريعة الدينية في يمن ما بعد الثورة سواء كان من أتباع الحوثي او الزنداني او الحجوري او قاعدة أبين أو أي توجه ديني آخر لكي نتعرف فقط على شكل الدولة لو آلت الأمور اليهم , لأني اسمع كثيرا من غالبيتهم بما يسمونه ثوابت الشريعة والتي حسب زعمهم لا يختلف عليها أحد, نطالبكم بالأجابة على الأسئلة ومن خلالها ستتضح لنا ماهية ثوابتكم ورؤيتكم , فكم قرأنا أنه كان هناك شيئ مباح ثم أصبح حرام والعكس صحيح , ولا أدري أين هي ثوابت الشريعة من أبو بكر الذي أضاف نصيب الجد في الأرث مع وجود نص قرآني , وعمر بن الخطاب الذي حذف نصيب المؤلفة قلوبهم من الزكاة مع وجود نص قرآني , والملك فيصل بن عبدالعزيز الذي الغى الرق مع وجود نص قرأني
لم يعد يخفى على أحد ان الدولة المدنية العلمانية التي يسعى لها شباب اليمن الحداثوي تقبل وترفض استناداً الى مبدأ ومعيار واحد هو المصلحة العامة تحت مظلة النظام الديمقراطي والقوانين المدنية الوضعية القابلة بكل بساطة للتعديل في أي وقت بما يتوافق مع مصلحة الشعب عن طريق المجالس المنتخبة والبرلمان الممثل للشعب , وهي الميزة التي يتميز بها عن غيره بتبني أفضل الخيارات الموجودة من منطلق المصلحة العامة الغير مقدسة سواء أخذ تلك المصلحة وذلك الفكر من ماركس او الشافعي او كانط او الخميني او جون لوك
فأرجوا أن يتفضل الزنداني والحوثي والحجوري وقاعدة أبين او المنادين والمساندين بتطبيق رؤيتهم وفلسفتهم الدينية لحكم يمن ما بعد الثورة بالإجابة على العشرين سؤال معتمدين على فهم الشريعة الدينية كلاً من وجهة نظره , لكي يثبتوا لنا فقط بأن شريعة كل واحد منهم تصلح للحكم السياسي لكل زمان ومكان كما يزعمون
اذا أفترضنا اننا الأن نخاطب احد الفرق التالية : الزندانيين او الحوثيين او الحجوريين او قاعدة أبين او أي توجه ديني آخر والتي سوف تدير شؤون وحكم اليمن فما هي إجاباتكم للأتي
السؤال الأول : ما هي آلية أختيار الحاكم وهل هناك مدة محددة له حسب فهمكم للشريعة !؟
"فيما اذا قرأنا في كتب التاريخ الإسلامي أن الصديق ولي خليفة على المسلمين بناء على إجتماع نفر من المسلمين تحت السقيفة , والفاروق بناء على وصية ابو بكر , وعثمان تم أختياره من بين ستة أشخاص أوصى بهم عمر , وعلي لم تكتمل له البيعة , ومعاوية أخذها بقوة السيف , ويزيد بن معاوية بالتوريث , وعمر بن عبدالعزيز بالصندوق المغلق الموصى به من سليمان بن عبدالملك , والعباس السفاح بعد ثورة سفكت دماء الأمويين ونبشت حتى قبورهم , وآل البيت من بني العباس توارثوا الحكم كابر عن كابر لمئات السنين ....الخ"
السؤال الثاني : هل ستطبقون نظام الشورى او نظام البطنين أو غيره من الأنظمة المستمدة من الشريعة الدينية وتتجاهلون النظام الديمقراطي الوضعي ؟
السؤال الثالث : ما هي آلية ومعايير إختيار "أهل الحل والعقد" والذي يمثل حجر الزاوية في دولتكم ؟
السؤال الرابع : هل ستسمحون للبنوك الربوية داخل دولتكم وكذلك شركات التأمين بالعمل , وكيف سيكون تعاملكم مع البنوك العالمية الربوية والتي ترتبط بالإقتصاد اليمني والعالمي حالياً ؟
السؤال الخامس : كيف سيكون تعاملكم خارجياً مع الولايات المتحدة سياسياً وإقتصادياً والتي تحتل العراق وأفغانستان المسلمتان وتدعم إسرائيل مادياً ومعنوياً , وكيف سيكون تعاملكم داخلياً مع الشركات الأجنبية مثل الشركات الأمريكية النفطية , وهل ستفكرون بتبني الجهاد والفتوحات في حالة أصبحتم فرضاً قوة عظمى سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً؟
السؤال السادس : هل ستقومون ببناء نظام لجباية الزكوات وتلغون النظام الضريبي المحرم شرعاً , وهل سيكون هناك نصيب محدد من الزكاة خاص لآل البيت حسب مفهوم الشريعة ؟
السؤال السابع : ما هو مصير الفن بجميع أشكاله داخل دولتكم (غناء ومسرح وتمثيل وتصوير ورسم ...الخ) ؟
السؤال الثامن : هل ستسمحون ببناء جامعات او كليات مذهبية مخالفة لمذهبكم ورؤيتكم الدينية ؟
السؤال التاسع : ما هو مصير المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامكم , ومصير المطالبين بالإنفصال عن دولتكم حسب مفهوم الشريعة ؟
السؤال العاشر : ما هو رأيكم بالشرطة الدينية الرسمية كــ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" او أي شكل آخر من الرقابة الدينية الرسمية الإجبارية على المواطنين ؟
السؤال الحادي عشر : هل ستسمحون بتدريس نظرية التطور للكائنات الحية ونظرية التخلق اللاحيوي لأصل الحياة ونظرية الإنفجار العظيم لأصل الكون في المدارس والجامعات بأعتبارهن نظريات علمية رغم مخالفتهن صراحة للنصوص القرآنية , وما هو مصير مواطن يمني يؤمن بتلك النظريات ويدرس الناس تفاصيلهن في حال عدم سماحكم بذلك؟
السؤال الثاني عشر : ما هو مصير السياحة في اليمن على سبيل المثال ما هو مصير الفنادق التي توفر متطلبات السياح الأجانب والمحرمة شرعاً بمفهوم الشريعة, ومصير السائحات اللائي يجبن شوارع اليمن غير محتشمات ؟
السؤال الثالث عشر : هل ممارسة الشعائر الدينية شرط أساسي لتولي المناصب السياسية المهمة في دولتكم, بحروف أسهل هل يمكن أن يصبح احد وزراء او وكلاء دولتكم ممن عُرف عنهم أنهم لا يصلون ولكن مشهود لهم بالكفاءة العلمية والإدارية ؟
السؤال الرابع عشر: هل ستطبقون قانون العقوبات "الحدود" في دولتكم حسب مفهوم الشريعة الدينية وذلك بقطع يد السارق في الساحات العامة ورجم الزاني المحصن حتى الموت في التحرير او أي منطقة عامة حتى تكون رادعة للجميع ,وهل ستجلدون الزاني غير المحصن وتعزرون شارب الخمر في الميادين العامة , وهل سيتم إستتابة المرتد عن الإسلام ثلاثة أيام والا يتم قتله , أم أنكم ستقبلون بقانون العقوبات المدني الوضعي؟
السؤال الخامس عشر : هل ستوافقون على تحديد النسل فيما اذا احتاجت البلاد لذلك ؟
السؤال السادس عشر : ماذا سيكون مصير التعددية الحزبية بين اقصى اليمين واقصى اليسار في دولتكم, مثلا ما هو مصير الداعين للعلمانية الشاملة والجزئية والليبرالية والقومية في دولتكم وهل سيسمح لهم بممارسة أنشطتهم في المجتمع اليمني بحرية وهل بالإمكان أن تعطوا بعض المؤهلين منهم مناصب قيادية في دولتكم ؟
السؤال السابع عشر : ما هو مصير الإعلام والتلفزيون المحلي والفضائي اليمني , هل سيتم منع بث ما ترونه حسب شريعتكم محرم , وما هي برامجكم البديلة إن تم التغيير ؟
السؤال الثامن عشر : حرية الصحافة الناقدة حتى لأهل الحل والعقد ما هو مصيرها ومصير الصحف والصحفيين الذين ينتقدون سياستكم بمن فيها كبار العلماء والفقهاء المستشارون والمشاركون في حكم البلد ؟
السؤال التاسع عشر : هل ستظل وزارة الثقافة تعمل كما هي عليه اليوم بجميع تفاصيلها او سيتم تغييرها بما يتوافق مع شريعتكم , ما هي التعديلات التي ترونها مناسبة لوزارتكم الثقافية الجديدة ؟
السؤال العشرون : هل سيكون الحجاب إجباري على كل مواطنة يمنية مسلمة ,وما هو مصير امرأة يمنية مسلمة خرجت كاشفة شعرها لابسة لبنطلون وتي شرت في الميادين العامة , وهل سيمنع سفر أي امرأة الا بوجود محرم , ومصير المدارس والجامعات والمعاهد والكليات والأنشطة المختلطة حسب مفهومكم للشريعة ؟
ـ ـ ـ ـ
أخيراً .. كلي أمل أن تقعدوا مع أنفسكم وتردوا على إستفساراتنا لكي تخرجوا ولو بعد حين ببرامجكم السياسية بحيث نستطيع إنزال شعاراتكم على أرض الواقع وتنخرطوا في العمل السياسي لكي نستطيع فهم رؤيتكم ونقدها , وأتمنى كذلك أن تخلو إجاباتكم وبرامجكم من الشعارات المطاطية العاطفية الدعوية كــ "الحاكمية الإسلامية " و "القرآن دستورنا" و "الإسلام هو الحل" و "إن الحكم الا لله" لأنها ستزيدنا قناعة بأنكم لا تحملون مشاريع سياسية بل مشاريع دعوية دينية كهنوتية لأنكم تنسون او تتناسون أن الدولة مكونة من مؤسسات بها من التفاصيل المعقدة ما يشيب لها الولدان , مع خالص إحترامي لجميع الرؤى
تنويه
اذا أتفقنا على القانون المدني الوضعي وحكم المجالس المنتخبة لليمن تحت مظلة الأسس الديمقراطية كإطار عام فلا يوجد عندنا أي مانع من تغيير مصطلح العلمانية الى أي مصطلح ترونه مناسباً لمعرفتنا أن مصطلح العلمانية قد حُمل صبغة تكفيرية, فنحن على إستعداد بإستبداله ب "المدنية " او "المواطنة" او حتى "الإسلام الحضاري" وما نسعى له هو المضمون وليس المسمى , ولعل أجمل ما أختم به حروفي هي المقولة والتي تنطبق علينا جميعاً : "إن حبنا لأنفسنا يسلخنا عن ذواتنا ، ويخفف من شدة أخطائنا في نظرنا , ونحن نحيا مع هذه الأخطاء مثلما نحيا مع روائحنا , إننا نكف عن الشعور بها وهي لا تزعج إلا الآخرين , وإذا شئنا أن نرى أخطائنا رؤية صحيحة ، وجب أن نراها في عيون الآخرين"
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
كاريكاتير حرام 15و 16
Saturday, October 1, 2011
الثورة اليمنية وإعادة صياغة علاقة الدين بالسياسة
الثورة اليمنية وإعادة صياغة علاقة الدين بالسياسة
قلم : أسامة إسحاق
الإستبداد السياسي لا يقوم الا بغطاء ديني فهما قرينان لا ينفك أحدهما عن الآخر .. الكواكبي
إستطاع النظام اليمني المستبد مرة أخرى أن يجعل سلاحه الموجه الى صدور معارضيه مقدساً ومأموراً بأمر الله حيث جند الدين وطوع نصوصه من أجل مصالحه السياسية , فعلها بالأمس من خلال تقديس حرب الجنوب وصعدة بإستخراج التصاريح الدينية من بعض منتسبي هيئة علماء اليمن وفعلها اليوم بتقديس إستباحة دماء شباب الحرية والتغيير من خلال جمعية علماء اليمن , فمن سيكون بالغد المضحي من العلماء ومن سيكون المضحى به من المواطنين الأبرياء إن لم تدرك ثورتنا العظيمة في لحظتها الراهنة ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين الدين السماوي المقدس والسياسة الأرضية البشرية
بداية قبل الحديث في صلب الموضوع نستطيع تقريب مفهوم الدولة المدنية في ثلاثة معاني , الدولة المدنية هي المجتمع المتحضر وعكس الدولة البدائية كما أنها عكس الدولة العسكرية التي يحكمها العسكر وهي كذلك عكس الدولة الدينية التي تخضع لسلطة الحكم الألهي المقدس , الدولة المدنية تستند الى الدستور والقانون الوضعي كمرجعية للحكم , والنظام المدني له عدة أشكال فقد تكون مدنية شيوعية او مدنية إشتراكية او مدنية اوتوقراطية "حكم الفرد" ..الخ , ولكن ما ننشده في اليمن ونقصده بالدولة المدنية هو مدنية ديمقراطية
لا يمكن أن تقوم دولة مدنية ديمقراطية والنظام الحاكم فيها قادر على إستدعاء الدين في أي لحظة للدفاع عن صوابية مشاريعه وتقديس تحركاته وإسكات معارضيه , وأتمنى أن لا يخرج علينا أحدهم ليقول أن الدين واضح في أمور السياسة ولا يحتاج الى إعادة صياغة ليدعم نظرته سواء كان مع الهيئة او الجمعية مع الثورة او ضدها , فلو كان واضحاً لما أختلف العلماء بالأمس البعيد والقريب وأختلفوا في يومنا هذا وسيختلفون بالغد , وتذكر أيها المواطن اليمني الثائر أن المعضلة ليست فقط في فتوى اليوم من قبل جمعية علماء اليمن ولكن يجب أن تتذكر أيضاً بأن المفتي بوجوب طاعة ولي الأمر بحرب أبنائنا في الجنوب وصعدة هو نفسه المفتي بوجوب الخروج عن طاعة ولي الأمر اليوم .. والعاقبة لأولي الألباب
لحل تلك المعضلة يجب أن يدرك كل شاب يمني أولاً بأن السياسة مفهوم أشمل وأعم من مفهوم الدولة , ولفهم السياسة لا بد أن نفصل أركانها التي ترتكز عليها : الركن الأول "الدستور" وهو العقد الإجتماعي الأعلى الذي يحدد العلاقة بين المواطن والدولة التي تدير البلاد , الركن الثاني "الدولة" بما تتضمنه من مؤسسات وأجهزة تدير مصالح المواطنين , الركن الثالث "المواطن" والذي يحمل جنسية الوطن ويجب على الدولة أن تحترم حقوقه وحرياته بما لا يتعارض مع الدستور والقانون والصالح العام , الركن الرابع "القانون" والذي يدير وينظم العلاقة بين المواطنين أنفهسم وبين المواطنين والدولة وبتفصيل أكثر من الدستور وفي مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والتكنولوجية والمالية والإدارية ...الخ. وبناء على ذلك فإن السؤال المطروح بعلاقة الدين بالسياسة يكمن في علاقته بالأركان الأربعة
بالنسبة لعلاقة الدين بالدستور والقانون فلا يوجد أي مانع من أن يحتوي الدستور او القانون اليمني على مقاصد ومبادئ الشريعة الدينية ولكنه في نفس الوقت لا يجب أن نرفع شعار "القرآن دستورنا" فالدستور غير القرآن وهو مجموعة بنود مقننة مأخوذة من مجموعة خبرات قانونية وحضارية وثقافية ودينية تراكمت في المجتمعات والتراث العالمي لتحقق الصالح العام للمجتمع وبشرط أن لا يحمل أي بند صفة القداسة الألهية الغير قابل للتعديل إن إستوجب الأمر ذلك لخدمة المصلحة العامة للمجتمع من خلال الهيئات والمجالس المنتخبة الممثلة للشعب
وبخصوص علاقة الدين بالدولة.. فالدولة يجب أن تكون كيان محايد لا دين لها ولا تنظر الى المواطن بناء على إنتماءه الديني او المذهبي , فالدولة ترتقي بنفسها عن الدخول بخصوصيات المواطنين وتضمن للجميع حرية وحقوق متساوية وتحمي حتى الأقليات بكل تنوعاتها الدينية والمذهبية, ومسألة أن يكون للدولة هوية دينية او مذهبية هو نفس الشيئ عندما يكون لها هوية قبلية او طائفية أو عرقية وهو ضرب للحكم المدني الديمقراطي في مقتل. وإن كانت الحُجة أنها الأغلبية التي حددت تلك الهوية عندها يتحول حكم البلاد من ديمقراطية الأغلبية الى ديكتاتورية الأغلبية
الحكم المدني الديمقراطي لا يرفض أن يكون هناك تيارات او أحزاب سياسية صاحبة مرجعيات ورؤى دينية ومذهبية وعلى سبيل المثال دولة ألمانيا فهناك ينشط على الساحة الألمانية السياسية "الحزب المسيحي الألماني الديمقراطي" وكذلك "حزب الإتحاد الإجتماعي المسيحي بولاية بافاريا" ولكن الدخول في معترك السياسة يشترط أن لا يحتكر أي حزب الدين بأسمه او أن يكون الناطق الرسمي له ولكن يصبح مكون سياسي صاحب رؤية من بين رؤى متعددة للدين وغير الدين وتكون برامجهم السياسية قائمة على مفهوم "برنامج الحزب" وليس "برنامج الله
في الدولة المدنية الديمقراطية يجب على الأحزاب صاحبة المرجعيات والرؤى الدينية والمذهبية أن تفصل بين الخطاب الدعوي للدين وممارسة السياسة , لأن ميدان أفكار السياسة لا يجب ربطها بميدان الأفكار المقدسة الربانية السماوية , السياسة صراع السلطة والمصالح والأفكار التي تحتمل الصواب اليوم والخطأ بالغد , ومسألة إدخال الخطاب الدعوي الديني المقدس الى السياسة منافي للمدنية الديمقراطية كما أنه سيعرض قدسية الدين الى النقد والتشهير من قبل الأحزاب السياسية المتصارعة الأخرى والتي لن يلومها أحد في ذلك لأن الجميع يسعى للسلطة
أخيراً .. الدولة المدنية الديمقراطية لن تهمش علماء الدين ولن ترمي الدين وتشريعاته في البحر ولكنها ستجعل لعلماء الدين مؤسستهم المستقلة التي تمارس نشاطها في مجتمعها بحرية دون تديين السياسة او تسييس الدين , كما أن الدين وتشريعاته يعتبر رافد مهم للدستور والقانون إضافة الى الخبرات القانونية والدستورية والثقافية التراكمية المتنوعة التي تسعى في مجملها لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية لبلد ما ضمن إطار زماني ومكاني معين ويتم تحديد وإقرار ذلك من خلال المجالس والهيئات السياسية المنتخبة الممثلة للشعب والتي ستضع نصب أعينها هدف الصالح العام
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
Thursday, August 18, 2011
Saturday, July 30, 2011
الخلافة الإسلافية " قلنا .. فقالوا
قلنا اليمن أولاً , فقالوا الدين أولاً .. قلنا الحكم للشعب , فقالوا إن الحكم إلا لله .. قلنا الدستور مرجعيتنا , فقالوا تفاسير القرآن والسنة شريعتنا .. قلنا البرلمان المُنتخب ممثلنا , فقالوا أهل الحل والعقد من العلماء والفقهاء أمرائنا .. قلنا القانون يأمرنا , فقالوا شيخنا قائدنا .. قلنا الوطن غايتنا , فقالوا بل الله غايتنا .. قلنا التنمية رسالتنا , فقالوا الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. قلنا إتحاد عربي رؤيتنا , فقالوا خلافة إسلامية مسعانا .. قلنا المواطنة , فقالوا المشيخة .. قلنا المساواة , فقالوا اللحوم المسمومة .. قلنا عولمة الحياة , فقالوا أسلمة العالم .. قلنا مدنية , فقالوا دينية .. قلنا الإسلام عدالة وسلام , فقالوا الإسلام مصحف وسيف.. قلنا الإسلام دين وأمة , فقالوا الإسلام دين ودولة .. قلنا الإسلام إبداع وعقل , فقالوا الإسلام إتباع ونقل .. قلنا قلم ومحبرة , فقالوا رشاش وقنبلة
قلنا "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" , فقالوا "غير المغضوب عليهم ولا الضآلين" .. قلنا "لا إكراه في الدين" , فقالوا " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق" .. قلنا "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" , فقالوا "من بدل دينه فأقتلوه".. قلنا " لكم دينكم ولي دين" , فقالوا "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدو ان لا إله الا الله ومحمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"
قلنا منهجنا في حوار الأخر "وجادلهم بالتي هي أحسن" , فقالوا إن هي الا إحدى ثلاث الإسلام او الجزية عن يد وهم صاغرون او الحرب الضروس .. قلنا المواطنة المتساوية وعدم تقسيم الناس طبقياً "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" , فقالوا لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى ومشائخنا أتقى الناس
قلنا الله محبة, فقالوا الحب والبغض في الله .. قلنا الدنيا رائعة وجميلة , فقالوا الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.. قلنا كل شيئ في الحياة مباح ما لم يثبت تحريمه , فقالوا كل شيئ في الحياة حرام ما لم يثبت تحليله .. قلنا مليونية حقوق الإنسان , فقالوا مليونية زواج المطفال .. قلنا معاهد تكنولوجيا المعلومات , فقالوا مدارس تحفيظ القرآن .. قلنا لا للفساد المالي والإداري , فقالوا لا للإختلاط .. قلنا محمد هو الصادق الأمين , فقالوا محمد هو الذي تـتفطر قدماه من كثرة الصلاة .. قلنا تحسين حياة أصحاب الدخل المحدود , فقالوا الصبر والإحتساب فيه أجر وثواب
قلنا تعدد اللغات , فقالوا تعدد الزوجات .. قلنا الغريزة الجنسية ليست مبررا للزواج مثنى وثلاث ورباع , فقالوا بل واجب وصون من الإنحراف والشذوذ .. قلنا المودة والألفة بين أفراد المجتمع تؤدي الى عقود الزواج , فقالوا عقود الزواج هي التي تؤدي الى المودة والألفة .. قلنا الفقير يريد الزواج , فقالوا صيام الدهر.. قلنا تخفيض مهور الزواج , فقالوا تخفيض سن الزواج
قلنا فلان مريض وجب ذهابه للطبيب , فقالوا فلان ملبوس بجن وجب ذهابه للشيخ ليقرأ تعاويذه عليه .. قلنا الجن لا تلبس الأنس وإنما هي أمراض نفسية , فقالوا وهل أنتم أعلم من مشائخنا وفقهائنا.. قلنا الطبيب مقدم على الفقيه في هذه الأمور, فقالوا العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء رسل السماء اذا العلماء وكلاء الله
قلنا مات فلان وأنتقل الى رحمة الله , فقالوا بل أنتقل الى القبر وحياة البرزخ حيث تكسير للأضلاع وثعبان أقرع وضمة مرعبة يصرخ الميت من ألمها حتى يسمعها العالم الا الثقلين .. قلنا الله لن يعاقب في القبر الا بعد أن يحاسب يوم القيامة , فقالوا ثكلتكم أمهاتكم فالعقاب اولاً في القبر قبل الحساب يوم الحساب .. قلنا في الأخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت , فقالوا ولكننا سمعنا ورأينا الكثير كالتي يسلخ جلدها لأنها لم تكن تصلي والتي تعلق من شعرها لأنها لم تلبس حجابها والتي تصلب بالخطاطيف من ثديها لانها لم تكن تصوم والتي يُصب القطران في أذنيها لأنها كانت تسمع الأغاني والتي تقلب في النيران الحمراء لأنها لم تمتثل لأوامر علمائها ورثة أنبيائها
قلنا المرأة إنسان , فقالوا ما هي الا عورة وفتنة .. قلنا لا بد أن تظهر المرأة وجهها لكي يكون لها هوية في مجتمعها , فقالوا بل يجب تغطيتها بالسواد من رأسها الى أخمص قدميها .. قلنا النقاب عادة , فقالوا النقاب عبادة والويل ثم الويل لم يقول أنه عادة .. قلنا لا فرق بين من يعري المرأة ومن يغطي المرأة كاملة فهو إختلاف شكلي وليس نوعي وما هي الا ألفاظ مختلفة لمعنى واحد وهي نظرة جنسية للمرأة , فقالوا أن المرأة اذا أقبلت شيطان واذا أدبرت شيطانان .. قلنا شرف المرأة في سلوكها بين أوساط مجتمعها, فقالوا شرف المرأة بين فخذيها .. قلنا لهم لا بد من مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات , فقالوا بل الرجال قوامون على النساء .. قلنا المرأة نصف المجتمع , فقالوا المرأة ناقصة عقل ودين .. قلنا لا غنى عن عمل المرأة في عالمنا هذا , فقالوا إختلاطها بالرجال منكر وفسوق وعصيان .. قلنا لا يجب أن تلزم المرأة بيتهما ويجب مشاركتها مجتمعها , فقالوا تلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
قلنا لا وجود لأحزاب سياسية إسلامية لأن إسلامنا ليس تصور حزبي معين , فقالوا مارقون ضآلون زنادقة.. قلنا لا وجود لإقتصاد إسلامي لأن إٍسلامنا ليس حكراً على نظرة إقتصادية بعينها , فقالوا تخرجون عن شرع الله أيها الخوارج .. قلنا لا وجود لما تسمونه بالزي الإسلامي لأن هناك تنوع وإختلاف في الأزياء في العالم الإسلامي , فقالوا هو ثوب أبيض قصير للرجل وخيمة سوداء للمرأة ومن خالفه خالف شرع الله في أرضه .. قلنا لا وجود لغناء إسلامي حصري فكل صوت جميل في هذا العالم هو إسلامي , فقالوا لنا الغناء حرام وإنما هناك أناشيد إسلامية متمثلة بالدف والطبل وما غيره الا لهو ومجون وفسوق .. قلنا الإسلام لم ينزل لكي يكون إعجازعلمي ولكن ليكون إعجاز إنساني في المرتبة الأولى , فقالوا من لم يفهم أصول النحو والصرف والبلاغة لا يقبل منه التكلم في منهجية القرآن.. قلنا لهم من لم يفهم في أساسيات السياسة او الإقتصاد او الطب او الفضاء فلا يحق له التكلم في أحدها , فقالوا اذا إجتهد الفقيه وأصاب فله أجران و اذا إجتهد واخطأ فله أجر واحد
قلنا الدين لله والوطن للجميع , فقالوا كفرتم بالذي خلقكم فالدين والوطن لله .. قلنا الإسلام يحرص على إنسانية الإنسان , فقالوا الإسلام أباح لنا الزواج بالطفلة.. قلنا لندعوا الى وحدة المذاهب الإسلامية , فقالوا نحن الفرقة الأحادية الوحيدة الناجية وما غيرنا الا حطب جهنم .. قلنا الإسلام يدعوا للعقلانية , فقالوا الإسلام لا يخالف العقل ولكنه لا يرضى بتحكيمه .. قلنا السببية والمنطق , فقالوا من تمنطق تزندق .. قلنا الكتاب شيخنا , فقالوا من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه.. قلنا هل تؤمنون أن الإسلام تفكير لا تكفير, فقالوا بالتأكيد نؤمن بذلك أيها الكفرة
كم أجدكِ غريبة أيتها الخلافة الإسلافية في وطني , معكوسة أنتِ أم مفصوم شخصية أنا !! , تعتادين ممارسة الرذيلة وتدونينها للشعوب فضيلة , تحللين زواج القاصر ولا تقبلينه على أهلك , تسمحين بزواج المثنى ولا تقبلينه على بناتك , تحرمين الربا وتسترزقين وتتاجرين من خلاله , تحرمين بناء التماثيل وتسجدين كل لحظة الى أصنام السلف , في قاموسكِ الجهاد في سبيل الله أصبح غزو وإعتداء , محبة الله أصبحت بغض فيه , نصرة الله أصبحت إرهاب بين خلقه , إنتحاري متقنبل بين الآمنين أصبح شهيد وفي مرتبة النبيين , شعائر دينية أصبحت قيم إسلامية عليا , تعامل بالألقاب وليس بحسن الخلق , الثقافة الجنسية أصبحت إباحية وإنحلال أخلاقي , الشرف أصبح تناسلي وليس قيمي , المكانة المرموقة تمنح بالتوارث ولا تكتسب بالتعامل , نظافة عجيبة أصبحت ثوب قصير متسخ , قتل امرأة مخطأة هو إحياء لشرف عائلتها ,تكفينها حية بسواد قاتم حماية لها , حبسها في بيتها منتهى الحرية , ضربها من قبل زوجها تكريماً لها , قطرات دم من بين فخذيها مقياس شرفها من عدمه , إرضاع كبير تدين ووقاية من الشذوذ , زواج صغير أسوة نبوية , مفاخذة رضيع شريعة محمدية , جهل تخلف جمود وضياع أصبحت مكنون كتابكِ المعنون بـ الخلافة الإسلامية , فلم تكن خلافة وإنما ملك عضوض ولم تكن إسلامية بل كانت وما زالت إسلافية "سلفية"
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
Friday, July 15, 2011
يا ثوار اليمن .. نقض المسلّمات شرط للتغيير
ثورة شبابية شعبية سياسية : تغيير نظام الحكم السياسي الإستبدادي وبناء النظام الديمقراطي المدني الحديث
ثورة شبابية شعبية ثقافية : تغيير ثقافة التبعية العمياء والشعوذة والدجل والخمول والتقليد وبناء ثقافة العلم والنقد والحداثة , وتغيير ثقافة "الرضى بالقليل" و"أمشي جنب الحيط" و"القناعة كنز لا يفنى" و"بين أخوتك مخطأ ولا وحدك مصيب" و "أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" و"جنان يخارجك ولا عقل يحنبك" و"قطع العادة عداوة" وبناء ثقافة العمل والإبداع والتخطيط
ثورة شبابية شعبية إجتماعية : تغيير مفاهيم السيد والقاضي والقبيلي والمزين والدوشان بكل ما تحمله من تفاصيل مجتمعية وبناء مفهوم "المواطن اليمني" , وتغيير مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب اللقب والمنطقة والقبيلة والمذهب وبناء مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب المؤهل والعلم والعمل
ثورة شبابية شعبية قيمية : تغيير مفاهيم دولة الإستبداد والتي قلبت القيم رأساً على عقب حيث جعلت الوحدة فرقة والسلام قتال وتارك الحق مطيع والفاسد وطني والوطني عميل والوحدوي إنفصالي والثائر خائن والخامل أمين والنفاق ذكاء والغش شطارة والكذب فهلوة والرشوة ضرورة والنزاهة غباء والسلاح وجاهة والقات غاية والغيبة دردشة وكثرة النسل أمان والإبداع إتباع والعقل نقل والفكر كفر والمشكك ملحد والجهل عموم والعلم شذوذ والساكت مرغوب والمُطالب مرهوب والدين لحى والمرأة عورة والتعصب قوة والجهاد إعتداء والشهادة إنتحار والبغض في الله فريضة والشرف غشاء والأخلاق لقب والحداثة إنحلال والنقد سفاهة والنظام أشخاص والدولة زوامل والقانون هجر أثوار والسايلة مشروع قومي , فيجب إعادة بناء تلك المفاهيم القيمية التي شوهت وإغتصبت على مدار عقود مضت والتركيز على بناء قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة
ثورة شبابية شعبية دينية : تغيير مفاهيم رهـبـنـة الديـن وتسـيسه , مفاهيم عبادة التراث والسلف الصالح , مفاهيم تدعوا للقتال ونبذ الآخر وغرس الحقد والكراهية والتكفير والتشهير وفلسفة الفرقة الأحادية الناجية , مفاهيم من تمنطق تزندق واللحوم المسمومة والتطرف ودعاوى التعصب ومعلوم من الدين بالضرورة وتقديس أراء البشر , وبناء مفاهيم المساواة وحرية الرأي والفكر والمعتقد والحث على التعارف والإستماع للآخـر والتحـاور معـه ومـراجعـة الـذات بـ أدوات الحداثة والعقــل والفـكر وغربلة الآراء وتمحيصها والنظر بحداثوية لكل تفـاصيلها والتشديد على أن التراث ملك لنا ولسنا ملك له
ثورة من أجل بناء يمن جديد وليس من أجل رحيل أشخاص وفقط
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
Thursday, June 2, 2011
الى الثائر العربي ... من الديكتاتورية الى الديمقراطية
كيف تستطيع الشعوب القضاء على الديكتاتوريات من خلال تفكيك النظام الديكتاتوري بطرق وإستراتيجيات سلمية وبأقل المعاناة والخسائر وكيفية منع قيام نظام ديكتاتوري جديد؟ ... إستفسارات أجاب عليها كتاب قيم يهم كل شاب يمني وعربي ديمقراطي ثائر ضد الديكتاتوريات
كتاب بعنوان
من الديكتاتورية الى الديمقراطية ... إطار تصوري للتحرر
خلاصة تجارب وخبرات وتعامل مع أنظمة ديكتاتورية ومقاومات ثورية سلمية سعت للديمقراطية في : المانيا , الإتحاد السوفيتي , بنما , بولندا , تشيلي , التبت , بورما, تايلند , نيجيريا , لتوانيا , لا تفيا , تشيكوسلوفاكيا , النرويج , السلفادور , غواتيمالا , الفلبين ...الخ
الكاتب: جين شارب .. معهد: إلبرت إينشتاين .. ترجمة: خالد دار عمر
ترجمت مؤلفات الدكتور شارب الى أكثر من ثلاثين لغة
محتويات الكتاب
الفصل الأول مواجهة الدكتاتورية بأسلوب واقعي : مواجهة الحقيقة الصعبة
الفصل الثاني مخاطر المفاوضات : مزايا ومحددات المفاوضات
الفصل الثالث من أين تأتي السلطة ؟ : المصادر الضرورية للسلطة السياسية ومراكز قوة الديمقراطية
الفصل الرابع للدكتاتوريات نقاط ضعف : تحديد نقطة الضعف القاتلة ومهاجمتها
الفصل الخامس ممارسة السلطة : أليات وعمل النضال اللاعنيف وتغيير موازين القوى
الفصل السادس الحاجة الى التخطيط الإستراتيجي : التخطيط الواقعي ومعوقات التخطيط
الفصل السابع أساليب التخطيط
الفصل الثامن ممارسة التحدي السياسي
الفصل التاسع تفكيك النظام الديكتاتوري : تصعيد الحرية ومعالجة النصر بطرق مسئولة
الفصل العاشر أسس ثبات الديمقراطية : خطر نشوء ديكتاتورية جديدة ومنع الإنقلابات وكتابة الدستور الجديد
ملحق
أساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي
أساليب اللاتعاون
اللاتعاون الإجتماعي
اللاتعاون الإقتصادي
اللاتعاون السياسي
أساليب التدخل اللاعنيف
على الثائر اليمني والعربي الإستراتيجي أن يقرأ ويتأمل حروف هذا الكتاب لكي يجيب على هذه الإسئلة الأساسية
ما هي العوائق الرئيسية لتحقيق الحرية ؟
ــ ما هي العوامل التي تسهل تحقيق الحرية ؟
ــ ما هي نقاط القوة الرئيسية لنظام الحكم الديكتاتوري؟
ــ ما هي نقاط الضعف المختلفة لنظام الحكم الديكتاتوري؟
ــ الى أي درجة تكون مصادر قوة نظام الحكم الديكتاتوري عرضة للتأثير ؟
ــ ما هي نقاط القوة التي تتمتع بها القوى الديمقراطية والمواطنون بشكل عام؟
ــ ما هي نقاط القوة الديمقراطية وكيف نستطيع تبنيها ؟
ــ ما هي نقاط ضعف القوى الديمقراطية وكيف نستطيع معالجتها ؟
ـــ ما هو موقف الأطراف الأخرى التي لها دور غير مباشر في الصراع ولكنها ساعدت أو قد تقدم العون لنظام الحكم الديكتاتوي او للحركة الديمقراطية وكيف؟
وعلى الثائر اليمني والعربي الإستراتيجي مراعاة الأسئلة التالية عند أختيار أساليب النضال
ــ هل نوع النضال الذي يقع عليه الإختيار ضمن قدرات الحركة الديمقراطية ؟
ــ هل تقوم التقنية المختارة بإستغلال نقاط القوة التي يتمتيع بها الشعب المحكوم؟
ــ هل تستهدف هذه التقنية نقاط ضعف الحكم الديكتاتوري أم تستهدف نقاط قوته؟
ــ هل تساعد هذه الإساليب الديمقراطيين كي يصبحوا أكثر إعتماداً على أنفسهم أم هل يحتاجوا الى الإعتماد على أطرف أخرى أو دعم خارجي؟
مقولات ولمحات من الكتاب ... ولا ننسى أن هذه الحروف خلاصة تجارب ودراسات علمية
خيار إستخدام العنف مهما كانت حسناته يعكس بوضح أمراً واحداً وهو أن اللجوء الى وضع الثقة في أساليب العنف إنما يعني إستخدام أسلوب للنضال يتميز الطغاة دائماً بالتفوق فيه
حتى إذا حققت حرب العصابات نجاحاً فإن لها أثرا على المدى البعيد فهي تحول النظام الديكتاتوري الحالي الى نظاماً أكثر دكتاتورية وعند نجاح مقاتلي حرب العصابات وتوليتهم السلطة فإنهم يخلقون نظام حكم أكثر ديكتاتورية من النظام السابق الذي حاربوا ضده بسبب تأثير مركزية القوات العسكرية الممتدة وبسبب ضعف او دمار مجموعات ومؤسسات المجتمع المستقلة التي هي بمثابة العناصر الحيوية في إنشاء مجتمع ديمقراطي دائم
بعض النقاظ المتعلقة في الإعتماد على التدخل الأجنبي والتي تتطلب التركيز
ــ تتحمل الدول الأجنبية أو حتى تساعد أنظمة الحكم الديكتاتورية من أجل الحفاظ على مصالحها الإقتصادية والسياسية
ــ الدول الأجنبية مستعدة لبيع الشعوب المضطهدة بدلاً من الحفاظ على وعودها لها بالمساندة والتحرر مقابل هدف أخر
ــ تتخذ الدول الأجنبية خطوات ضد الأنظمة الديكتاتورية فقط من أجل الحصول على مكاسب إقتصادية وسياسية وسيطرة عسكرية على البلاد
ــ قد تتحرك الدول الأجنبية لمساندة المقاومة الداخلية عندما تكون الأخيرة قد بدأت بهز النظام الديكتاتوري وحولت تركيز العالم الى طبيعته الهمجية
الضغوطات الدولية مثل فرض مقاطعة إقتصادية دولية او فرض حصار إقتصادي أو قطع العلاقات الدبلوماسية او الطرد من المنظمات الدولية او الإستنكار من قبل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعود بالفائدة على الشعوب المضطهدة ولكن فقط عندما يكون لديها حركة مقاومة داخلية قوية لأن بغياب مثل هذه الحركة لن يكون هناك ردود فعل دولية
اذا أردنا أن نسقط نظام حكم ديكتاتوري بفعالية وبأقل التكاليف فعلينا أن نقوم بالمهام الأربع التالية
ــ تعزيز الشعوب المضطهدة في تصميمها وعزيمتها وثقتها بنفسها ومهارات المقاومة
ــ تعزيز جماعات ومؤسسات الشعوب المضطهدة الإجتماعية المستقلة
ــ خلق قوة مقاومة داخلية قوية
ــ وضع خطة تحرر إستراتيجية حكيمة وكبيرة وتنفيذها بمهارة
في نهاية الأمر نجد أن التحرر من الأنظمة الديكتاتورية يعتمد أساساً على قدرة الشعوب على تحرير أنفسها بأيديها
المفاوضات لا تعتبر إسلوباً واقعياً للإطاحة بأنظمة الحكم الديكتاتوري القوية بغياب معارضة ديمقراطية قوية
عندما يكون نظام الحكم الديكتاوري قوياً ولكن يعاني من وجود مقاومة تقلق مضاجعة فإنه يود عرض التفاوض على المعارضة لكي يجرها نحو الإستسلام تحت شعار صنع السلام وقد تظهر الدعوة الى المفاوضات بمظهر جذاب ولكن هناك مخاطر جمعة تحيط بها
على الحركات الديمقراطية الثائرة أن تدرك أن الحكام الديكتاتوريون ينصبون مصائدهم في قلب العملية التفاوضية وعندما تكون الدعوة الى مفاوضات في وقت تكون قضايا الحريات السياسية على المحك فقد تكون الدعوة محاولة من الحكام الديكتاتوريين لجر الحركات الديمقراطية نحو الإستسلام بطريقة سلمية بينما يستمر العنف لديهم
علينا أن لا ننسى أنه مهما كانت الوعود التي يقدمها الحكام الديكتاتوريين في التسوية السلمية فإنها تصب في إتجاه تأمين خنوع خصومهم من الحركات الديمقراطية وفي النهاية تجدهم حقيرين لدرجة أنهم ينتهكون الإتفاقيات التي وقعوا عليها
إذا وافقت الحركات الديمقراطية على وقف المقاومة من أجل التخلص المؤقت من القمع والإضطهاد فسينتهي بهم المطاف الى الشعور بخيبة أمل , فقلما يقلل التوقف عن المقاومة من حجم الإضطهاد حيث أنه عند زوال الضغوطات الداخلية والدولية عن الحكام الديكتاتوريين تجهدهم يمارسون قمعاً وعنفاً أكثر وحشية من ذي قبل
المقاومة لا المفاوضات هي الضرورية للتغيير في النزاعات حيث تكون القضايا الأساسية على المحك وعلى المقاومة في جميع الحالات تقريباً أن تستمر حتى تزيل الحكام الديكتاوريين من السلطة
الحكام الديكتاتوريون بحاجة الى مساعدة الشعب الذي يحكمونه حيث أنه من دون هذه المساعدة لا يستطيعون تأمين والحفاظ على مصادر القوة السياسية , وتشمل مصادر القوة السياسية على مايلي
ــ السلطة : إيمان الناس بشرعية النظام وأن طاعته واجب أخلاقي
ــ الموارد البشرية : عدد وأهمية الأشخاص والجماعات التي تطيع وتتعاون أو تقدم العون للحكام
ــ المهارات والمعرفة : يحتاجها النظام لأداء أعمال محددة ويوفرها الأشخاص والجماعات المتعاونون
ــ العوامل غير الملموسة : وهي العوامل النفسية والفكرية التي تحث الناس على طاعة ومساعدة الحكام
ــ المصادر المادية : وهي درجة سيطرة أو تحكم الحكام بالممتلكات والمصادر الطبيعية والمصادر المالية والنظام الإقتصادي ووسائل الإتصال والمواصلات
ــ العقوبات : وتشمل العقوبات المطبقة على أو التي يهدد بإستخدامها في حالة العصيات او اللاتعاون لضمان الخضوع والتعاون اللازمين لبقاء النظام وقدرته على تنفيذ سياساته
{ويجب على الثائرين من خلال خطتهم الإستراتيجية ضرب النظام الديكتاتوري في هذه العوامل بقوة}
حجب مصادر القوة يؤدي الى شلل وعجز لدى النظام الحاكم والى تفكيكه في أقصى الحالات وبالتالي تموت قوة الحكام الديكتاتوريين من الجوع السياسي
تكون القوة الإستبدادية قوية فقط في حالة عدم الحاجة الى إستخدام تلك القوة بكثرة , أما إذا إحتاجت الى إستخدام قوتها ضد جميع المواطنيين بكثرة فإن إمكانية إستمرار تلك القوة تصبح ضعيفة
الذي يعادية جميع العامة لن يستطيع توفير الأمن لنفسه وكلما زادت قسوته كلما ضعف نظام حكمه
اذا إستطاع الحاكم الديكتاتور في السيطرة او التدمير للمؤسسات المجتمع المدني المستقلة عن التأثير الحكومي من نقابات وجمعيات وإتحادات ونوادي ومنظمات وحركات وجميعات فعلى المقاومة أن تخلق جماعات ومؤسسات إجتماعية وسياسية وثقافية مستقلة جديدة
الخيار العسكري وإستخدام الإسلحة ضد الإنظمة الديكتاتورية لا يؤثر في مواطن ضعف هذه الأنظمة وإنما يبرر لها إستخدام قوتها العاتية ويضع حركات المقاومة في موقف ضعف لا تحسد عليه لأن الأنظمة الديكتاتورية غالباً ما تتمتع بالتوفق العسكري وتجر أليه
وقعت بعض المقاومات في خطأ في الإعتماد على طريقة او طريقتين في ثورتهم مثل الإضرابات والمظاهرات الإحتجاجية وفي الواقع هناك العديد من الإساليب التي تتيح لإستراتيجي المقاومة أن يركزوا المقاومة او يوزعوها حسب الضرورة
هناك حوالي مائتي أسلوب محدد للعمل اللاعنيف التي من المؤكد أنها تحقق نتائج أفضل , وقد تم تبويب هذه الإساليب تحت ثلاث فئات شاملة وهي : الإحتجاج والإقناع , اللاتعاون , والتدخل . تتكون أساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي بشكل كبير من مظاهرات رمزية تشمل على الإستعراضات والمسيرات والإعتكاف حيث يبلغ مجموعها أربع وخمسون أسلوباً , وينقسم اللاتعاون الى ثلاث فئات صغرى وهي اللاتعاون الإجتماعي واللاتعاون الإقتصادي واللاتعاون السياسي . أما أساليب التدخل اللاعنيف من خلال الإساليب النفسية والجسدية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية مثل الصيام والإحتلال اللاعنيف والحكومة الموازية. هناك أساليب يبلغ مجموعها مائة وثمان وتسعون إسلوباً موجودة في ملحق هذا الكتاب
علينا أن نتذكر أن هدف الإستراتيجية الرئيسية للثائرين في مواجهة أنظمة الحكم الديكتاورية لا يتوقف ببساطة عند القضاء على الديكتاتورية ولكن يستمر حتى يتم وضع نظام ديمقراطي ويجعل من نشوء ديكتاتورية جديدة أمراً مستحيلاً
على مخططي الإستراتيجية الرئيسية الإعداد مقدماً لطرق إختتام النضال الناجح الممكنة والمفضلة من أجل منع ظهور ديكتاتورية جديدة ولضمان الإنشاء التدريجي لنظام ديمقراطي قوي
لا يجب أن يعتقد أحد أن مجتمعا مثالياً سيظهر فور سقوط نظام الحكم الديكتاوري , فسقوط الحكم الديكتاوري هو بمثابة نقطة البدء للمجتمع الجديد والتي تحتاج الى جهود طويلة الأمد لتطوير المجتمع وتلبية حاجاته الإنسانية بشكل أفضل. ستستمر بعض المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية الخطيرة لسنوات مما يتطلب تعاون الكثير من الناس والجماعات لإيجاد حل لها. فعلى النظام السياسي الجديد أن يوفر فرص أمام الناس رغم إختلاف آرائهم لكي يكملوا العمل البناء والتطوير السياسي لمعالجة المشاكل في المستقبل
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
تحميل الكتاب من الرابط
هنـــــــــــا