Monday, December 21, 2009

محمد رسـول الله (النبي الأمي) كـان يقـرأ و يكـتـب


محمد رسول الله (النبي الأمي) كان يقرأ و يكتب

يؤكد القرآن الكريم في كثير من الآيات على أن النبي الكريم كان يقرأ و يكتب
فأول ما نزل من القرأن كان أمراً إلهياً و هو : (اقرأ) .. و لا نتصور بالتالي إطلاقاً بأن يخالف الرسول الكريم أمر ربه و يظل طيلة بعثته لا يمتثل لأمر ربه بالقرآءة

والقرآن الكريم يؤكد على ان النبى عليه الصلاة و السلام كان يقرأ القرآن من صحف مكتوب فيها القرآن
رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً
اي أنه كان يتلو بنفسه من صحف كتب عليها آيات القرآن

فإذا كان لا يعرف القرآءة فإنه بالتالي لا يحتاج أن يتلو القرآن من هذه الصحف التي لايعرف قرآءتها.
و لكن كيف تزعم بان الرسول كان يقرأ و يكتب و الله تعالى في كتابه الكريم يقول
وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ

الآية الكريمة السابقة تؤكد ماذهبنا إليه؛ بأن الرسول الكريم كان يقرأ و يكتب
و الآيات تدل على أن الرسول الكريم قبل بعثته لم يكن يتلو كتاباً و لم يكن كذلك يكتب شيئاً بيده الشريفة و ذلك لحكمة أرادها الله لإفحام المشركين ؛ كي لا يقولوا بأن الرسول قد تعلم القرآن و كتبه من أشخاص آخرين

كان المشركون يعرفون بأن الرسول بعد بعثته يعرف القرآءة و الكتابة ؛ و لذلك قد إتهموه بكتابة القرآن
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا

و لو كان لايعرف القرآءة و الكتابة ؛ لما إتهموه بذلك
و يبدو أنهم إعتقدوا بأن أحد الأشخاص من غير العرب كان يعلم الرسول القرآن و كان الرسول يكتب منه مايسمعه
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ

و لكن القرآن الكريم يصف الرسول بأنه (أمي)
أي لا يعرف القرآءة و الكتابة.... فكيف يقال بأنه كان يقرأ و يكتب؟

كلمة أمي لا تعني من لا يقرأ و يكتب ؛ و لكنها تدل على الذين لم ينزل عليهم كتاب سماوى سابق.
لقد وردت هذه اللفظة في الكتاب المبين في ستة مواقع وهي:

1
فَإنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبعَنِ وَقُل للَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالأُمِّيِّينَ أأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلمُوا فَقَدِ اهْتدَوا وَّإِن تَولَّوا فَإِنَّمَا عَليْكَ البَلاغُ واللهُ بَصيرٌ بِالعِبَادِ
سورة آل عمران/ 20

2
وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطارٍ يُؤَدِّهِ إِليكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِليكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيهِ قَائِماً ذَلكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيْسَ عَليْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
سورة آل عمران/ 75

3
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِليْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمواتِ والأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيي وَيُمِيتُ فَأَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولهِ النَّبِّي الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلمَاتِهِ وَاتَّبعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
سورة الأعراف/ 158

4
الَّذينَ يَتَّبعُونَ الرَّسُولَ النَّبيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوراةِ والإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَ عَنِ المُنكَرِ وَيُحلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهمُ الخَبَائِثَ وَيَضعُ عَنْهُمْ إِصْرهُمْ ...
سورة الأعراف/ 157

5
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُم يَتْلُوا عَلَيْهَم آيَاتهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
سورة جمعة/ 2

6
وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ إِلاَّ أَمَانيَّ وَأَنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ
سورة البقرة/ 78

لقد أطلق اليهود والنصارى على الناس الذين لا يدينون بدينهم أي ليسوا يهوداً ولا نصارى لفظ الأمي (وجاءت من كلمة غوييم العبرية "الأمم"). وهو ما نعبر عنه اليوم بالدهماء أو الغوغاء أو العامة

لأن هؤلاء الناس كانوا جاهلين ولا يعلمون ما هي الأحكام في كتاب اليهود والنصارى، والنبوات التي جاءت لهم

ومن هنا جاء لفظ الأمي التي تعني:
غير اليهود والنصراني.
الجاهل بكتب اليهود والنصارى.


وهذا واضح في الآية رقم 20 من آل عمران
وَقُل للَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَالأُمِّيِّينَ
فالذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى والباقي من الناس هم الأميون

وهذا المعنى واضح أيضاً في الآية رقم 75 من آل عمران عندما ذكر أهل الكتاب اليهود والنصارى فمنهم أي اليهود مَّنْ إِن تَأمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِليكَ) ومنهم أي النصارى (مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطارٍ يُؤَدِّهِ إِليكَ), فلماذا لا يؤدي اليهود الأمانات لغيرهم؟ لأنهم يعتبرون "الغوييم" الأمم خدماً لهم وأنهم الدهماء وهؤلاء الأُمِّيُّونَ لا تنطبق عليهم وصايا الرب حيث قال ذَلكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيْسَ عَليْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ

وفي سورة الأعراف الآية 157
الَّذينَ يَتَّبعُونَ الرَّسُولَ النَّبيَّ الأُمِّيَّ
أمي لأنه ليس منهم لأنه قال:
الَّذِي يَجدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوراةِ والإِنجِيلِ

وكذلك جاءت في الآية 158 حيث أتبعها بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله إلى الناس جميعاً اليهود والنصارى والأميين علماً بأنه لم يكن أصلاً يهودياً ولا نصرانياً بل من الفئة الثالثة وهي الأميون

وبمعنى الجهل في الكتاب قال: وَمِنْهُم أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكِتابَ إِلاَّ أَمَانيَّ
سورة البقرة 78

ومن هنا ندرك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً بمعنى أنه غير يهودي وغير نصراني، وكان أمياً أيضاً بكتب اليهود والنصارى وكانت معلوماته عن كتبهم هي بقدر ما أوحي إليه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.

لقد وضحت أمية النبي صلى الله عليه وسلم في شيئين: أولهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في حياته قبل البعثة عن أي موضوع من مواضيع القرآن، ولو فعل ذلك لقال له العرب: لقد كنت تتحدث إلينا عن هذه المواضيع قبل أن تكون نبياً

وفي حديث في البخاري بسنده الى عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قوموا [ عنّي خ ل]، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم

خلاصة
لم يكن الرسول قبل البعثة يقرأ و يكتب
بعد البعثة كان الرسول يقرأ و يكتب
قبل البعثة كان الرسول أمياً
الأمي ليس من لا يعرف القرآءة و الكتابة
بل الأمي من يجهل علوم الكتب السماوية السابقة.


منقول للفائدة

2 comments:

  1. في البداية اريد ان اعلق على المدونة ككل صحيح انك مشكور انك انشت فكرة التعايش بعتبار انك علماني و ليبرالي لكن يا اخي انت تصور العلمانية و اليبرالية ضد الدين و هذا الفخ انت وقعت فيه في مدونتك لماذا تريد تناقش او تفند عقايد الناس التي تربوا عليها لسنوات هذا ليس من صالحك و لا من صالح العلمانية التي تدعو لها
    انا لحظت انك مركز على الاسلام " و تحاول أن تكون فقية او مفكر و او تكون علم في الفكر العلماني اخي هذه الشطحات الفكرية التي تحاول ان تنشرها يمكن تكون مفيده من الناحية الثقافية ليس الا.. لكن ان تحاول استفزاز الفكر الاسلامي او هز العقيدة الاسلامية لدى المسلمين فأنت في نظري تكون انسان اما في الاصل لا تعرف ما تقول سوى قص و لصق من مواقع اخرى و انك ليس لك فكر لان مسألة التعايش هي مسألة نظارة فكر و توسيع افق و قبول للأخر و ليس تهميش افكار الناس او اثبات بطلانها لانك هنا تكون قد و قعت في نفس الفخ مثل الاخرون الذين يهاجمون العلمانيون بفكرة مواحدة نمطية
    اخي انا شخص مسلم و افتخر بأني مسلم و لكني علماني الفكرة و ليبرالي الحياة و عندي فكرة التعايش متغلغلة في داخل لكني لا احس و لا صفر في المليون أن في الدين شك و نقص من ايام الرسول عليه السلام الى اليوم
    لهذا حاول لو اردت ان تكون مفيدا في فكرة التعايش مع الاخر ان تطرح افكار و مقالات تعنى بمعاني التعايش بين الحضارات و الفكار

    ReplyDelete
  2. نحن أخي الكريم هنا نصادم الدين ولكن نصادم رجال الدين , فيجب أن نفرق بين الإسلام كدين وبين التاريخ الإسلامي كتاريخ إنساني وبشري وفيه من الأخطاء الكثير والواجب علينا قراءتها ومحاولة تجاوزها وعدم تصوير التاريخ الإسلامي أنه ناصع البياض , نحن ندعوا للفكر العلماني ونؤمن بالله والإسلام ولكن يجب علينا توضيح الصورة ومحو بعض الهالات المقدسة التي تحيط بالتاريخ الأنساني الإسلامي في إشخاصه وكتبه وتاريخه ,

    ReplyDelete