Monday, December 19, 2011

عشرون سؤال من علماني الى الحركات الدينية



عشرون سؤال من علماني الى: الحوثي والحجوري والزنداني وقاعدة أبين

قلم : أسامة إسحاق




أتمنى أن لا يأتي على وطننا أجيال من بعدنا تنظر لجيلنا الحالي بمنتهى الغرابة والإندهاش حين تتسائل عن جيل عاش في مرحلة ما إستطاع إسقاط الإستبداد السياسي المتجذر بمنتهى الشجاعة والتضحية ولكنه خاف ان يسقط معه الإستبداد الديني المتستر والذي لا يزال ينخر في عقول أفراده ويجند أجسادهم بمنتهى البساطة لقتل وبغض المخالفين له فكرياً برغم إشتراكهم سوياً أرضاً وشعباً وتاريخاً , وما أحكم الأفغاني حين قال "قيد الأغلال أهون من قيد العقول بالأوهام" , نعم أسقطنا قيد الأغلال بتظاهر الأجساد في الشوارع ويجب إسقاط قيد العقول بالأوهام بتظاهر الكلمات في العقول ومن أسقط أدوات الإستعمار لا بد أن يكمل مشواره ليسقط أدوات الإستحمار


أصوليي الشيعة يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر السني او السلفي وهم فيما يخص فكرهم ثاني اثنين ما إن تمسكنا به لن نضل بعده أبدا وبلا نقاش , وأصوليي السنة يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر الشيعي او السلفي وهم الفرقة الأحادية الناجية فيما يخص فكرهم وبلا جدال , وأصوليي السلفية يُحكِمون عقولهم عندما يتعلق الموضوع بالفكر الشيعي او السني ومن تمنطق تزندق فيما يخص فكرهم وبلا أدنى شك


منطقياً , بما أن ثلاثـتهم يرى نفسه مصيب والبقية مخطأ فإن أحدهم قد يكون مصيب والبقية مخطأ أو جميعهم مخطأ , وما علينا كشباب يمني واعي الا أن نستخدم أدوات الحداثة وننضف الطاولة من جميع القطع التي ولدنا ووجدناها فوقها لنعيد ترتيبها بأنفسنا بدلاً من التبرير باللحوم المسمومة السنية اوالنسل المعصوم الشيعي اوالسلف الصالح السلفي عند الحوار والنقاش والتي ليست الا أوجه مختلفة لقمر واحد يسمى "قمر تقديس البشر وعودة الحق الألهي"..


أرى أن الأصولي السني او الشيعي او السلفي لو قرأ حروفاً من حدائق متنوعة بقدر ما يقرأ فيما يدعم مكتسباته لأدرك أن القتل والتحقير والتكفير والتسفيه لم ولن يجدي نفعاً بين المختلفين فكرياً , ولو علم كل واحداً منهم بنقصه وبعدم صوابيته المطلقة لآمن بأن الحل الوحيد هو النقد البناء والتعايش والتعددية تحت مظلة الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة والا فإن حكم الإيدولوجية المدعومة بقوة السلاح والمال هي من ستسود الى أن تأتي إيدولوجية أخرى تسقطها ليس بقوة الحجج والكلمات ولكن بقوة السلاح والمال والتاريخ عبرة لمن يعتبر ولكننا نتعلم من التاريخ أننا لا نتعلم من التاريخ


واذا كانت الحركة اليمنية الحداثوية العلمانية تقدم حججها من أجل فصل الدين والمقدس عن الدولة فإن الحركات الدينية الأصولية تقدم حججها من أجل تفصيل المذهب المقدس على مقاس الدولة , ولعل الغالبية يتفق حالياً أن ابرز قادة الحركات الأصولية الدينية الممثلة للتوجهات السابقة الذكر في اليمن هم الزنداني السني والحوثي الشيعي والحجوري السلفي أضافة الى قاعدة أبين ولذلك أوجه خطابي هذا اليهم ولكل من ينطوي تحت مظلة رؤية أحدهم لمستقبل اليمن لأني كمواطن يمني ثائر يقلقني موضوع آلية ونظام حكم اليمن بعد نجاح الثورة بقدر ما يقلقني أيضا موضوع آلية إنهاء بقايا النظام الإستبدادي قبل ذلك


وقبل أن أطرح إستفساراتي أحب فقط التنوية لنقطة هامة قد يغفل عنها الكثير من شباب اليمن , وهي عندما يدار حوار بين أصحاب فكر الإسلام السياسي بمختلف توجهاتهم واصحاب الفكر العلماني فليست إطلاقا حوار بين المؤمنين بالإسلام وبين المؤمنين بغير الإسلام , ولكنها بين المؤمنين بحكم الشريعة الدينية للدولة وبين المؤمنين بحكم القوانين المدنية الوضعية للدولة , فالعلماني لا يؤمن بنظرية الإسلام السياسي ويرى ان الله لا يحكم بذاته في الحياة ولكن عن طريق بشر لهم أهوائهم ورغباتهم ونزواتهم وتأويلاتهم والتي قد تختلف من مفكر الى آخر ومن فقيه الى آخر ومن سياسي الى آخر


سأضع هنا عشرون سؤالاً الى كل من يرفع شعار تطبيق الشريعة الدينية في يمن ما بعد الثورة سواء كان من أتباع الحوثي او الزنداني او الحجوري او قاعدة أبين أو أي توجه ديني آخر لكي نتعرف فقط على شكل الدولة لو آلت الأمور اليهم , لأني اسمع كثيرا من غالبيتهم بما يسمونه ثوابت الشريعة والتي حسب زعمهم لا يختلف عليها أحد, نطالبكم بالأجابة على الأسئلة ومن خلالها ستتضح لنا ماهية ثوابتكم ورؤيتكم , فكم قرأنا أنه كان هناك شيئ مباح ثم أصبح حرام والعكس صحيح , ولا أدري أين هي ثوابت الشريعة من أبو بكر الذي أضاف نصيب الجد في الأرث مع وجود نص قرآني , وعمر بن الخطاب الذي حذف نصيب المؤلفة قلوبهم من الزكاة مع وجود نص قرآني , والملك فيصل بن عبدالعزيز الذي الغى الرق مع وجود نص قرأني


لم يعد يخفى على أحد ان الدولة المدنية العلمانية التي يسعى لها شباب اليمن الحداثوي تقبل وترفض استناداً الى مبدأ ومعيار واحد هو المصلحة العامة تحت مظلة النظام الديمقراطي والقوانين المدنية الوضعية القابلة بكل بساطة للتعديل في أي وقت بما يتوافق مع مصلحة الشعب عن طريق المجالس المنتخبة والبرلمان الممثل للشعب , وهي الميزة التي يتميز بها عن غيره بتبني أفضل الخيارات الموجودة من منطلق المصلحة العامة الغير مقدسة سواء أخذ تلك المصلحة وذلك الفكر من ماركس او الشافعي او كانط او الخميني او جون لوك

فأرجوا أن يتفضل الزنداني والحوثي والحجوري وقاعدة أبين او المنادين والمساندين بتطبيق رؤيتهم وفلسفتهم الدينية لحكم يمن ما بعد الثورة بالإجابة على العشرين سؤال معتمدين على فهم الشريعة الدينية كلاً من وجهة نظره , لكي يثبتوا لنا فقط بأن شريعة كل واحد منهم تصلح للحكم السياسي لكل زمان ومكان كما يزعمون


اذا أفترضنا اننا الأن نخاطب احد الفرق التالية : الزندانيين او الحوثيين او الحجوريين او قاعدة أبين او أي توجه ديني آخر والتي سوف تدير شؤون وحكم اليمن فما هي إجاباتكم للأتي

:

السؤال الأول : ما هي آلية أختيار الحاكم وهل هناك مدة محددة له حسب فهمكم للشريعة !؟
"فيما اذا قرأنا في كتب التاريخ الإسلامي أن الصديق ولي خليفة على المسلمين بناء على إجتماع نفر من المسلمين تحت السقيفة , والفاروق بناء على وصية ابو بكر , وعثمان تم أختياره من بين ستة أشخاص أوصى بهم عمر , وعلي لم تكتمل له البيعة , ومعاوية أخذها بقوة السيف , ويزيد بن معاوية بالتوريث , وعمر بن عبدالعزيز بالصندوق المغلق الموصى به من سليمان بن عبدالملك , والعباس السفاح بعد ثورة سفكت دماء الأمويين ونبشت حتى قبورهم , وآل البيت من بني العباس توارثوا الحكم كابر عن كابر لمئات السنين ....الخ"

السؤال الثاني : هل ستطبقون نظام الشورى او نظام البطنين أو غيره من الأنظمة المستمدة من الشريعة الدينية وتتجاهلون النظام الديمقراطي الوضعي ؟

السؤال الثالث : ما هي آلية ومعايير إختيار "أهل الحل والعقد" والذي يمثل حجر الزاوية في دولتكم ؟

السؤال الرابع : هل ستسمحون للبنوك الربوية داخل دولتكم وكذلك شركات التأمين بالعمل , وكيف سيكون تعاملكم مع البنوك العالمية الربوية والتي ترتبط بالإقتصاد اليمني والعالمي حالياً ؟

السؤال الخامس : كيف سيكون تعاملكم خارجياً مع الولايات المتحدة سياسياً وإقتصادياً والتي تحتل العراق وأفغانستان المسلمتان وتدعم إسرائيل مادياً ومعنوياً , وكيف سيكون تعاملكم داخلياً مع الشركات الأجنبية مثل الشركات الأمريكية النفطية , وهل ستفكرون بتبني الجهاد والفتوحات في حالة أصبحتم فرضاً قوة عظمى سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً؟

السؤال السادس : هل ستقومون ببناء نظام لجباية الزكوات وتلغون النظام الضريبي المحرم شرعاً , وهل سيكون هناك نصيب محدد من الزكاة خاص لآل البيت حسب مفهوم الشريعة ؟

السؤال السابع : ما هو مصير الفن بجميع أشكاله داخل دولتكم (غناء ومسرح وتمثيل وتصوير ورسم ...الخ) ؟

السؤال الثامن : هل ستسمحون ببناء جامعات او كليات مذهبية مخالفة لمذهبكم ورؤيتكم الدينية ؟

السؤال التاسع : ما هو مصير المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظامكم , ومصير المطالبين بالإنفصال عن دولتكم حسب مفهوم الشريعة ؟

السؤال العاشر : ما هو رأيكم بالشرطة الدينية الرسمية كــ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" او أي شكل آخر من الرقابة الدينية الرسمية الإجبارية على المواطنين ؟

السؤال الحادي عشر : هل ستسمحون بتدريس نظرية التطور للكائنات الحية ونظرية التخلق اللاحيوي لأصل الحياة ونظرية الإنفجار العظيم لأصل الكون في المدارس والجامعات بأعتبارهن نظريات علمية رغم مخالفتهن صراحة للنصوص القرآنية , وما هو مصير مواطن يمني يؤمن بتلك النظريات ويدرس الناس تفاصيلهن في حال عدم سماحكم بذلك؟

السؤال الثاني عشر : ما هو مصير السياحة في اليمن على سبيل المثال ما هو مصير الفنادق التي توفر متطلبات السياح الأجانب والمحرمة شرعاً بمفهوم الشريعة, ومصير السائحات اللائي يجبن شوارع اليمن غير محتشمات ؟

السؤال الثالث عشر : هل ممارسة الشعائر الدينية شرط أساسي لتولي المناصب السياسية المهمة في دولتكم, بحروف أسهل هل يمكن أن يصبح احد وزراء او وكلاء دولتكم ممن عُرف عنهم أنهم لا يصلون ولكن مشهود لهم بالكفاءة العلمية والإدارية ؟

السؤال الرابع عشر: هل ستطبقون قانون العقوبات "الحدود" في دولتكم حسب مفهوم الشريعة الدينية وذلك بقطع يد السارق في الساحات العامة ورجم الزاني المحصن حتى الموت في التحرير او أي منطقة عامة حتى تكون رادعة للجميع ,وهل ستجلدون الزاني غير المحصن وتعزرون شارب الخمر في الميادين العامة , وهل سيتم إستتابة المرتد عن الإسلام ثلاثة أيام والا يتم قتله , أم أنكم ستقبلون بقانون العقوبات المدني الوضعي؟

السؤال الخامس عشر : هل ستوافقون على تحديد النسل فيما اذا احتاجت البلاد لذلك ؟

السؤال السادس عشر : ماذا سيكون مصير التعددية الحزبية بين اقصى اليمين واقصى اليسار في دولتكم, مثلا ما هو مصير الداعين للعلمانية الشاملة والجزئية والليبرالية والقومية في دولتكم وهل سيسمح لهم بممارسة أنشطتهم في المجتمع اليمني بحرية وهل بالإمكان أن تعطوا بعض المؤهلين منهم مناصب قيادية في دولتكم ؟

السؤال السابع عشر : ما هو مصير الإعلام والتلفزيون المحلي والفضائي اليمني , هل سيتم منع بث ما ترونه حسب شريعتكم محرم , وما هي برامجكم البديلة إن تم التغيير ؟

السؤال الثامن عشر : حرية الصحافة الناقدة حتى لأهل الحل والعقد ما هو مصيرها ومصير الصحف والصحفيين الذين ينتقدون سياستكم بمن فيها كبار العلماء والفقهاء المستشارون والمشاركون في حكم البلد ؟

السؤال التاسع عشر : هل ستظل وزارة الثقافة تعمل كما هي عليه اليوم بجميع تفاصيلها او سيتم تغييرها بما يتوافق مع شريعتكم , ما هي التعديلات التي ترونها مناسبة لوزارتكم الثقافية الجديدة ؟

السؤال العشرون : هل سيكون الحجاب إجباري على كل مواطنة يمنية مسلمة ,وما هو مصير امرأة يمنية مسلمة خرجت كاشفة شعرها لابسة لبنطلون وتي شرت في الميادين العامة , وهل سيمنع سفر أي امرأة الا بوجود محرم , ومصير المدارس والجامعات والمعاهد والكليات والأنشطة المختلطة حسب مفهومكم للشريعة ؟

ـ ـ ـ ـ
أخيراً .. كلي أمل أن تقعدوا مع أنفسكم وتردوا على إستفساراتنا لكي تخرجوا ولو بعد حين ببرامجكم السياسية بحيث نستطيع إنزال شعاراتكم على أرض الواقع وتنخرطوا في العمل السياسي لكي نستطيع فهم رؤيتكم ونقدها , وأتمنى كذلك أن تخلو إجاباتكم وبرامجكم من الشعارات المطاطية العاطفية الدعوية كــ "الحاكمية الإسلامية " و "القرآن دستورنا" و "الإسلام هو الحل" و "إن الحكم الا لله" لأنها ستزيدنا قناعة بأنكم لا تحملون مشاريع سياسية بل مشاريع دعوية دينية كهنوتية لأنكم تنسون او تتناسون أن الدولة مكونة من مؤسسات بها من التفاصيل المعقدة ما يشيب لها الولدان , مع خالص إحترامي لجميع الرؤى


تنويه
اذا أتفقنا على القانون المدني الوضعي وحكم المجالس المنتخبة لليمن تحت مظلة الأسس الديمقراطية كإطار عام فلا يوجد عندنا أي مانع من تغيير مصطلح العلمانية الى أي مصطلح ترونه مناسباً لمعرفتنا أن مصطلح العلمانية قد حُمل صبغة تكفيرية, فنحن على إستعداد بإستبداله ب "المدنية " او "المواطنة" او حتى "الإسلام الحضاري" وما نسعى له هو المضمون وليس المسمى , ولعل أجمل ما أختم به حروفي هي المقولة والتي تنطبق علينا جميعاً : "إن حبنا لأنفسنا يسلخنا عن ذواتنا ، ويخفف من شدة أخطائنا في نظرنا , ونحن نحيا مع هذه الأخطاء مثلما نحيا مع روائحنا , إننا نكف عن الشعور بها وهي لا تزعج إلا الآخرين , وإذا شئنا أن نرى أخطائنا رؤية صحيحة ، وجب أن نراها في عيون الآخرين"



تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن

كاريكاتير حرام 15و 16


كاريكتير حرام 16
ثلاثة لا تلتقي أجندتهم مع أجندة الدولة اليمنية المدنية الديمقراطية



إضغط على الصورة لتشاهدها بحجمها الطبيعي





كاريكاتير حرام 15
في حالة اليمن : ماذا يعني الثوار بــ الشعب يريد إسقاط النظام



إضغط على الصورة لتشاهدها بحجمها الطبيعي

Saturday, October 1, 2011

الثورة اليمنية وإعادة صياغة علاقة الدين بالسياسة


الثورة اليمنية وإعادة صياغة علاقة الدين بالسياسة
قلم : أسامة إسحاق

الإستبداد السياسي لا يقوم الا بغطاء ديني فهما قرينان لا ينفك أحدهما عن الآخر .. الكواكبي

إستطاع النظام اليمني المستبد مرة أخرى أن يجعل سلاحه الموجه الى صدور معارضيه مقدساً ومأموراً بأمر الله حيث جند الدين وطوع نصوصه من أجل مصالحه السياسية , فعلها بالأمس من خلال تقديس حرب الجنوب وصعدة بإستخراج التصاريح الدينية من بعض منتسبي هيئة علماء اليمن وفعلها اليوم بتقديس إستباحة دماء شباب الحرية والتغيير من خلال جمعية علماء اليمن , فمن سيكون بالغد المضحي من العلماء ومن سيكون المضحى به من المواطنين الأبرياء إن لم تدرك ثورتنا العظيمة في لحظتها الراهنة ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين الدين السماوي المقدس والسياسة الأرضية البشرية

بداية قبل الحديث في صلب الموضوع نستطيع تقريب مفهوم الدولة المدنية في ثلاثة معاني , الدولة المدنية هي المجتمع المتحضر وعكس الدولة البدائية كما أنها عكس الدولة العسكرية التي يحكمها العسكر وهي كذلك عكس الدولة الدينية التي تخضع لسلطة الحكم الألهي المقدس , الدولة المدنية تستند الى الدستور والقانون الوضعي كمرجعية للحكم , والنظام المدني له عدة أشكال فقد تكون مدنية شيوعية او مدنية إشتراكية او مدنية اوتوقراطية "حكم الفرد" ..الخ , ولكن ما ننشده في اليمن ونقصده بالدولة المدنية هو مدنية ديمقراطية

لا يمكن أن تقوم دولة مدنية ديمقراطية والنظام الحاكم فيها قادر على إستدعاء الدين في أي لحظة للدفاع عن صوابية مشاريعه وتقديس تحركاته وإسكات معارضيه , وأتمنى أن لا يخرج علينا أحدهم ليقول أن الدين واضح في أمور السياسة ولا يحتاج الى إعادة صياغة ليدعم نظرته سواء كان مع الهيئة او الجمعية مع الثورة او ضدها , فلو كان واضحاً لما أختلف العلماء بالأمس البعيد والقريب وأختلفوا في يومنا هذا وسيختلفون بالغد , وتذكر أيها المواطن اليمني الثائر أن المعضلة ليست فقط في فتوى اليوم من قبل جمعية علماء اليمن ولكن يجب أن تتذكر أيضاً بأن المفتي بوجوب طاعة ولي الأمر بحرب أبنائنا في الجنوب وصعدة هو نفسه المفتي بوجوب الخروج عن طاعة ولي الأمر اليوم .. والعاقبة لأولي الألباب


لحل تلك المعضلة يجب أن يدرك كل شاب يمني أولاً بأن السياسة مفهوم أشمل وأعم من مفهوم الدولة , ولفهم السياسة لا بد أن نفصل أركانها التي ترتكز عليها : الركن الأول "الدستور" وهو العقد الإجتماعي الأعلى الذي يحدد العلاقة بين المواطن والدولة التي تدير البلاد , الركن الثاني "الدولة" بما تتضمنه من مؤسسات وأجهزة تدير مصالح المواطنين , الركن الثالث "المواطن" والذي يحمل جنسية الوطن ويجب على الدولة أن تحترم حقوقه وحرياته بما لا يتعارض مع الدستور والقانون والصالح العام , الركن الرابع "القانون" والذي يدير وينظم العلاقة بين المواطنين أنفهسم وبين المواطنين والدولة وبتفصيل أكثر من الدستور وفي مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية والتكنولوجية والمالية والإدارية ...الخ. وبناء على ذلك فإن السؤال المطروح بعلاقة الدين بالسياسة يكمن في علاقته بالأركان الأربعة

بالنسبة لعلاقة الدين بالدستور والقانون فلا يوجد أي مانع من أن يحتوي الدستور او القانون اليمني على مقاصد ومبادئ الشريعة الدينية ولكنه في نفس الوقت لا يجب أن نرفع شعار "القرآن دستورنا" فالدستور غير القرآن وهو مجموعة بنود مقننة مأخوذة من مجموعة خبرات قانونية وحضارية وثقافية ودينية تراكمت في المجتمعات والتراث العالمي لتحقق الصالح العام للمجتمع وبشرط أن لا يحمل أي بند صفة القداسة الألهية الغير قابل للتعديل إن إستوجب الأمر ذلك لخدمة المصلحة العامة للمجتمع من خلال الهيئات والمجالس المنتخبة الممثلة للشعب

وبخصوص علاقة الدين بالدولة.. فالدولة يجب أن تكون كيان محايد لا دين لها ولا تنظر الى المواطن بناء على إنتماءه الديني او المذهبي , فالدولة ترتقي بنفسها عن الدخول بخصوصيات المواطنين وتضمن للجميع حرية وحقوق متساوية وتحمي حتى الأقليات بكل تنوعاتها الدينية والمذهبية, ومسألة أن يكون للدولة هوية دينية او مذهبية هو نفس الشيئ عندما يكون لها هوية قبلية او طائفية أو عرقية وهو ضرب للحكم المدني الديمقراطي في مقتل. وإن كانت الحُجة أنها الأغلبية التي حددت تلك الهوية عندها يتحول حكم البلاد من ديمقراطية الأغلبية الى ديكتاتورية الأغلبية

الحكم المدني الديمقراطي لا يرفض أن يكون هناك تيارات او أحزاب سياسية صاحبة مرجعيات ورؤى دينية ومذهبية وعلى سبيل المثال دولة ألمانيا فهناك ينشط على الساحة الألمانية السياسية "الحزب المسيحي الألماني الديمقراطي" وكذلك "حزب الإتحاد الإجتماعي المسيحي بولاية بافاريا" ولكن الدخول في معترك السياسة يشترط أن لا يحتكر أي حزب الدين بأسمه او أن يكون الناطق الرسمي له ولكن يصبح مكون سياسي صاحب رؤية من بين رؤى متعددة للدين وغير الدين وتكون برامجهم السياسية قائمة على مفهوم "برنامج الحزب" وليس "برنامج الله


في الدولة المدنية الديمقراطية يجب على الأحزاب صاحبة المرجعيات والرؤى الدينية والمذهبية أن تفصل بين الخطاب الدعوي للدين وممارسة السياسة , لأن ميدان أفكار السياسة لا يجب ربطها بميدان الأفكار المقدسة الربانية السماوية , السياسة صراع السلطة والمصالح والأفكار التي تحتمل الصواب اليوم والخطأ بالغد , ومسألة إدخال الخطاب الدعوي الديني المقدس الى السياسة منافي للمدنية الديمقراطية كما أنه سيعرض قدسية الدين الى النقد والتشهير من قبل الأحزاب السياسية المتصارعة الأخرى والتي لن يلومها أحد في ذلك لأن الجميع يسعى للسلطة

أخيراً .. الدولة المدنية الديمقراطية لن تهمش علماء الدين ولن ترمي الدين وتشريعاته في البحر ولكنها ستجعل لعلماء الدين مؤسستهم المستقلة التي تمارس نشاطها في مجتمعها بحرية دون تديين السياسة او تسييس الدين , كما أن الدين وتشريعاته يعتبر رافد مهم للدستور والقانون إضافة الى الخبرات القانونية والدستورية والثقافية التراكمية المتنوعة التي تسعى في مجملها لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية لبلد ما ضمن إطار زماني ومكاني معين ويتم تحديد وإقرار ذلك من خلال المجالس والهيئات السياسية المنتخبة الممثلة للشعب والتي ستضع نصب أعينها هدف الصالح العام

تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن


Thursday, August 18, 2011

دكان كتاب الله وسنة رسوله



كاريكاتير حرام

دكان كتاب الله وسنة رسوله


إضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الطبيعي




الرباعي الذي حكم اليمن لعقود




كاريكاتير حرام


الرباعي الذي حكم اليمن لعقود




إضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الطبيعي





هرم الملك صالــــخوفو




كاريكاتير حرا م


هرم الملك صالــــخوفو




أضغط على الصورة لمشاهدتها بصورتها الطبيعية












Saturday, July 30, 2011

الخلافة الإسلافية " قلنا .. فقالوا



الخلافة الإسلافية " قلنا .. فقالوا

قلم : أسامة إسحاق

قلنا اليمن أولاً , فقالوا الدين أولاً .. قلنا الحكم للشعب , فقالوا إن الحكم إلا لله .. قلنا الدستور مرجعيتنا , فقالوا تفاسير القرآن والسنة شريعتنا .. قلنا البرلمان المُنتخب ممثلنا , فقالوا أهل الحل والعقد من العلماء والفقهاء أمرائنا .. قلنا القانون يأمرنا , فقالوا شيخنا قائدنا .. قلنا الوطن غايتنا , فقالوا بل الله غايتنا .. قلنا التنمية رسالتنا , فقالوا الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. قلنا إتحاد عربي رؤيتنا , فقالوا خلافة إسلامية مسعانا .. قلنا المواطنة , فقالوا المشيخة .. قلنا المساواة , فقالوا اللحوم المسمومة .. قلنا عولمة الحياة , فقالوا أسلمة العالم .. قلنا مدنية , فقالوا دينية .. قلنا الإسلام عدالة وسلام , فقالوا الإسلام مصحف وسيف.. قلنا الإسلام دين وأمة , فقالوا الإسلام دين ودولة .. قلنا الإسلام إبداع وعقل , فقالوا الإسلام إتباع ونقل .. قلنا قلم ومحبرة , فقالوا رشاش وقنبلة

قلنا "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" , فقالوا "غير المغضوب عليهم ولا الضآلين" .. قلنا "لا إكراه في الدين" , فقالوا " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق" .. قلنا "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" , فقالوا "من بدل دينه فأقتلوه".. قلنا " لكم دينكم ولي دين" , فقالوا "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدو ان لا إله الا الله ومحمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"

قلنا منهجنا في حوار الأخر "وجادلهم بالتي هي أحسن" , فقالوا إن هي الا إحدى ثلاث الإسلام او الجزية عن يد وهم صاغرون او الحرب الضروس .. قلنا المواطنة المتساوية وعدم تقسيم الناس طبقياً "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" , فقالوا لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى ومشائخنا أتقى الناس

قلنا الله محبة, فقالوا الحب والبغض في الله .. قلنا الدنيا رائعة وجميلة , فقالوا الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.. قلنا كل شيئ في الحياة مباح ما لم يثبت تحريمه , فقالوا كل شيئ في الحياة حرام ما لم يثبت تحليله .. قلنا مليونية حقوق الإنسان , فقالوا مليونية زواج المطفال .. قلنا معاهد تكنولوجيا المعلومات , فقالوا مدارس تحفيظ القرآن .. قلنا لا للفساد المالي والإداري , فقالوا لا للإختلاط .. قلنا محمد هو الصادق الأمين , فقالوا محمد هو الذي تـتفطر قدماه من كثرة الصلاة .. قلنا تحسين حياة أصحاب الدخل المحدود , فقالوا الصبر والإحتساب فيه أجر وثواب

قلنا تعدد اللغات , فقالوا تعدد الزوجات .. قلنا الغريزة الجنسية ليست مبررا للزواج مثنى وثلاث ورباع , فقالوا بل واجب وصون من الإنحراف والشذوذ .. قلنا المودة والألفة بين أفراد المجتمع تؤدي الى عقود الزواج , فقالوا عقود الزواج هي التي تؤدي الى المودة والألفة .. قلنا الفقير يريد الزواج , فقالوا صيام الدهر.. قلنا تخفيض مهور الزواج , فقالوا تخفيض سن الزواج

قلنا فلان مريض وجب ذهابه للطبيب , فقالوا فلان ملبوس بجن وجب ذهابه للشيخ ليقرأ تعاويذه عليه .. قلنا الجن لا تلبس الأنس وإنما هي أمراض نفسية , فقالوا وهل أنتم أعلم من مشائخنا وفقهائنا.. قلنا الطبيب مقدم على الفقيه في هذه الأمور, فقالوا العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء رسل السماء اذا العلماء وكلاء الله


قلنا مات فلان وأنتقل الى رحمة الله , فقالوا بل أنتقل الى القبر وحياة البرزخ حيث تكسير للأضلاع وثعبان أقرع وضمة مرعبة يصرخ الميت من ألمها حتى يسمعها العالم الا الثقلين .. قلنا الله لن يعاقب في القبر الا بعد أن يحاسب يوم القيامة , فقالوا ثكلتكم أمهاتكم فالعقاب اولاً في القبر قبل الحساب يوم الحساب .. قلنا في الأخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت , فقالوا ولكننا سمعنا ورأينا الكثير كالتي يسلخ جلدها لأنها لم تكن تصلي والتي تعلق من شعرها لأنها لم تلبس حجابها والتي تصلب بالخطاطيف من ثديها لانها لم تكن تصوم والتي يُصب القطران في أذنيها لأنها كانت تسمع الأغاني والتي تقلب في النيران الحمراء لأنها لم تمتثل لأوامر علمائها ورثة أنبيائها

قلنا المرأة إنسان , فقالوا ما هي الا عورة وفتنة .. قلنا لا بد أن تظهر المرأة وجهها لكي يكون لها هوية في مجتمعها , فقالوا بل يجب تغطيتها بالسواد من رأسها الى أخمص قدميها .. قلنا النقاب عادة , فقالوا النقاب عبادة والويل ثم الويل لم يقول أنه عادة .. قلنا لا فرق بين من يعري المرأة ومن يغطي المرأة كاملة فهو إختلاف شكلي وليس نوعي وما هي الا ألفاظ مختلفة لمعنى واحد وهي نظرة جنسية للمرأة , فقالوا أن المرأة اذا أقبلت شيطان واذا أدبرت شيطانان .. قلنا شرف المرأة في سلوكها بين أوساط مجتمعها, فقالوا شرف المرأة بين فخذيها .. قلنا لهم لا بد من مساواة الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات , فقالوا بل الرجال قوامون على النساء .. قلنا المرأة نصف المجتمع , فقالوا المرأة ناقصة عقل ودين .. قلنا لا غنى عن عمل المرأة في عالمنا هذا , فقالوا إختلاطها بالرجال منكر وفسوق وعصيان .. قلنا لا يجب أن تلزم المرأة بيتهما ويجب مشاركتها مجتمعها , فقالوا تلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

قلنا لا وجود لأحزاب سياسية إسلامية لأن إسلامنا ليس تصور حزبي معين , فقالوا مارقون ضآلون زنادقة.. قلنا لا وجود لإقتصاد إسلامي لأن إٍسلامنا ليس حكراً على نظرة إقتصادية بعينها , فقالوا تخرجون عن شرع الله أيها الخوارج .. قلنا لا وجود لما تسمونه بالزي الإسلامي لأن هناك تنوع وإختلاف في الأزياء في العالم الإسلامي , فقالوا هو ثوب أبيض قصير للرجل وخيمة سوداء للمرأة ومن خالفه خالف شرع الله في أرضه .. قلنا لا وجود لغناء إسلامي حصري فكل صوت جميل في هذا العالم هو إسلامي , فقالوا لنا الغناء حرام وإنما هناك أناشيد إسلامية متمثلة بالدف والطبل وما غيره الا لهو ومجون وفسوق .. قلنا الإسلام لم ينزل لكي يكون إعجازعلمي ولكن ليكون إعجاز إنساني في المرتبة الأولى , فقالوا من لم يفهم أصول النحو والصرف والبلاغة لا يقبل منه التكلم في منهجية القرآن.. قلنا لهم من لم يفهم في أساسيات السياسة او الإقتصاد او الطب او الفضاء فلا يحق له التكلم في أحدها , فقالوا اذا إجتهد الفقيه وأصاب فله أجران و اذا إجتهد واخطأ فله أجر واحد

قلنا الدين لله والوطن للجميع , فقالوا كفرتم بالذي خلقكم فالدين والوطن لله .. قلنا الإسلام يحرص على إنسانية الإنسان , فقالوا الإسلام أباح لنا الزواج بالطفلة.. قلنا لندعوا الى وحدة المذاهب الإسلامية , فقالوا نحن الفرقة الأحادية الوحيدة الناجية وما غيرنا الا حطب جهنم .. قلنا الإسلام يدعوا للعقلانية , فقالوا الإسلام لا يخالف العقل ولكنه لا يرضى بتحكيمه .. قلنا السببية والمنطق , فقالوا من تمنطق تزندق .. قلنا الكتاب شيخنا , فقالوا من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه.. قلنا هل تؤمنون أن الإسلام تفكير لا تكفير, فقالوا بالتأكيد نؤمن بذلك أيها الكفرة

كم أجدكِ غريبة أيتها الخلافة الإسلافية في وطني , معكوسة أنتِ أم مفصوم شخصية أنا !! , تعتادين ممارسة الرذيلة وتدونينها للشعوب فضيلة , تحللين زواج القاصر ولا تقبلينه على أهلك , تسمحين بزواج المثنى ولا تقبلينه على بناتك , تحرمين الربا وتسترزقين وتتاجرين من خلاله , تحرمين بناء التماثيل وتسجدين كل لحظة الى أصنام السلف , في قاموسكِ الجهاد في سبيل الله أصبح غزو وإعتداء , محبة الله أصبحت بغض فيه , نصرة الله أصبحت إرهاب بين خلقه , إنتحاري متقنبل بين الآمنين أصبح شهيد وفي مرتبة النبيين , شعائر دينية أصبحت قيم إسلامية عليا , تعامل بالألقاب وليس بحسن الخلق , الثقافة الجنسية أصبحت إباحية وإنحلال أخلاقي , الشرف أصبح تناسلي وليس قيمي , المكانة المرموقة تمنح بالتوارث ولا تكتسب بالتعامل , نظافة عجيبة أصبحت ثوب قصير متسخ , قتل امرأة مخطأة هو إحياء لشرف عائلتها ,تكفينها حية بسواد قاتم حماية لها , حبسها في بيتها منتهى الحرية , ضربها من قبل زوجها تكريماً لها , قطرات دم من بين فخذيها مقياس شرفها من عدمه , إرضاع كبير تدين ووقاية من الشذوذ , زواج صغير أسوة نبوية , مفاخذة رضيع شريعة محمدية , جهل تخلف جمود وضياع أصبحت مكنون كتابكِ المعنون بـ الخلافة الإسلامية , فلم تكن خلافة وإنما ملك عضوض ولم تكن إسلامية بل كانت وما زالت إسلافية "سلفية"


تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن

Friday, July 15, 2011

يا ثوار اليمن .. نقض المسلّمات شرط للتغيير


يا ثوار اليمن .. نقض المسلّمات شرط للتغيير
قلم : أسامة إسحاق

أتمنى أن يدرك كل ثائر يمني سواء كان على أرض ميادين الحرية والتغيير او خلف شاشات الحواسيب بأن الثورة لها ثقافة وهي في أساسها تعني التغيير من خلال نقض المسلّمات التي تغلغلت في قاع دماغ الفرد اليمني حتى أصبحت من البديهيات , فإذا كنا قد إعتدنا على مسلّمة النظام السياسي الوحيد والرئيس الأوحد الذي لا بديل عنه فإن الإيمان بضرورة نقض هذه المسلّمة شرط للتغيير السياسي وهذا ما يُعبر عنه الثوار بقوة في يومنا هذا, ولكن في نفس الوقت يجب أن يدرك الثائر اليمني بأهمية الثورة الثقافية والإجتماعية والقيمية والدينية وضرورة نقض بعض المسلّمات المرتبطة بكل متغير كأساس للتغيير الثوري . إن ثورتنا المجيدة أيها الثائر اليمني العظيم يجب أن لا تنحصر ضد الإستبداد السياسي وفقط ولكن يجب أن تتزامن مع ثورة ضد الإستبداد الثقافي والإجتماعي والقيمي والديني


ثورة شبابية شعبية سياسية : تغيير نظام الحكم السياسي الإستبدادي وبناء النظام الديمقراطي المدني الحديث


ثورة شبابية شعبية ثقافية : تغيير ثقافة التبعية العمياء والشعوذة والدجل والخمول والتقليد وبناء ثقافة العلم والنقد والحداثة , وتغيير ثقافة "الرضى بالقليل" و"أمشي جنب الحيط" و"القناعة كنز لا يفنى" و"بين أخوتك مخطأ ولا وحدك مصيب" و "أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" و"جنان يخارجك ولا عقل يحنبك" و"قطع العادة عداوة" وبناء ثقافة العمل والإبداع والتخطيط


ثورة شبابية شعبية إجتماعية : تغيير مفاهيم السيد والقاضي والقبيلي والمزين والدوشان بكل ما تحمله من تفاصيل مجتمعية وبناء مفهوم "المواطن اليمني" , وتغيير مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب اللقب والمنطقة والقبيلة والمذهب وبناء مفاهيم التمييز المجتمعي بموجب المؤهل والعلم والعمل


ثورة شبابية شعبية قيمية : تغيير مفاهيم دولة الإستبداد والتي قلبت القيم رأساً على عقب حيث جعلت الوحدة فرقة والسلام قتال وتارك الحق مطيع والفاسد وطني والوطني عميل والوحدوي إنفصالي والثائر خائن والخامل أمين والنفاق ذكاء والغش شطارة والكذب فهلوة والرشوة ضرورة والنزاهة غباء والسلاح وجاهة والقات غاية والغيبة دردشة وكثرة النسل أمان والإبداع إتباع والعقل نقل والفكر كفر والمشكك ملحد والجهل عموم والعلم شذوذ والساكت مرغوب والمُطالب مرهوب والدين لحى والمرأة عورة والتعصب قوة والجهاد إعتداء والشهادة إنتحار والبغض في الله فريضة والشرف غشاء والأخلاق لقب والحداثة إنحلال والنقد سفاهة والنظام أشخاص والدولة زوامل والقانون هجر أثوار والسايلة مشروع قومي , فيجب إعادة بناء تلك المفاهيم القيمية التي شوهت وإغتصبت على مدار عقود مضت والتركيز على بناء قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة


ثورة شبابية شعبية دينية : تغيير مفاهيم رهـبـنـة الديـن وتسـيسه , مفاهيم عبادة التراث والسلف الصالح , مفاهيم تدعوا للقتال ونبذ الآخر وغرس الحقد والكراهية والتكفير والتشهير وفلسفة الفرقة الأحادية الناجية , مفاهيم من تمنطق تزندق واللحوم المسمومة والتطرف ودعاوى التعصب ومعلوم من الدين بالضرورة وتقديس أراء البشر , وبناء مفاهيم المساواة وحرية الرأي والفكر والمعتقد والحث على التعارف والإستماع للآخـر والتحـاور معـه ومـراجعـة الـذات بـ أدوات الحداثة والعقــل والفـكر وغربلة الآراء وتمحيصها والنظر بحداثوية لكل تفـاصيلها والتشديد على أن التراث ملك لنا ولسنا ملك له


أيها الثائر اليمني العظيم ... الثورة هي الطريق للتغيير والتغيير هو السعي للحرية والحرية هي عملية تحرر والتحرر هو إعمال العقل بجرأة لإدراك القيود المعيقة والقيود عبارة عن مسلّمات أعتدنا عليها وسلّمنا بها فيجب إختراقها ونقضها وتغييرها لأنها أساس التخلف والجمود والإستبداد , وكسر تلك القيود من المسلّمات لا يعني فقط كسر مسلّمة النظام السياسي الأوحد والوحيد ولكنها تتعدى ذلك الى إعمال عقلك بجرأة لكسر بعض المسلّمات الثقافية والإجتماعية والقيمية والدينية , فهل أنت قادر أيها الثائر اليمني على تحرير عقلك من الأوهام ونظامك من الإستبداد ودينك من الرهبان وفكرك من التقليد ومجتمعك من الخمول وعاداتك من الإتكال !! ... هل أنت ثائر حقاً تطلب التحرر والعقلانية أم كانت هناك خصومة شخصية ضد الرئيس صالح وإنتهت !!.. أ


ثورة من أجل بناء يمن جديد وليس من أجل رحيل أشخاص وفقط
تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن

Thursday, June 2, 2011

الى الثائر العربي ... من الديكتاتورية الى الديمقراطية

الى ربيع الثورات العربية ... الى الثائر اليمني خاصة والعربي عامة

كيف تستطيع الشعوب القضاء على الديكتاتوريات من خلال تفكيك النظام الديكتاتوري بطرق وإستراتيجيات سلمية وبأقل المعاناة والخسائر وكيفية منع قيام نظام ديكتاتوري جديد؟ ... إستفسارات أجاب عليها كتاب قيم يهم كل شاب يمني وعربي ديمقراطي ثائر ضد الديكتاتوريات

كتاب بعنوان
من الديكتاتورية الى الديمقراطية
... إطار تصوري للتحرر
خلاصة تجارب وخبرات وتعامل مع أنظمة ديكتاتورية ومقاومات ثورية سلمية سعت للديمقراطية في : المانيا , الإتحاد السوفيتي , بنما , بولندا , تشيلي , التبت , بورما, تايلند , نيجيريا , لتوانيا , لا تفيا , تشيكوسلوفاكيا , النرويج , السلفادور , غواتيمالا , الفلبين ...الخ

الكاتب: جين شارب .. معهد: إلبرت إينشتاين .. ترجمة: خالد دار عمر
ترجمت مؤلفات الدكتور شارب الى أكثر من ثلاثين لغة


محتويات الكتاب
الفصل الأول مواجهة الدكتاتورية بأسلوب واقعي : مواجهة الحقيقة الصعبة
الفصل الثاني مخاطر المفاوضات : مزايا ومحددات المفاوضات
الفصل الثالث من أين تأتي السلطة ؟ : المصادر الضرورية للسلطة السياسية ومراكز قوة الديمقراطية
الفصل الرابع للدكتاتوريات نقاط ضعف : تحديد نقطة الضعف القاتلة ومهاجمتها
الفصل الخامس ممارسة السلطة : أليات وعمل النضال اللاعنيف وتغيير موازين القوى
الفصل السادس الحاجة الى التخطيط الإستراتيجي : التخطيط الواقعي ومعوقات التخطيط
الفصل السابع أساليب التخطيط
الفصل الثامن ممارسة التحدي السياسي
الفصل التاسع تفكيك النظام الديكتاتوري : تصعيد الحرية ومعالجة النصر بطرق مسئولة
الفصل العاشر أسس ثبات الديمقراطية : خطر نشوء ديكتاتورية جديدة ومنع الإنقلابات وكتابة الدستور الجديد
ملحق
أساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي
أساليب اللاتعاون
اللاتعاون الإجتماعي
اللاتعاون الإقتصادي
اللاتعاون السياسي
أساليب التدخل اللاعنيف

على الثائر اليمني والعربي الإستراتيجي أن يقرأ ويتأمل حروف هذا الكتاب لكي يجيب على هذه الإسئلة الأساسية


ما هي العوائق الرئيسية لتحقيق الحرية ؟
ــ ما هي العوامل التي تسهل تحقيق الحرية ؟
ــ ما هي نقاط القوة الرئيسية لنظام الحكم الديكتاتوري؟
ــ ما هي نقاط الضعف المختلفة لنظام الحكم الديكتاتوري؟
ــ الى أي درجة تكون مصادر قوة نظام الحكم الديكتاتوري عرضة للتأثير ؟
ــ ما هي نقاط القوة التي تتمتع بها القوى الديمقراطية والمواطنون بشكل عام؟
ــ ما هي نقاط القوة الديمقراطية وكيف نستطيع تبنيها ؟
ــ ما هي نقاط ضعف القوى الديمقراطية وكيف نستطيع معالجتها ؟
ـــ ما هو موقف الأطراف الأخرى التي لها دور غير مباشر في الصراع ولكنها ساعدت أو قد تقدم العون لنظام الحكم الديكتاتوي او للحركة الديمقراطية وكيف؟

وعلى الثائر اليمني والعربي الإستراتيجي مراعاة الأسئلة التالية عند أختيار أساليب النضال
ــ هل نوع النضال الذي يقع عليه الإختيار ضمن قدرات الحركة الديمقراطية ؟
ــ هل تقوم التقنية المختارة بإستغلال نقاط القوة التي يتمتيع بها الشعب المحكوم؟
ــ هل تستهدف هذه التقنية نقاط ضعف الحكم الديكتاتوري أم تستهدف نقاط قوته؟
ــ هل تساعد هذه الإساليب الديمقراطيين كي يصبحوا أكثر إعتماداً على أنفسهم أم هل يحتاجوا الى الإعتماد على أطرف أخرى أو دعم خارجي؟


مقولات ولمحات من الكتاب ... ولا ننسى أن هذه الحروف خلاصة تجارب ودراسات علمية

خيار إستخدام العنف مهما كانت حسناته يعكس بوضح أمراً واحداً وهو أن اللجوء الى وضع الثقة في أساليب العنف إنما يعني إستخدام أسلوب للنضال يتميز الطغاة دائماً بالتفوق فيه

حتى إذا حققت حرب العصابات نجاحاً فإن لها أثرا على المدى البعيد فهي تحول النظام الديكتاتوري الحالي الى نظاماً أكثر دكتاتورية وعند نجاح مقاتلي حرب العصابات وتوليتهم السلطة فإنهم يخلقون نظام حكم أكثر ديكتاتورية من النظام السابق الذي حاربوا ضده بسبب تأثير مركزية القوات العسكرية الممتدة وبسبب ضعف او دمار مجموعات ومؤسسات المجتمع المستقلة التي هي بمثابة العناصر الحيوية في إنشاء مجتمع ديمقراطي دائم

بعض النقاظ المتعلقة في الإعتماد على التدخل الأجنبي والتي تتطلب التركيز
ــ تتحمل الدول الأجنبية أو حتى تساعد أنظمة الحكم الديكتاتورية من أجل الحفاظ على مصالحها الإقتصادية والسياسية
ــ الدول الأجنبية مستعدة لبيع الشعوب المضطهدة بدلاً من الحفاظ على وعودها لها بالمساندة والتحرر مقابل هدف أخر
ــ تتخذ الدول الأجنبية خطوات ضد الأنظمة الديكتاتورية فقط من أجل الحصول على مكاسب إقتصادية وسياسية وسيطرة
عسكرية على البلاد
ــ قد تتحرك الدول الأجنبية لمساندة المقاومة الداخلية عندما تكون الأخيرة قد بدأت بهز النظام الديكتاتوري وحولت تركيز العالم الى طبيعته الهمجية

الضغوطات الدولية مثل فرض مقاطعة إقتصادية دولية او فرض حصار إقتصادي أو قطع العلاقات الدبلوماسية او الطرد من المنظمات الدولية او الإستنكار من قبل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعود بالفائدة على الشعوب المضطهدة ولكن فقط عندما يكون لديها حركة مقاومة داخلية قوية لأن بغياب مثل هذه الحركة لن يكون هناك ردود فعل دولية

اذا أردنا أن نسقط نظام حكم ديكتاتوري بفعالية وبأقل التكاليف فعلينا أن نقوم بالمهام الأربع التالية
ــ تعزيز الشعوب المضطهدة في تصميمها وعزيمتها وثقتها بنفسها ومهارات المقاومة
ــ تعزيز جماعات ومؤسسات الشعوب المضطهدة الإجتماعية المستقلة
ــ خلق قوة مقاومة داخلية قوية
ــ وضع خطة تحرر إستراتيجية حكيمة وكبيرة وتنفيذها بمهارة
في نهاية الأمر نجد أن التحرر من الأنظمة الديكتاتورية يعتمد أساساً على قدرة الشعوب على تحرير أنفسها بأيديها

المفاوضات لا تعتبر إسلوباً واقعياً للإطاحة بأنظمة الحكم الديكتاتوري القوية بغياب معارضة ديمقراطية قوية

عندما يكون نظام الحكم الديكتاوري قوياً ولكن يعاني من وجود مقاومة تقلق مضاجعة فإنه يود عرض التفاوض على المعارضة لكي يجرها نحو الإستسلام تحت شعار صنع السلام وقد تظهر الدعوة الى المفاوضات بمظهر جذاب ولكن هناك مخاطر جمعة تحيط بها

على الحركات الديمقراطية الثائرة أن تدرك أن الحكام الديكتاتوريون ينصبون مصائدهم في قلب العملية التفاوضية وعندما تكون الدعوة الى مفاوضات في وقت تكون قضايا الحريات السياسية على المحك فقد تكون الدعوة محاولة من الحكام الديكتاتوريين لجر الحركات الديمقراطية نحو الإستسلام بطريقة سلمية بينما يستمر العنف لديهم

علينا أن لا ننسى أنه مهما كانت الوعود التي يقدمها الحكام الديكتاتوريين في التسوية السلمية فإنها تصب في إتجاه تأمين خنوع خصومهم من الحركات الديمقراطية وفي النهاية تجدهم حقيرين لدرجة أنهم ينتهكون الإتفاقيات التي وقعوا عليها

إذا وافقت الحركات الديمقراطية على وقف المقاومة من أجل التخلص المؤقت من القمع والإضطهاد فسينتهي بهم المطاف الى الشعور بخيبة أمل , فقلما يقلل التوقف عن المقاومة من حجم الإضطهاد حيث أنه عند زوال الضغوطات الداخلية والدولية عن الحكام الديكتاتوريين تجهدهم يمارسون قمعاً وعنفاً أكثر وحشية من ذي قبل

المقاومة لا المفاوضات هي الضرورية للتغيير في النزاعات حيث تكون القضايا الأساسية على المحك وعلى المقاومة في جميع الحالات تقريباً أن تستمر حتى تزيل الحكام الديكتاوريين من السلطة




السلام الذي يطرحه الحكام الديكتاتوريون لا يعني أكثر من سلام السجون او القبور



الحكام الديكتاتوريون بحاجة الى مساعدة الشعب الذي يحكمونه حيث أنه من دون هذه المساعدة لا يستطيعون تأمين والحفاظ على مصادر القوة السياسية , وتشمل مصادر القوة السياسية على مايلي
ــ السلطة : إيمان الناس بشرعية النظام وأن طاعته واجب أخلاقي
ــ الموارد البشرية : عدد وأهمية الأشخاص والجماعات التي تطيع وتتعاون أو تقدم العون للحكام
ــ المهارات والمعرفة : يحتاجها النظام لأداء أعمال محددة ويوفرها الأشخاص والجماعات المتعاونون
ــ العوامل غير الملموسة : وهي العوامل النفسية والفكرية التي تحث الناس على طاعة ومساعدة الحكام
ــ المصادر المادية : وهي درجة سيطرة أو تحكم الحكام بالممتلكات والمصادر الطبيعية والمصادر المالية والنظام الإقتصادي ووسائل الإتصال والمواصلات
ــ العقوبات : وتشمل العقوبات المطبقة على أو التي يهدد بإستخدامها في حالة العصيات او اللاتعاون لضمان الخضوع والتعاون اللازمين لبقاء النظام وقدرته على تنفيذ سياساته
{ويجب على الثائرين من خلال خطتهم الإستراتيجية ضرب النظام الديكتاتوري في هذه العوامل بقوة}

حجب مصادر القوة يؤدي الى شلل وعجز لدى النظام الحاكم والى تفكيكه في أقصى الحالات وبالتالي تموت قوة الحكام الديكتاتوريين من الجوع السياسي

تكون القوة الإستبدادية قوية فقط في حالة عدم الحاجة الى إستخدام تلك القوة بكثرة , أما إذا إحتاجت الى إستخدام قوتها ضد جميع المواطنيين بكثرة فإن إمكانية إستمرار تلك القوة تصبح ضعيفة

الذي يعادية جميع العامة لن يستطيع توفير الأمن لنفسه وكلما زادت قسوته كلما ضعف نظام حكمه

اذا إستطاع الحاكم الديكتاتور في السيطرة او التدمير للمؤسسات المجتمع المدني المستقلة عن التأثير الحكومي من نقابات وجمعيات وإتحادات ونوادي ومنظمات وحركات وجميعات فعلى المقاومة أن تخلق جماعات ومؤسسات إجتماعية وسياسية وثقافية مستقلة جديدة

الخيار العسكري وإستخدام الإسلحة ضد الإنظمة الديكتاتورية لا يؤثر في مواطن ضعف هذه الأنظمة وإنما يبرر لها إستخدام قوتها العاتية ويضع حركات المقاومة في موقف ضعف لا تحسد عليه لأن الأنظمة الديكتاتورية غالباً ما تتمتع بالتوفق العسكري وتجر أليه

وقعت بعض المقاومات في خطأ في الإعتماد على طريقة او طريقتين في ثورتهم مثل الإضرابات والمظاهرات الإحتجاجية وفي الواقع هناك العديد من الإساليب التي تتيح لإستراتيجي المقاومة أن يركزوا المقاومة او يوزعوها حسب الضرورة

هناك حوالي مائتي أسلوب محدد للعمل اللاعنيف التي من المؤكد أنها تحقق نتائج أفضل , وقد تم تبويب هذه الإساليب تحت ثلاث فئات شاملة وهي : الإحتجاج والإقناع , اللاتعاون , والتدخل . تتكون أساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي بشكل كبير من مظاهرات رمزية تشمل على الإستعراضات والمسيرات والإعتكاف حيث يبلغ مجموعها أربع وخمسون أسلوباً , وينقسم اللاتعاون الى ثلاث فئات صغرى وهي اللاتعاون الإجتماعي واللاتعاون الإقتصادي واللاتعاون السياسي . أما أساليب التدخل اللاعنيف من خلال الإساليب النفسية والجسدية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية مثل الصيام والإحتلال اللاعنيف والحكومة الموازية. هناك أساليب يبلغ مجموعها مائة وثمان وتسعون إسلوباً موجودة في ملحق هذا الكتاب

علينا أن نتذكر أن هدف الإستراتيجية الرئيسية للثائرين في مواجهة أنظمة الحكم الديكتاورية لا يتوقف ببساطة عند القضاء على الديكتاتورية ولكن يستمر حتى يتم وضع نظام ديمقراطي ويجعل من نشوء ديكتاتورية جديدة أمراً مستحيلاً

على مخططي الإستراتيجية الرئيسية الإعداد مقدماً لطرق إختتام النضال الناجح الممكنة والمفضلة من أجل منع ظهور ديكتاتورية جديدة ولضمان الإنشاء التدريجي لنظام ديمقراطي قوي

لا يجب أن يعتقد أحد أن مجتمعا مثالياً سيظهر فور سقوط نظام الحكم الديكتاوري , فسقوط الحكم الديكتاوري هو بمثابة نقطة البدء للمجتمع الجديد والتي تحتاج الى جهود طويلة الأمد لتطوير المجتمع وتلبية حاجاته الإنسانية بشكل أفضل. ستستمر بعض المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية الخطيرة لسنوات مما يتطلب تعاون الكثير من الناس والجماعات لإيجاد حل لها. فعلى النظام السياسي الجديد أن يوفر فرص أمام الناس رغم إختلاف آرائهم لكي يكملوا العمل البناء والتطوير السياسي لمعالجة المشاكل في المستقبل



تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن
تحميل الكتاب من الرابط
هنـــــــــــا

Saturday, May 14, 2011

كلمة حق عند شاب حائر


ك كلمة حق عند شاب حائر
ق قلم : أسامة إسحاق

مقال يسعى للإجابة عن سؤال : هل ما يجري حالياً في اليمن ثورة شعبية أم إعتصام فئوي !؟


خلال متابعتي بعض من حوارات وكتابات شباب اليمن في الفيسبوك والمنتديات والقروبات الإيميلية والمواقع الإلكترونية إتضح لي أنهم ينقسمون في هذه المرحلة التاريخية من حياة اليمن الى ثلاثة أقسام : الأول يرى بإسقاط النظام ورحيله دون شرط او قيد وهم بإعتقادي الشريحة الأكبر , الثاني يرى الأن بتغيير النظام ولكن بنظام حسب قولهم , الثالث يرى بإستمرار النظام الى نهاية الفترة الممنوحة له عام 2013 ثم يتم التغيير من خلال الصناديق.

لكي نضع النقاط على الحروف , القسم الأول يرى التجمعات البشرية في مختلف محافظات الجمهورية بأنها ثورة شعبية حقيقية ولا منطق الا منطق الثورة , والقسم الثاني يرى فيها إعتصام مطلبي شرعي منظم , والقسم الثالث يرى أنها فوضى ومبعث للفتنة , وهنا يجدر بالشباب اليمني أن يفرق بين الإعتصام والثورة , ويفرق كذلك بين الحوار والتفاوض حتى تتضح الصورة أكثر

الحوار يتم بين فئتين يعترف كلاً منهما بالأخر والتفاوض يتم بين فئتين ليس شرطاً أن يعترف كلاً منهما بالأخر ... الحوار على شيئ يبدأ برفع سقف المطالب ثم يقدم كل طرف تنازلات للوصول الى حل وسطي يرضي الطرفين والتفاوض يتم بين طرف قوي وطرف ضعيف ويحاول الطرف الأضعف دائماً الخروج بأقل الضرر من التفاوض وغالباً دون أي مكاسب

وهنا نضع بعض النقاط لنفرق بين الإعتصام والثورة ونعمل في نفس الوقت إسقاط النقاط على واقع اليمن ونسأل : هل ما يحدث اليوم على الساحة اليمنية إعتصام أم ثورة !؟

أولاً : الإعتصام يتم من خلال شريحة معينة من المجتمع , الثورة تتم من خلال غالبية شرائح المجتمع
المتابع لما يجري حالياً على الساحة اليمنية يكاد يجزم أن الشعب اليمني بغالبية شرائحه أصبح صاحب المطالبة بإسقاط النظام ومنهم : المتحزبين والمستقلين , العسكريين والمدنيين , المتعلمين والأميين , الموظفين والعاطلين , الأغنياء والفقراء , المشائخ والعلماء والفقهاء والدعاة , المؤتمريين والإشتراكيين والإصلاحيين والناصريين والبعثيين , الهاشميين والقضاة والقبائل , الشماليين والجنوبيين والشرقيين والغربيين , الليبراليين والقوميين والإخوانيين والإشتراكيين , الشوافع والزيود , الصيادلة والأطباء والمهندسين والكُتاب والأدباء والفنانين والشعراء والمذيعين , سكان المدن والقرى والجبال والسهول والوديان والصحاري , الأطفال والشيوخ والنساء والرجال , أصحاب اللحى والأثواب والجنزات , رافعي صور جيفارا وجار الله عمر وعمر المختار واحمد ياسين والحمدي..... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


ثانياً : المعتصمون عددهم محدود ويتفقون على مكان وزمان محدد لإيصال أصواتهم , الثوار يتزايد عددهم مع الوقت وتزيد رقعة أنتشارهم طولاً وعرضاً في كل أنحاء البلاد
لا يختلف إثنان على أن أعداد المطالبين بإسقاط النظام يتزايد ورقعة مؤيديهم من الأغلبية الصامتة تزداد كل يوم ويخرجون بدون وقت محدد ليلاً ونهاراً وفي كل مكان ممكن , يجوبون الشوارع والحارات والطرقات سلمياً ويبيتون في الميادين في أيام الأجازات وأيام الدوام الرسمي , ولم يخرجوا من حارة او منقطة او مدينة واحدة ولكنهم هبوا من مختلف محافظات الجمهورية صنعاء وعدن وتعز وشبوة وإب ولحج وحضرموت والحديدة وأبين والبيضاء والضالع وذمار ..الخ ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


ثالثاً : نادراً ما يترك الإعتصام الحقوقي خلفه ضحايا او جرحى , ودائماً ما تسفك الدماء بين صفوف الثوار
لا يكاد يخفى على أحد بأن الأحداث الجارية في اليمن أدت الى وقوع العشرات من القتلى من الشعب المطالب بإسقاط النظام وكذلك الجرحى الذين تعج بهم مستشفيات الجمهورية برغم سلميتها ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


رابعاً : المعتصمون يعترفون بالنظام الحاكم ويطالبون بتـنفيذ مطالبهم من خلاله ومن خلال الدخول في حوار معه , الثوار لا يعترفون بالنظام الحاكم ويطالبون بإسقاطه ورحيله من خلال تفاوض إن أراد النظام الرحيل سلمياً
المتابع للأحداث في اليمن يدرك بأن الشعب الذي خرج في مختلف محافظات الجمهورية أتفقوا على مطلب وشعار واحد هو رحيل وإسقاط النظام , بمعنى أنهم لا يعترفون بالنظام الحاكم ولا يريدون الدخول في حوار أو قبول مبادرات مع من سفك دمائهم ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


خامساً : المعتصمون لهم قيادة تمثلهم وتتكلم بأسمهم وتستطيع فك إعتصامهم , الثوار لا قيادة لهم ولا ممثلين عنهم ولا يستطيع أي طرف ثنيهم عن تحقيق هدف ثورتهم الا بإبادتهم وسحقهم
لا يخفى على أحد أنه في المرحلة الراهنة في اليمن لا يستطيع أي حزب يمني او أي فئة او أي شخص أن يتجرأ ويعلن بأنه ممثل للشعب الثائر المنتشر في مختلف محافظات الجمهورية المطالب برحيل وإسقاط النظام , ولا يستطيع كائن من كان أن يردهم الى بيوتهم دون تحقيق مطلبهم ... النتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


سادساً : الإعتصام نهايته حوار ومبادرات بين الطرفين , الثورة نهايتها تفاوض إن أراد النظام الحاكم تسليم السلطة سلمياً واذا بدأ النظام بإبادت وسحق الثوار بطريقة هستيرية عندها أنتزعت السلطة منه بالقوة
اذا أستطاع النظام الحاكم جر الشعب بمختلف فئاته الى حوار فمعنى ذلك بأن الحدث كان مجرد إعتصام , وإن لم يستطع النظام الحاكم إقناع الشعب الثائر بالحوار والمبادرات والتنازلات وهو الحاصل الأن فالنتيجة : إنها ثورة يا عزيزي


سابعاُ : المعتصمون غالباً ما يكون مطلبهم نخبوي خاص بشريحة معينة كإعتصام المعلمين لرفع رواتبهم وإعتصام الصحفييين لمزيد من الحرية الصحفية ...الخ , مطلب الثورة والثوار دائماً هو إسقاط النظام وتغييره
الملاحظ أن الشعب اليمني بجميع شرائحة الثائرة قد أجمعوا على شعار واحد : الشعب يريد إسقاط النظام , النتيجة : أنها ثورة يا عزيزي


من هذا المنطلق , أرى أن ما يجري حالياً في اليمن ثورة شعبية سلمية تاريخية مثالية بكل المقاييس , وبما أنها كذلك ومقارنة بثورات على مر التاريخ فهل تتخيلوا بأن الشعب الفرنسي عندما قام بثورته ضد لويس السادس عشر ونظام حكمه بأن النتيجة كانت ستكون حوار بين الثوار الفرنسيين والنظام الحاكم والخروج بمبادرة من قبل النظام ويشرف على تنفيذها أيضاً


هل تتخيلوا بأن صناع الثورة البلشفية في روسيا كانوا سيتحاورون مع القيصر ونظام حكمه للخروج بمبادرة قيصرية ويشرف على تنفيذها فخامة القيصر بعينة !! ... هل تتخيلوا بأن ثوار رومانيا كانوا سيدخلون مع شاوشيسكو ونظامه في حوار لإسدال الستار عن حكاية الثورة الرومانية يتم من خلالها قبول مبادرة شاوشيسكوية ثم بكل سذاجة يشرف على تنفيذها النظام بنفسه


هل تتخيلوا لو أن شباب أندونيسيا الثائر لم يخرج لكي يصنع ثورته ولكن خرج لكي يحصل على مبادرة وحوار مع سوهارتو ونظامه ثم يقبلون بمبادرة سوهارتوية ويشرف على تنفذيها من ثاروا ضده !! , هل تتخيلوا لو أن الشعب التونسي الثائر رضي بأي من مبادرات زين العابدين أو حتى الحوار معه !! , هل تتخيلوا وضع مصر وثوارها الأحرار لو حُلت الأمور بالحوار الذي دعى له حسني مبارك او القبول بأي من تنازلاته ومبادراته التي نادى بها دون إسقاط ورحيل نظامه كلياً

هذا هو منطق الثورات إختلاف في حيثياتها وثقافتها وجغرافيتها ولكن في النهاية لا بد لكي تستقر البلاد من إسقاط نظام ووضع نظام جديد والا حلت الكارثة بإستفراد النظام الحاكم لاحقاً بمن ثاروا ضده , يا شباب اليمن إنها ثورة حقيقية يمنية ستصبح نبراس للأجيال القادمة وخط أمان ضد كل من يفكر بطريق الإستبداد مستقبلاً فلا حوار ولا مبادرات الغرض منها شق الصفوف وكسب الوقت والتمسك بالسلطة

والى دعاة الخوف من (ماذا بعد!؟) نقول لهم لو أن الشعب الفرنسي أثناء ثورته أشغل هاجس ثواره بفلسفة (ماذا بعد!؟) وتخوف من حدوث إنقسامات وحروب أهلية لما أستطعنا اليوم أن نرسل مقالنا هذا عبر الإيميل , لو أن الشعب المصري فكر بمليون وربع من الأمن والشرطة التابعين للنظام الحاكم وبفلسفة (ماذا بعد!؟) وملايين المنتسبين للحزب الوطني لما قام بثورته , لو بدء الشعب اليمني يفكر من الأن (ماذا بعد!؟) وبدء يفكر بأن اليمن ستتقسم وستدخل في حروب أهلية وهلم جرة فإن ثورته قد تتلاشى فنصف ثورة يعني موت كامل وهلاك البلاد والعباد.

يا شباب اليمن الحر الثائر , الثورة في وقتها الراهن لا تريد مثبطين مخوفين وسطيين معتزلين وإنما تريد محفزين مشجعين مقررين مشاركين , الثورة تحتاج ثوار وليس زوار , الثورة لا تفكر بعقلانية والثوار لا يفكرون بمنطقية فهي ليست حفلة او مباراة كرة قدم او بحث أكاديمي والسبب بسيط : إنها ثورة يا عزيزي

يا شباب اليمن الحر الثائر والمنتشر في الميادين والساحات وخلف شاشات الحواسيب في الفيسبوك والمنتديات والقروبات الإيميلية والمواقع الإلكترونية , لا تختزلوا ثورة شعبية حقيقية سيخلدها التاريخ رمزاً يمنياً شامخاً في إعتصام مطلبي حقوقي , لا ترضوا بحوار او مبادرة من النظام الذي خرجتم ثائرين ضده , لا تقايضوا دماء شبابنا التي سفكت في ميادين الحرية بمبادرة او حوار , لا ترضوا بغير رحيل النظام

يا شباب اليمن الحر الثائر , هل يعقل أن يقبل الشعب الثائر مبادرة من قبل النظام الذي خرج ثائراً ضده !؟ , هل يعقل أن يثق الثوار بتحقيق مطالبهم من خلال مبادرة قدمها وسينفذها من خرج الثوار ثائرين ضده !؟ , وهل يعقل بعد أن تخضبت ميادين الحرية والتغيير بدماء شبابنا الحر بأن يكون نتيجتها مبادرة من نقاط وضعها وسينفذها من إستباح دمائنا !؟ ... إنها ثورة حتى النصر ولا مكان للمنادين بأنصاف الحلول... الشعب قرر بإسقاط النظام ولن يعود....إرحــــــــــــــــــــــــــــل

درسنا في الإبتدائية أن الماء ليس له طعم ولا لون ولا رائحة , أما في ميادين التغيير والثورة فكل شيئ له طعم ولون ورائحة سماوية ... نعم إنها الحياة عندما تصبح الحرية عنواناً أساسياً لكل فصولها .....إرحـــــــــــــــــــــــــــل.


Tuesday, May 10, 2011

ماذا يعني إنتمائي لثورة التغيير والحرية ؟

ماذا يعني إنتمائي لثورة التغيير والحرية ؟

قلم : أسامة إسحاق


أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... بحق وجود الأخر والسماع لرأيه مهما كان مخالفاً لوجهة نظري , فالإنفصالي يمني والحوثي يمني والقاعدي يمني ومن يطالب بإستمرار النظام يمني ومن يطالب بإسقاط النظام يمني , العلماني يمني والسلفي يمني والقومي يمني والإشتراكي يمني , الموجود في ميدان السبعين يمني والموجودين في جميع ميادين الحرية والتغيير أبناء وطن واحد, وفي نفس الوقت يجب أن أسعى كثائر لكي أدافع عما أؤمن به بالطرق الثورية المشروعة ولا أنسى أن التنوع هو مفرخة الإبداع وأساس الدولة المدنية الحديثة وليس الإقصاء والتخوين وشيطنة الآخر

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن...أن الحضارة لمن أرادها نصفان : نصف روحي وأخر مادي , فالحضارة الروحية هي الثقافة "والثقافة هي التعليم والفن والسياسة والدين والقيم ..الخ" والحضارة المادية هي التقدم المادي والعمراني والتكنولوجي , ويجب أن أجعل هدف ثورتي السلمية يستهدف الروح والمادة )بناء إنسان وتعمير وطن(, ويجب أن أدرك بأن هدف الثورة السياسي ليس إسقاط "س" وتعيين "ص" ولكن إسقاط نظام الفرد وبناء نظام المؤسسات

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن العدالة من أسمى القيم الإنسانية ومسألة تحقيقها لن يتم الا بقضاء نزيه مستقل في دولة مدنية حرة حديثة , فيجب أن أسعى أولاً لإنجاح الثورة ووضع اللبنات الأولى لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة وهي بدورها ستحقق العدالة وستنصف المظلومين وتعيد الحقوق لأصحابها وتحاكم كل من أجرم في حق هذا الوطن

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن القضية الجنوبية من أعدل القضايا ويجب أن تكون على رأس القضايا التي يجب معالجتها في مرحلة ما بعد الثورة وإن لم تحل قضية الجنوب بما يرضي الجنوبيين فلا معنى للثورة وسنحتاج الى ثورة أخرى نطلق عليها ثورة الجنوب تبدأ بميدان التغيير بصنعاء ولا تنتهي بميدان الحرية في عدن

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أنه لا وجود لثورة ملائكية او ثورة في المدينة الفاضلة لا خطأ فيها او تعثر ولكن أؤمن بثورة إنسانية قد نتعثر فيها ونخطأ ولكن سرعان ما نصلح من أنفسنا وحتماً سننتصر لأننا نؤمن بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية كأساس وقاعدة للوصول الى مآربنا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن... أن لا سلطان بين الثائرين على بعضهم البعض , وأن الثورة تعني توحد في الأهداف بإيدولوجيات مختلفة , فلا مكان للإيدولوجية المتحكمة الواحدة والزعيم الأوحد في صفوف الثورة ولكن يجب أن أفهم وأعيش الديمقراطية والتعددية من الآن حتى لا أتفاجئ بها غدا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المفاهيم والقيم التي خرجت ثائراً ضدها يجب أن لا أمارسها ولا أدافع عنها حتى وإن كان منبعها خيمتي ولا تأخذني العزة بالإثم فــنقد الثورة هو أساس لنجاحها وإصلاح نفسها هو الطريق القويم لتحقيق أهدافها

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن البلطجة سلوك وليست إسم خاص بفئة دون غيرها ولكن كل من تقاضى المال او الجاه او السلطان من أجل القتل او التنكيل او الإقصاء او فرض الرأي بالقوة حتى باللسان او القلم يندرج تحت ذلك السلوك بالامس والأن وغدا

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أنه لا وجود لحاكم أو مسئول او سلطة تحكم بأمر الله ولكن يوجد شعب يختار حكامه البشر والدستور هو العقد الإجتماعي بينهم ويجب أن تخضع السلطة بجميع مكوناتها للرقابة والمحاسبة ولا كبير فوق القانون سواء كان رئيس او مرؤوس , عسكري او مدني , عالم او جاهل, شيخ او مرافق , غني او فقير

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن رؤيتي فيما يخص وطني يجب أن تُحدد بناء على الأفكار والرؤى والبرامج وليس العصبيات والفئويات والأسماء , ويجب أن تكون منهجيتي لإنتخاب المسئولين الممثلين عن هذا الوطن بالسؤال دائماً عما هو برنامجك وليس عما هو إسمك وقريتك ومذهبك, ثم أرى مدى مصداقية تطبيق ذلك البرنامج على أرض الواقع

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال لها دورا لا يقل عن دور الرجل في خضم هذه الثورة النبيلة السلمية ولذا لا بد ان تكون جزء لا يتجزء في بناء يمن الغد ورافد أساسي في صنع القرار في اليمن الجديد

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا ليست ضد شخص الرئيس ولكن ضد قيم ونهج الرئيس ولذا هي رسالة مستقبلية الى كل من يفكر في إنتهاج نفس المنهجية سواء كان علي او عبده او سعيد بأنه سيواجه نفس المصير وميادين الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية باقية ومستعدة ومرحبة لإحتضان عشرات الثورات فهي الضامن الوحيد لبناء دولة الحرية والعدالة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن ثورتنا السلمية قد قدمت أغلى ما يمكن تقديمه وهي أرواح شبابها ولن يكون الخليج او الإتحاد الأوروبي او أمريكا أكثر حرصاً منا على أمن وإستقرار اليمن , فما يحكم الخارج هو المصالح وما يحكمنا كثوار هو حب الوطن ومستقبل أجيالنا القادمة, فلا نقبل بمبادرات تضمن عدم ملاحقة هذا وبقاء سلطان ذاك فهي ثورة قد سطرت أروع المواقف وسقت الأرض بدماء شبابها من أجل بناء دولة العدالة والمساواة وليس من أجل أن تبدأ بتقديم الضمانات بعدم أقامة العدالة ومحاصصة مقاعد الحكومة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن هناك شباب أحرار قد فارقوا الحياة من ميادين الحرية والتغيير من أجل حلم لم يتحقق بعد ويجب أن نكمل المشوار الذي أصبح في مرحلته الأخيرة فإما لحقناهم وإما وصلنا الى شاطئ الحرية وعشنا الحلم الذي إشتركنا به جميعاً حقيقة

أن أكون ثائراً في ثورة التغيير والحرية يعني بأن أؤمن ... أن مسألة بقاء الثوار في الميادين فقط دون تصعيد ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية, ليست سلمية بل سلبية. حان الوقت للبدء بالتحرك المدروس السلمي نحو المؤسسات الحكومية السيادية

أيها الثائر اليمني في ميادين الحرية والتغيير...أجعل لحظاتك الحالية جديرة بالتذكر يوماً ما , فلن تعطي لك الحياة لحظات أقدس وأعظم من هذه اللحظات التي تسطرها بنفسك الأن , أنت اليوم ذو يزن في شموخك , أنت سبأ في عظمتك , أنت الزبيري في ثورتك , أنت الحمدي في قيادتك , أنت فرج بن غانم في نزاهتك , أنت أيوب وعطروش في غناءك , أنت شمسان في صلابتك , أنت مفصل في التاريخ تحمل الوطن بين كفيك لتحدد مصيره , فتذكر أن لحظاتك المعدودة التي تقضيها في النضال اليوم هي أساس لعقود ودهور لأطفالك وأحفادك وأجيال من بعدك والذين لن ينسوا أفضالك عليهم , وكأنني أشاهدهم وأسمعهم اليوم وهم يؤدون تحية العلم في كل شبر على أرض هذا الوطن رافعين رؤوسهم الى السماء قائلين : تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية , تحيا ثورة التغيير والحرية

أخيراً رسالة ثائر يمني الى قادة دول الخليج الأكارم ... دماء شبابنا إستبـيحت وتستباح وستستباح الى أن يسقط النظام وتلك الأرواح الطاهرة التي تسقط يومياً أقدس وأعظم ما نملكه في وطننا فأرجوا أن تسألوا أنفسكم قبل طرح أي مبادرة : لماذا ضحى ويضحي وسيضحي هؤلاء الشباب بأغلى ما يملكون ؟ , وبعد الإجابة عليه يكون لكم كامل الحرية بأختيار شريككم للمستقبل فإما الشعب وإما صالح ونظامه ومسألة مسك العصى من المنتصف لا نعتبرها سوى تمديد لعمر النظام بما يعني قتل مزيد من شبابنا... ونحن نعلم تمام العلم بأن مفهوم " ثورة شعب" تسبب لكم الأرق ولكنها الحقيقة ويجب مواجهتها كما هي وليس بتحويلها الى أزمة بين تكتلين سياسيين عبر مبادراتكم الترقيعية

يا قادة الخليج إن كنتم قد أعتبرتم الوضع الراهن في ليبيا هو ثورة شعب وقدمتم المساندة حتى العسكرية لثوار ليبيا بشكل علني وصريح فإن ثوار اليمن يرفضون الإزدواجية في المعايير , فإما أن تساندونا بأعتبار ثوار اليمن لا يختلفون عن ثوار ليبيا وجزء لا يتجزء من ربيع الثورات العربية وإما أن تكفوا فقط عن حماية ومساندة صالح عبر مبادرات تمدد من عمر نظامه المستبد ... وأتمنى أن تدركوا واقع اليمن سريعا قبل أن يتجاوزكم الواقع الثوري وقبل أن تخلدوا في ذاكرة الشعب بعد نجاح ثورته الحتمية بحليف الرئيس المخلوع , فتاريخ الثورة الشعبية اليمنية السلمية النبيلة سيُكتب وسيُدرس بتفاصيله للأجيال القادمة فضعوا أنفسكم في الفصل الذي تفضلونه في كتاب الثورة : إما فصل أعداء الثورة ومساندي الرئيس المخلوع وإما فصل أصدقاء الثورة ومساندي ثوار الشعب المنصور ... والسلام مسك الختام


تحيا الثورة , المجد للثوار , العزة لليمن









Tuesday, March 8, 2011

لماذا الشعب يريد إسقاط النظام!؟


لماذا الشعب يريد إسقاط النظام!؟
أسامة إسحاق

صنمية الدولة , فالدولة هي الرئيس والرئيس هو الدولة.
رئيس عسكري لا يحمل شهادة جامعية.
الدين أصبح عمائم والدولة زوامل والقانون هجر أثوار.
الثروات تستنزف بلا مردود يذكر للشعب.
المياه تنضب بشكل جنوني وتذهب هدراً لسقي شجرة القات المخدرة الشعب.
أراضي تتصحر ومنها ما ينهب.
إنسان يسجن وطاقات بشرية هائلة مهمشة.
النمو السكاني منفلت.
إرتفاع جنوني لمعدلات البطالة.
- غياب العدالة الإجتماعية والمواطنة المتساوية.
إنخفاض دخل الفرد.
- تدهور الصحة
وظهور أمراض أنقرضت من العالم أجمع.
إرتفاع الإسعار.
تدهور قيمة العملة.
إقتصاد بلا خطط بعيدة المدى.
دستور غائب وغير مفعل.
ـــــ 83% من السكان يكابدون ظروف الحياة المعيشية الصعبة بينما يحصل 17 % على الثروة ونعيمها.
ـــ 82.6% من الأسر اليمنية لا تغطي نفقاتها الشهرية.
ـــ 41.8% ليسوا فقراء فقط ولكن يعيشون تحت خط الفقر.
ـــ 46.6% من الأسر يعيشون على أقل من دولارين في اليوم وهو مستوى خط الفقر الدولي.
ــ الأمية في الالفية الثالثة وعصر تكنولوجيا المعلومات والخارطة الجينية وغزو الفضاء اكبر من 42 في المائة
تغريب مئات الأطفال الأبرياء في عمر الزهور الى دول الجوار للعمل كـ شحاتين ومنهم من يحرق او يموت على الحدود.
المؤسسات
العسكرية والأمنية جميعها مورثة لإسرة وأقارب الرئيس.
إغتيال مفهوم ومعنى الوحدة في قلوب من كانوا يحلمون بها.
السماح بهدر دماء المواطنين وإنتهاك سيادة اليمن وفتح الأجواء لصواريخ العم سام لتنزل على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ بعلم النظام مسبقاً.
إغتيال مفهوم الشراكة الوطنية وتهميش القوى الوطنية خاصة الجنوبية صاحبة الشراكة.
ستة حروب في محافظة صعدة دون أي محاسبة تذكر وقد أكلت الأخضر واليابس من أبناء المحافظة وأفراد القوات المسلحة.
تبني الدولة قوانين القبيلة لحل معضلاتها مع القبائل بدلاً عن تأصيل قوانين الدولة المدنية الديمقراطية.
مواطن بلا قيمة , الرئيس يعتذر لأمريكا على خطاب إعلامي بعد أقل من 24 ساعة ولا يعتذر للشعب على مجزرة المعجلة وقتل مواطني ردفان وإزهاق أرواح أبناء صعدة وهدر دم أبناء القوات المسلحة.
نظام طبقي
حتى عند ممارسة العنف فيستهدف أبناءنا في المحافظات الجنوبية المتظاهرين سلمياً بعنف زائد عن الحاصل في المحافظات الشمالية.

مع أن اليمن دولة تمتلك الكثير مما لا تملكه دول كثيرة في هذا العالم
مواقع استراتيجية وموانئ في قلب العالم.
ثروات سمكية ومرجانية هائله .
ثروة بتروليه وغاز متوقع يدخل عليها قريب الـ 50 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
ثروة سياحية ثقافية بما حباها الله من تاريخ وارث قديم.
سياحه ترفيهيه لجمال الطبيعه وطيب ناسها واهلها.
تملك مساحات زراعيه وجو متنوع ومتعدد تستطيع معه اليمن ان تنتج معظم محصولات العالم الزراعيه.
المال اليمني المغترب المقدر بمليارات الريالات والذي يبحث عن بيئه استثمارية نزيهه.
الثروة البشرية في اليد العامله والعلاقات الاخوية والانساب المتقاربه مع دول الجوار.
كل هذه المميزات واكثر تستطيع معها اليمن ان ترتقي بنفسها وشعبها ...قال مهاتير : ” بدون ثقافة للحاكم تصبح سياسته نوعا من قراءة الطالع وفتح المندل‏ ”
...وينطبق هذا المثل على رئيسنا بالضبط.

لا تسألني بعد ذلك كله لماذا قام الشباب بثورته ورفع صوته عالياً
الشعب يريد إسقاط النظام

إن السادة يدينون لعبيدهم بموقع السيادة، فلو لم يقبلهم العبيد سادة لما سادوا...محمد إقبال

Wednesday, February 23, 2011

من شباب جمهورية الفيسبوك الى رئيس جمهورية اليمن


من شباب جمهورية الفيسبوك الى رئيس جمهورية اليمن
قلم : أسامة إسحاق

فخامة رئيس جمهورية اليمن , نتمنى أن يصلك خطابنا نحن شباب جمهورية الفيسبوك وأنتم في صحة وعافية , وتأكد سيادتك أنه ليس بين جمهوريتينا أي عداء , فنحن لا نعرفك شخصياً ولكننا نشاهد ونسمع ونقرأ لك وعليك , ونتابع أخبارك من خلال وزارتنا الإعلامية (من غير وزير) المتمثلة بالفيسبوك واليوتيوب وتويتر وجوجل وويكبيديا وسكايبي , كما كنا قديماً قبل إلتحاقنا الى جمهوريتنا الجديدة نتابع تحركاتك من خلال وزراة جمهوريتكم الإعلامية في نشرة الأخبار المحلية اليومية الساعة التاسعة مساء.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية الفيسبوك نؤكد بأننا لسنا مع أو ضد أشخاص بعينهم ولكننا نحدد توجهنا أمام الرؤى والأنظمة بما يتوافق أو يتعارض مع هموم وطموحات جيلنا الفيسبوكي , وعندما يصبح أي نظام يتمثل في شخص نصبح بلا أي بديل أخر مع أو ضد ذلك الشخص لأنه أصبح يمثل لنا النظام بعينه , فنرجوا أن يتحمل تشهير ونقد وإنتفاضة بعض شباب جمهوريتنا الفيسبوكية التي لا قيود عليها أو شمع أحمر كما يتقبل مديح ومجاملات ودعم الجزء الآخر.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية اليوتيوب نطمح للتغيير والذي هو أصلاً من طبيعتنا البشرية وليس كرهاً او حقداً كما قد يتراءى للبعض , فقد مللنا الروتين ورؤية تلك الوجوه ذاتها على مدار أكثر من ثلاثة عقود.

فخامة رئيس الجمهورية , شباب جمهوريتنا شاهد على شاشات اليوتيوب ما لم تبثه شاشاتكم المحلية , فقد شاهدنا مثلاً وصول الجمهوري جيمي كارتر لرئاسة أمريكا في عهد رئاسة فخامتكم ورحل وأنتم مستمرون , ثم حل مكانه رونالد ريجان في الحكم ورحل وأنتم متماسكون , ثم شاهدنا وصول بوش الأب للرئاسة وغادر وأنتم متابعون , ثم راقبنا وصول كلينتون الزوج الى رأس هرم السلطة ورحل وأنتم قاعدون , ثم ظهرت علينا مرة أخرى عائلة بوش ولكن ليس الأب هذه المرة وإنما الأبن ليتولى مقاليد الحكم وغادر ولكنكم صامدون , ثم ظهرت علينا عائلة كلينتون أيضاً ولكن ليس الزوج وإنما الزوجة وبصحبتها أوباما الكيني الأصل ليحكما أمريكا وهم على أعتاب أن يرحلا وأنتم مسمرون , ستة من زعماء أمريكا تبدلوا سلمياً الرئاسة في عهدكم وأنتم ترفعون شعار "جمهورية الرئيس الملك".

فخامة رئيس الجمهورية , حتى ما كان يطلق عليها "المملكة التي لا تغيب عنها الشمس" , فقد عاصرتم حكم جيمس كالاهان والذي أصبح غالبية شعب بريطانيا اليوم لا يعرفه أو يذكره , ثم جاء بعده على رأس الحكومة البريطانية المرأة الحديدية مارجريت تاتشر وغابت شمسها من قديم الزمان ولكن شمسكم ما زالت ترفض الغروب , جاء بعدها جون ميجور وأصبح طي النسيان , وحلق بعدها في سماء بريطانيا توني بلير وسرعان ما أصبح من الماضي ولكنكم ما زلتم ماضي وحاضر ويبدو مستقبل أيضاً , ثم بزغ نجم جوردون براون وسرعان ما أفل ولكن نجمكم يرفض الأفول , وها نحن نعيش الفصول الأخيرة من قصة حكومة ديفيد كاميرون وفي الطرف الأخر نرى ملامح قصة ألف ليلة وليلة اليمنية قد تحولت الى ألف عام وعام.

فخامة رئيس الجمهورية , منذ وعينا كشباب يمني على الدنيا ومشاهدتنا علم الوحدة اليمنية يرفرف في الأفاق قال لنا الجميع أن كل شيئ سوف يتغير , ولكننا نقرأ ونسمع ونشاهد التغيير هناك ولا نجده هنا , فهذا الإتحاد السوفيتي العظيم الذي سقط في عهد جورباتشوف بعد عام الوحدة جاء بعده حكومات روسية وزعامات متنوعة بداية من بوريس يلتسن ثم فلاديمير بوتين والأن ميدفيديف ولم يدعي أحد حقه الرئاسي الحصري لأي سبب كان , ومع ذلك رئاستنا اليمنية ونظامنا أصبح مثل الرب الذي لا أله الا هو.

فخامة رئيس الجمهورية , تابعنا على يوتيوبنا وويكبيدينا رحيل كل حكومات وزعامات أوروبا الشرقية وكان لكل منهم نهاية للصلاحية ونظامكم لا يريد أن يخضع للقانون الطبيعي للصلاحية والتغيير , تغير رؤوساء أوروبا الغربية وحتى زعامات قارتنا الصفراء آسيا ومنها الصين الشعبية والتي عاصرت فخامتك من رؤوساء جمهوريتهم لي شينيان و زهاو زيانغ و جيانغ زيمين و هو جين تاو والجميع يغادر ويترك ببساطة مجال لقيادة برؤى جديدة , وأصبح معظمهم من التاريخ وتاريخكم يرفض ان يغادر الواقع ليعلن نفسه تاريخ وجغرافيا غير قابل للتغيير, وجمهورية فخامتكم أصبحت موميائية تحنط رئيسها على كرسي الحكم وليس في المتاحف مثل "ماوتسي تونغ" و "هوتشي منه" المحنطين هناك.

فخامة رئيس الجمهورية , يدرس حالياً كثير من شباب جمهوريتنا في دولة ماليزيا , ويدخل شبابها في حوار مع شباب ماليزيا الذين يفتخرون بكون الشاب الماليزي الذي عمره بنفس أعمارنا قد عاصر أربع زعامات ماليزية إبتداء من تونكو عبدالرحمن ثم العظيم الخالد مهاتير محمد وبعده عبدالله بدوي وأخيراً وليس أخراً نجيب عبدالرزاق ولكنهم يستغربون عندما يكون ردنا لهم أننا لم نعاصر ولم نشاهد ولم نلمس في جمهورية اليمن الا رئيس واحد هو شخصكم الكريم منذ أن وعينا على هذه الدنيا , والغريب أن الشيب بدأ يغزو أجسامنا وعقولنا ونحن من مواليد حكمكم فكيف لم تشخ رئاستكم وحكمكم!!.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية جوجل نعلن بأننا لا نكرهك ولكننا نحب ونريد أن نعاصر ونعيش التغيير في بلادنا كما في البلدان الأخرى قبل أن نموت فلا تحرمنا من هذه الأمنية , لا نريد أن نصل لحد الإنتفاضة ولكننا نريد التغيير سلمياً بدماء جديدة , فضع يدك في أيدينا وطالب أنت قبل غيرك بالتغيير وأعمل جدياً وليس خطابياً لذلك , أدخل التاريخ بدلاً من أن يتم أخراجك منه كما حصل لأقرانك.

فخامة رئيس الجمهورية , نعلم تمام العلم أن السلطة كالمرأة الجميلة يصعب تركها ولكن نتمنى أن تفسح المجال للأجيال المكبوتة الجديدة ليس للنوم مع تلك المرأة الفاتنة على سرير واحد ولكن مجرد إختلاس نظر وكلام غزل وتنافس حر بين الجميع للمس نهديها وتقبيل شفتيها فقد حان وقت الطلاق الأختياري قبل أن يكون طلاق بالخلع.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى أن تدرك أن الزمن قد تغير وسيادتك مطالب بتغيير خطابك بناء على المستجدات الحديثة , فلم تعد تخطب كما السابق أمام فلتان ومرقان وزعطان والذين يسكنون قمم الجبال والصحاري ومعزولين عن العالم , فخامتك اليوم أمام شباب جمهوريتنا أمثال سعيد جيفارا وعبده بتهوفن ومحمد نيوتن وخديجة أنطوانيت والمشتركين في قروبات فيسبوكية مع مختلف الجنسيات والثقافات في العالم أجمع.

فخامة رئيس الجمهورية , نطلب من سيادتك أن تحافظ على ما تبقى لك من شعبية بين أوساط جمهوريتنا بمراجعة ما تقوله لنا , فنرجوا غاية الرجاء أن لا تستغبينا وتعلن مرة أخرى بأن توريث السلطة غير وارد وقبيح , وشباب جمهوريتنا بضغطة زر خلال ثواني يستطيع أن يدرك بأن المؤسسات العسكرية والأمنية جميعها مورثة أصلاً لعائلتكم الكريمة , فنتمنى أن تلقى لها مخرج آخر غير أن تقبح ما تقوم به سيادتك بأن تقول مثلاً بأن التوريث حاجة أمنية فربما حافظت عندها على بعض شباب جمهوريتنا في صفك , وتأكد بأننا لا نقبل الإستخفاف بعقولنا ولكننا قد نتعاطف عند قول الحقيقة ولو كانت مريرة.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى من خطاب سيادتك أن يطابق الواقع كحديثكم مثلاً عن جمهورية بنظام ديمقراطي وكأننا لا نعلم مضمونها, فيجب أن تدرك بأن شباب جمهوريتنا يعي تماماً الفروق بين الديموقراطية والبيروقراطية والثيوقراطية والأوتوقراطية والأرستوقراطية والتكنوقراطية بمجرد سؤال شيخنا جوجل , ونظام جمهوريتك فعلياً ليس ديمقراطي ولكن أوتوقراطي , فحاول جاهداً أن تكيف خطابك مع الواقع الملموس وليس الشعار الملبوس قبل أن تخسر بقية مناصري جمهوريتنا.

فخامة رئيس الجمهورية , نطالبك أن تفهم ما يقوله لك شباب الفيسبوك وليس عواجيز المؤتمر بوك , نطالبك أن تلبي طموح شباب اليوتيوب وليس طوابير المعارضة تيوب , نطالبك أن تعي طموحات شباب الويكيبيديا وليس مطالب المشائخبيديا, نتمنى أن تحتضن شباب الجووجل وتهجر مخضرمي شؤون القباجل , نتمنى أن تستوعب أحلام شباب الياهو بدلاً من تركهم يصرخون "يــــــا هــــــو" بلا مجيب , نتمنى أن تحاكينا من مواقعنا ومنتدياتنا وفيس بوكنا ويوتيوبنا وتويترنا وإيميلاتنا بدلاً من محاكاة المشائخ في المقايل والعلماء في الصوامع والعساكر في المتارس البعيدين كل البعد عن أحلامنا وطموحاتنا وهمومنا ومستقبلنا الذي يسرق منا أمام أعيننا.

فخامة رئيس الجمهورية , كن على يقين بأن موضوع الإعتصامات والإنتفاضات التي تؤرقك وتؤرق معظم زعماء العالم هذه الأيام لم تعد تصاغ كما السابق في وريقات توضع في ملفات كاكية اللون مكتوب في أعلاها سري للغاية ومصدرها كواليس الأحزاب ومقرات المؤسسات ودواوين الجمعيات وثكنات الضباط او منشورات وقصاقص ورق تعمل على تلميع كاريزمات قيادية معارضة وتكتشفها أخيراً أجهزة مخابراتكم المخضرمة, فقد أصبحت موضة إنتفاضة وثورة الخمسينات قديمة غير فعالة , ولكنها أصبحت اليوم تكتب على رؤوس أشهاد آكاونتات الفيس بووك واليوتيوب والمنتديات وتقودها تجمعات بلا قائد وحركات إلكترونية عفوية مليونية تجمعهم وتحركهم نفس الهموم والتطلعات.

فخامة رئيس الجمهورية , نحن شباب جمهورية سكايبي نحذرك تحذير المحب لوطنه بأننا سنخرج عليك غدا أو بعد غد بدعوات من وزارتنا الإنتفاضية والغير قابلة للتشميع بناء على قرار قضائي أو الغلق بناء على قرار وزاري او الإبادة بناء على قرار عسكري , فنحن جيل مختلف , نحن جيل البوعزيزي وخالد سعيد ووائل غنيم والمنتشرون بالملايين في الفيسبوك واليوتيوب وتويتر وجووجل وسكايبي والويكبيديا , فلا إصلاح ولا إشتراكي ولا ناصري ولا بعثي ولا حوثي ولا حراكي ولا حتى مؤتمري مدرك تمام الأدراك ما يستطيع عمله شباب جمهوريتنا في المستقبل القريب فقد أسقطوا أعتى جمهوريتين وليست جمهوريتك بعصيب.

فخامة رئيس الجمهورية , ما عسى نظامك فاعل أمام فيضان جمهورية شباب اليمن الإنترنتية إن أنطلقت , فنرجوا أن تتفهم مطالبنا قبل أن ترفع جمهوريتنا شعار "أرحــــل" عندها لن يستطيع نظامك الحوار أو حتى التفاوض مع جمهوريتنا كما تفعل مع أحزاب المعارضة لسبب بسيط أن جمهوريتنا بلا رئيس او قيادة للتفاوض معها , ولن تموت جمهوريتنا بتشويه صورة أحد أعضائها أو سجن آلاف منهم أو حتى محاولات نظامكم لكسر وأغلاق وحجب إعلامنا , فكل تلك المحاولات تزيد من المنتسبين للجمهورية وتشحذ طاقاتهم وتدفعهم لقبول التحدي وتوسيع رقعة النضال وتجارب الأخرين خير برهان.

فخامة رئيس الجمهورية , كن على وعي بأن أعضاء جمهوريتنا ليسوا قبائل بسطاء أو باعة متجولون أو مرافقي شيخ مدفوعي الأجر وإنما نحن النخبة المطلعة على تجارب الأخرين والقادرين على قراءة ما بين السطور , وإن تم أصدار قرار جمهوري من قبل وزارتنا بالإنتفاضة التي ستكون من دون قائد سيحتم على فخامتك وعلى العالم أن يشاهد تسونامي فيسبوكي آخر يزحف في إتجاه واحد غير عابه بما يدور حوله من أجندات حزبية وإيدولوجيات سياسية ولا يطالب بخبز أو وظيفة ولكن ستكون عينه على السماء رافعاً شعار "الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية" .

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأنه قد ولى زمن كانت فيه الصحف الورقية والإذاعات المحلية والمحطات التلفزيونية الحكومية تصيغ ثقافة الشعب وتصنعه وتوجهه , وجاء زمن جمهوريتنا الإنترنتية التي تعرض تنوعات المواقف ومتناقضاتها وتحليلاتها وتسهل عملية التواصل بين أعضاءها المليونيين بضغطة زر في بضع ثواني , وما عليك الا مصالحة ومصارحة شباب جمهوريتنا قبل أن تزداد رقعة فئة المنتسبين لهذه الجمهورية في بلادنا عندها سيكون تحركك قد تأخر كثيرا لكبح جماحها.

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأن أعداء جمهورية شباب الفيسبوك غير أعداء جمهوريتكم , وفي ظل إعلان جمهوريتكم بأن شباب الحراك الجنوبي وشباب الحوثيين وشباب القاعدة وغيرهم أعدائكم الحقيقيين والذين يؤرقون مضجعكم فيجب أن تعي أن أعداء جمهوريتنا الإنترنتية مختلفة كلياً وهي المتمثلة في الخماسي الخطير (الإستبداد , الفساد , الأمية , البطالة , الفقر).

فخامة رئيس الجمهورية , يجب أن تدرك بأن غالبية شباب جمهورية الفيسبوك مستقلين سياسياً ولا يخضعون لأوامر قيادات عليا حزبية سواء كانت من الأحزاب الموالية لنظامك أو حتى أحزاب المعارضة , ولهم توجهات وأهداف تختلف كلياً عن الأهداف والرؤى الموجودة في أدبيات الأحزاب السياسية التي صيغت قبل عقود خلت.

فخامة رئيس الجمهورية , نتمنى أن تسمع نداءنا كشباب يمني محب لوطنه بأننا لا نريد التغيير وتنحيتك من الحكم ليأتي لنا حاكم عسكري آخر ليحكم أطفالنا مدى الحياة مرة أخرى , لا نريد لون أحمر يرحل ليأتي لنا لون أخضر , فشباب جمهوريتنا يكره الواحدية والأحادية , نريد تعددية حقيقية وحديقة يمنية ملونة وتداول حقيقي للسلطة وعدم توريث للمناصب , نريد أقالة الأبناء والأخوان وأبناء الأخوان الذين على رؤوس المؤسسات العسكرية والأمنية , نريد طلاق السلطة من المال , نريد جيش يحمي الوطن لا الحزب الحاكم , نريد رئيس شعبي شبابي حداثوي وليس رئيس حزبي نخبوي مشائخي , نريد نظام مدني لا عسكري , نريد تلفزيون الدولة يحمي مصالح وطن لا مصالح حزب , نريد دولة كفاءات لا دولة مشائخ , نريد توظيف بناء على الكفاءة والمؤهل وليس الانتماء المناطقي والقبلي , نريد يمن بلا قات وإقتصاد مع الجات , نريد كمبيوتر وإنترنت لكل بيت لا بندق وخنجر لكل فرد , نريد شراكة تكنولوجية وإقتصادية مع اليابان و ماليزيا و سنغافورة بدلاً من شراكة تسليح مع روسيا وأمريكا , نريد قضايانا تحل بالقانون والدستور لا بالثيران والزوامل , نريد وزراء أكفاء بكامل الصلاحيات وليس أقلام للتوقيع والإنصراف, نريد دولة بإستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى في جميع المجالات وليس دولة بخطط سنوية, نريد دولة مؤسسات لا دولة شخص وعائلة وقبيلة.

فخامة رئيس الجمهورية , نناشدكم من خلال أغلبيتكم البرلمانية الحالية تعديل الدستور ليس لتأبيد الحكم ولكن تعديل بنوده فيما يخص شروط قبول الترشيح لعضوية مجلس النواب بحيث تتضمن الحصول على مؤهل جامعي ، ,وإعتماد معايير الكفاءة العالية والتأهيل العلمي أثناء اختيار الأحزاب مرشحيهم لهذه العضوية بدلاً من رؤية أميون ومشائخ وقادة عسكريين وأئمة مساجد يكتسحون المجلس التشريعي اليمني والذين لا يدركون غالبيتهم أبجديات العلوم السياسية والإقتصادية والتشريعية , وتأكد فخامتك بأن شباب جمهوريتنا ينظرون لأغلبية الكتلة البرلمانية لحزبكم من خلال عنوانه ورئيس برلمانه والذي يمثل سياستكم في تعيين الولاءات المشائخية وليس الكفاءات العلمية.

فخامة رئيس الجمهورية , نناشدك بأن تغادر بسلام عام 2013 كما وعدت بعد أن تظهر للشعب حبك له خلال الفترة المتبقية لك دون اللجوء الى سياسية فرق تسد أو المنهجية الميكيافلية للعودة للحكم مجدداً لضرورة أمن سلمي أو إستخدام ممتلكات الدولة لدعم أي مرشح رئاسي يخلفك ونتمنى خلق بيئة حرة متساوية لجميع المترشحين الرئاسيين لتكون سنة للتداول , ونتمنى أن تعمل مع النصائح الكواكبية والتي ستدخلك التاريخ اليمني والعربي من أوسع أبوابه بتأسيس جمهورية يمنية برلمانية مدنية حقيقية غير مستبدة مستعيناً بتجارب أردوغانية أو مهاتيرية أو أي أمثلة ناجحة يكون الجيش فيها حامي للدستور والقانون وليس حاكم ومسيطر بأسمهما.

فخامة رئيس الجمهورية , مطالبنا لا تحتاج الى سوبرمان لتنفيذها كما قد تنظر لها ولكنها تحتاج فقط الرغبة الحقيقية والعزم من سيادتكم , فهذا "مهاتير" وكذلك "لي كوان يو" وغيرهم الكثير لم يتحججوا على المنابر بأن بلادهم فقيرة المصادر حين بدأو المشوار كما تفعلون حالياً سيادتكم بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحكم ولكنهم خلقوا المصادر بأنفسهم في بلاد كانت فعلياً بلا مصادر للناظر في الوهلة الأولى فأحبوا شعوبهم أكثر من كراسيهم وتركوا مناصبهم وهم في أوج قوتهم فخلدتهم قلوب شعوبهم قبل أقلامهم.

فخامة رئيس الجمهورية , إنك ميت ونحن ميتون والخيار بين يديك , فإما أن تكون مسبة في التاريخ وتلحق بقافلة مبارك وبن علي وفيرديناند ماركوس و شاوشيسكو ودوفالييه وشان دو هوان وسوهارتو وسالازار , وإما أن تكون مثلاً يحتذى به وتنظم لركب معاصريك مهاتير محمد و شياو بينج و لي كوان يو و لولا دي سليفا و كريشنر ومانديلا , وتأكد أن شباب جمهوريتنا سيترقبون منك الإجابة ونعدك وعد الحر الذي هو دين عليه إن رأينا منك على أرض الواقع وليس المنابر ما يبشر بخير فسنكون جنودك والا فإن الكرة ستـنقل من ميدان جمهوريتكم الى ميدان جمهوريتنا ليبدأ العد العكسي عندها لأحد الجمهوريتين فإما أن نرحلك او ترحلنا.

أخيراً فخامتك , قرأنا وشاهدنا إعتداء وسجن بعض الشباب والشابات أثناء مظاهرات سلمية مكفولة دستورياً من قبل جهازكم الأمني , ونحن من هنا من دولة ماليزيا نحذر جهازكم الأمني والإستخباراتي الموقر من تكرار خرق الدستور والإعتداء على شبابنا وسجنهم بسبب خروجهم للتظاهر السلمي ونرجوا أن لا تحاولوا إستثارتـنا لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي لنتابع الأخبار ولكننا سنصنعها وسنجعل من شارع مقر سفارة جمهوريتكم في كوالالمبور شرارة رحيل نظامكم وميدان تحرير جديد بتغطية من قناة الجزيرة , فشباب جمهوريتنا أغلى ما نملك , ونتمنى من إعلام جمهوريتكم أن يكف قول الكذب عن شبابنا لكي نكف قول الحقيقة عن نظامكم.

والسلام مسك الختام ... شباب جمهورية الفيسبوك