Monday, September 14, 2009

المسلم بين عبادة رمضان والرحمان _ مقال


رمضان كريم والله أكرم
دعوة
لأحترام الرحمان وليس رمضان


المسلم بين عبادة رمضان و الرحمان
بقلم : اسامة اسحاق


من كان يعبد ثلاثين يوماً فأن رمضان باقي أستحالة
ومن كان يعبد الله فأن الله طوال السنة باقي لا محالة



بداية اسمحوا لي أن اهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك
واسمحوا لي أن أضع بعض ما يجول في خاطري عن بعض سلوكيات المجتمع اليمني
والتي أرى من وجهة نظري أنها سلوكيات خاطئة تمارس في مجتمعنا خلال شهر رمضان
"أنتبه رمضان"
"أوبه رمضان"
"لا يشوفك رمضان"
تلك العبارات نسمعها في المجتمع اليمني كثيرا خلال شهر رمضان عندما يقوم أحد ما بعمل شيئ خاطئ , فذلك الطفل أو المراهق عندما يسمع مثل تلك العبارات يبدأ بالتفكير أنه لا بد أن ينـتـبه من رمضان فهو يراقبه ولا يجوز له أن يعمل سلوك خاطئ بحضور رمضان حتى تولد سلوك خاطئ لديه أن من يجب أن يخاف منه أو يحترمه ويقدره هو رمضان وليس رب رمضان , وأنه يستطيع عمل كل سلوك خاطئ كان يحرم من ممارسته بسبب رمضان في شوال والأشهر الأخرى , لسبب بسيط أن المجتمع كان يخاطبه أثناء عمله لتلك السلوكيات الخاطئة بـــ
أنتبه رمضان بيشوفك
وليس الله بيشوفك
فرمضان راحل والله باقي ولا يرحل
صلاة قيام تراويح وختم للقرأن خمس وست وعشر مرات
وعندما نحاول أن نتطرق للمأساة الانسانية الحقيقية في اليمن
وما يحصل في المحافظات الجنوبيه ومحافظة صعدة
يقول بعض من يصلي كثيرا ويذكر الله كثيرا ويسبح الله كثيرا ويقرأ القرأن كثيرا
كلمة واحدة
ما علينا
او
أيش با نسوي لهم
فقد أصبح الدين البسيط مسيطر على الكثير من أفراد مجتمعنا فنراهم يهتمون فقط بالشعائر والصلوات والاذكار وقراءة القرأن والتسبيح والتهليل , وكأن ديننا الأسلامي لم يعد من أهم ركائزة المطالبة بالعدل والمساواة وحقن دماء المسلمين , فأصبح الكثير يتجنب الخوض فيها لسبب بسيط أن الكلام في مثل هذه الأمور سوف يؤدي ربما للمضايقة في لقمة العيش او في المنحة الدارسية او في الوظيفة الحكومية أو حتى في المستقبل السياسي الخيالي كما نعتقد, أما الكلام في النقاب والحجاب والضم والسربلة والتسبيح والذكر فهو واجب على كل مسلم عاقل بالغ

فأصبحنا نلجئ الى الدين البسيط والسلس والذي لا يشكل أي فارق بالنسبة للمجتمع ولكن يشكل فارق بالنسبة للفرد الواحد ظناً منا أننا أدينا الواجب الديني بأكمله وأصبحنا بعد ذلك ننـتظر وبشغف موعد النعيم والحور العين والغلمان وانهار من لبن وخمر

فالدماء التي تسيل والارواح التي تزهق ليست من واجبنا الديني في شيئ فما عسانا فاعلين , فما أعجب أن يغوص المثقف اليمني بين أمهات الكتب والمنتديات والمواقع الاسلامية لإستخراج حديث قد يكون حسن أو ضعيف محاولاً أثبات نقاب أو حجاب أو ضم وسربلة في صلاة أو حرمة لزيارة القبور وبكامل الحماسة الدينية ولكن عندما يصبح دم الانسان المسلم اليمني الذي يزهق اليوم في المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة عيانا بياناً جهاراً نهاراً بغض النظر عن مسبباته لم نجد حتى أكثر الاحاديث التي تعلمناها وحفظناها ورددناها منذ الصغر
كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضة
فيا قارئ القرأن في رمضان
ويا قائم الليل بالصلاة
ويا أيها المسبحين الذاكرين المتعبدين المستغفرين
الا يكون لكم حتى كلمة واحدة أو رأي بسيط فيما يدور في وطنكم وبلادكم وبين أهلكم وأبنائكم
أم أننا اصبحنا بالفعل نعيش
دين الحجاب والنقاب والضم والسربلة والتبرك ببول البعير وأرضاع الكبير
واكتفينا أيضا بتسبيح واستغفار وتهليل وتكبير

وفي رمضان

منهم من يقول سنـترك المعاصي التي كنا نمارسها في شعبان وغيره من الأشهر إحترام لقدوم شهر رمضان ,غريب هذا الكلام , فأنا لا أعمل عملاً في شعبان أستحي أن أعمله في رمضان حتى وإن كان سلوك خاطئ إحتراماً لمخلوق يسمى الرمضان وإن كنت سأترك السلوكيات الخاطئة التي كنت أمارسها في غير رمضان فأستركها عن إقتناع بأن الله شديد العقاب وغفور رحيم وليس بسببك انت اليها الرمضان
فرب شعبان وشوال هو نفسه رب رمضان

فيا رمضان والله اني أعلم انك مخلوق مثلي مثلك وإن كنت أزيد من الصلاة والذكر والقيام وقراءة القرأن خلال أيامك فليس حباً فيك ولكن حباً في خالقك الذي وهبك أيانا لتكون أيامك لنا رحمة ومغفرة وتوبة
فيا ربي لك من عبدك الفقير جل الشكر وعظيم الأمتنان

خلاصة القول

اولاً
لا يجب أن نخاطب أطفالنا بأسم رمضان عند ممارستهم لسلوك خاطئ خلال شهر رمضان
ونستبدل كلمة رمضان بيشوفك الى الله بيشوفك

ثانياً
يجب أن نعطي الاولويات في ديننا الاسلامي فحقن دمام المسلمين والمطالبة بالمساواة والعدل وأعطاء كل ذي حق حقه أولى من الدعوة الى زيادة الذكر والتسبيح والتهليل وقرأة القرأن

ثالثاً
يجب أن لا نترك المعاصي في رمضان احترام للشهر الكريم ولكن تبجيل وخوف من الكريم

رابعاً
ان كنت تزوال بعض السلوكيات الخاطئة وتركتها في رمضان تقديراً للشهر الكريم وفي نـيـتك أن تزوال تلك السلوكيات الخاطئة بمجرد انقضاء شهر رمضان فأنت تتحايل على خالقك
وتحترم المخلوق رمضان وليس رب رمضان

خامساً
يجب أن يكون هناك احترام عندما نتعامل مع خالقنا فهو ليس مرتبط بثلاثين يوما وليس رب شهر واحد فقط ولكنه أعطانا هذا الشهر لكي نتقرب اليه اكثر وليس أن نتوقف عن ارتكاب سلوكيات خاطئة عملناها في شعبان لنعيد مزاولتها في شوال

سادساً
شهر رمضان محطة توقف للتفكير في السلوكيات والأفعال طوال السنة وشهر للتسامح
أكثر من أن يكون محطة لزيادة الشعائر والعبادات وقلوبنا تملؤها الاحقاد

سابعاً
من يحترم ويقدر أمه يجب أن يحترمها في جميع أيام السنة
وما يوم عيد الأم الا زيادة في الأحترام والتقدير فقط
ولا يعني ذلك أن أطيعها في ذلك اليوم فقط ثم أعقها بقية أيام السنة
ولله المثل الأعلى


أخيراً
أصغـر ثقـب يفـرغ أكـبر إنـاء



وكل عام أحبتي
أنتم ومجتمعنا اليمني والعربي والأسلامي والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي والعالم بأسره
في صحة وخير وعافية

No comments:

Post a Comment