Monday, November 29, 2010

الحقـيـقـة

الحقيقة !!؟
قلم : أسامة إسحاق


الزمان
28 نوفمبر 2010
المكان
كوالالمبور – ماليزيا
الحدث : مناظرة
المنظم : البروفسور ماهبيا
المشاركين : 6 طلاب دراسات عليا
(مسيحي , مسلم , هندوسي , بوذي , يهودي , ملحد )
موضوع المناظرة : الحقيقة !!؟



تمر على الإنسان في حياته مواقف وأحداث كثيرة روتينية لا تستحق الذكر , وفي الطرف الأخر قد تحصل له أحداث بعدد أصابع اليد الواحدة والتي تقلب حياته رأس على عقب وتغير من مجرى حياته , وهو ما حصل معي بالضبط في هذا الحدث , أستطيع وصفه بالفريد والمهيب لأني كنت أنتظر وأبحث عن مثله بفارغ الصبر , أولاً لقوة وأهمية الموضوع المطروح للحوار , ثانياً وهو الأهم نوعية أطراف الحوار , وكذلك لا أنسى التنظيم والترتيب للحوار والذي قام به أحد الشخصيات المرموقة والمعروفة برجاحة عقلها ومكانتها الإجتماعية والعلمية البروفسور ماهبيا , والذي كان مقبولاً من جميع الأطراف , حيث قام البروفسور ماهبيا بجمع ستة من طلاب الدراسات العليا , في مكان واحد للمناظرة , حيث تم الأتفاق بداية أن كل واحد من الستة يمثل الفئة التي ينتمي اليها ( مسيحي , مسلم , هندوسي , بوذي , يهودي , ملحد ) , وبغض النظر عن آلية الإختيار او طريقة التمثيل فقد تم الأتفاق أخيراً بأن البروفسور ماهبيا سيعلن المنتصر في نهاية الحوار , والتقييم سييتم من خلال الطرح العقلاني الموضوعي المنطقي والإستدلالي , وأنطلقت بعدها أمثل المسلمين بكل نشاط وقوة :


وقد كان البروفسور ماهبيا قد وزع لنا في الليلة الفائتة للمناظرة جدول وصورتين

الجدول
شاهد الجدول بحجمه الطبيعي


صورة 1
شاهد الصورة بحجمها الطبيعي

صورة 2
شاهد الصورة بحجمها الطبيعي

قص شريط الحوار الملحد ثورمان مباشرة دون أية مقدمات منمقة بتوجيه لكمة قوية على شكل سؤال مباشر الى الهندوسي راجستان , فقال له : قد أدخل في حوار ونقاش وجدال حول ماهية الله الموجود في السماء لدى الديـنـيـيـن لكن أن تؤمنوا بأن آلهكم بقرة فتلك وصمة عار لعصر ثورة التكنولوجيا وغزو الفضاء والخارطة الجينية
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله الملحد ثورمان مخاطبين الهندوسي راجستان : كيف يعقل أن تعبدوا بقرة !؟
رد الهندوسي راجستان مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد اللحم والشحم كما يظن بذلك غير الهندوسيين , ولكن نؤمن بالروح التي بداخلها وما البقرة الا وسيط لتلك الروح والتي تحمل معاني نبيلة , فنحن نؤمن بتعدد الظواهرالدينية داخل ديانتنا فكل هندوسي له الحق بأتخاذ أي رمز متجسد في صورة الأله لكي يكون قريب منه ليتذكره دائماً سواء في المنزل او في العمل او في المعبد , فسمة التسامح الشامل للأختلافات في المعتقد الهندوسي وإنفتاحنا العقائدي المرتكز على أساسيات التقليد الهندوسي لن تجدوه في أي ديانة أخرى , فالهندوسية ليست مجرد الإيمان ولكن في حد ذاتها هي اتحاد للعقل والحدس كما أن الهندوسية أقدم وأعرق ديانات الأرض قاطبة ...ونتمنى أن تفهموا الهندوسية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (شروتي وسمريتي) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الهندوسية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء الهندوس من المسيحيين والمسلمين والبوذيين واليهود والملاحدة.




سكت الجميع قليلاً للتفكير في ذلك ثم وجه الهندوسي راجستان سؤال مباشر الى المسيحي جورج, فقال له : على أقل تقدير نحن نعبد كينونة واحدة قد تكون متمثلة في بقرة أو شجرة او حتى فأر ولكن لن تجد هندوسي واحد يعبد ثلاث آلهات في نفس الوقت كما تفعلون أنتم أيها المسيحيين فلديكم ثالوثكم الغريب والذي يدعوا للسخرية الأب والابن والروح القدس وهو ما لا يوجد في أي ديانة أخرى كما أنكم تؤمنون بصلب وموت آلهكم
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله الهندوسي راجستان مخاطبين المسيحي جورج : كيف يعقل أن تعبدوا ثلاث آلهات في نفس الوقت وتؤمنون بصلب وموت الأله !؟
رد المسيحي جورج مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ثلاث آلهات كما يظن بذلك غير المسيحيين , ولكن نعبد الرب الواحد المتمثل لنا في عقيدة الثالوث , هي ثلاث كينونات تمثل لنا آله واحد , فعقيدة الثالوث لا تعني كما تفهمون ثلاث آلهات مستقلة فهي ليست عملية جمع 1+1+1 ولكنها عملية ضرب 1*1*1 الاب والابن والروح القدس , نؤمن بالتجسد الألهي للمسيح فهو كلمة الله , وأما صلب المسيح فقد كان فدية عن المؤمنين لكي يرفع عنهم خطية العالم أجمع ، فهكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد , واليوم مصداقاً لتلك التضحية أصبحت المسيحية أكثر الديانات أتباعا في العالم , فالإخلاص والإيمان قد دخل القلوب وسيدخل البقية عما قريب ... ونتمنى أن تفهموا المسيحية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (الإنجيل) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى المسيحية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء المسيحيين من المسلمين والهندوس والبوذيين واليهود والملاحدة.




وهنا توقف المسيحي جورج برهة من الزمن والتفت الى البوذي كيترا ووجه سؤال فيه نوع من السخرية , فقال له :لا أعتقد أن هناك إنسان عاقل في هذا الكون كله يرضى أن يعبد ما يصنعه بيده , فأنتم تعبدون صنم بوذا الحجري والذي لا يضر ولا ينفع , فكيف تؤمنون أن الصخر او الحديد المنحوتة والمصنوعة من قبل الإنسان نفسه قد تضر وتنفع !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله المسيحي جورج مخاطبين البوذي كيترا : كيف يعقل أن تعبدوا صنماً مصنوع من الإنسان ذاته !؟
رد البوذي كيترا مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ونؤمن بالصنم الذي ترونه كما يظن بذلك غير البوذيين , ولكن نؤمن بالتعاليم والمبادئ الرائعة التي نادى بها صاحب ذلك التمثال وهو بوذا المستنير , كما أن البوذية أصلاً ديانة غير ألوهية كما هي عندكم , البوذية تتمحور في ثلاثة جواهر أساسية أولها الإيمان ببوذا كمعلم مستنير للعقيدة البوذية وليس آله , وثانيها الإيمان بالدارما وهي تعاليم الحقيقة والخلاص من المعاناة , وثالثها السانغا وهي المجتمع البوذي المحافظ على تلك التعاليم الخالدة , ويكفي أن تدركوا الحقائق الأربع الرئيسية التي تلخص الدارما لكي تفهموا ماهية العقيدة البوذية (الحقائق الأربع هي المعاناة , أصل المعاناة , إيقاف المعاناة والطريق المؤدي الى إيقاف المعاناة ) , وأنوه الى أنه في أوروبا كل عام يدخل البوذية أكثر من مائة ألف إنسان وذلك مصداقية للمبادئ والقيم التي تحتويها الدارما البوذية ... ونتمنى أن تفهموا البوذية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (الدارما) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى البوذية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء البوذيين من المسيحيين والمسلمين والهندوس واليهود والملاحدة.




وبدون توقف وجه البوذي كيترا سؤال مباشر على نفس سياق السؤال الأول لليهودي بنيامين , فقال : تستطيعوا أن توجهوا سؤالكم ذلك الى اليهودي بنيامين والذي يركع ويبكي للحائط الصخري بدون أن يكون حتى يمثل لهم أي شخصية عظيمة , فذلك منظر يدعوا للإستغراب والسخرية في آن واحد كما أنه يؤمن بالجنس والشعب المختار وهي نظرة دينية طبقية عنصرية !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله البوذي كيترا مخاطبين اليهودي بنيامين : كيف يعقل أن تعبدوا وتؤمنوا بالحائط الصخري وتبكون عنده كما أنكم عنصريين وتؤمنون بأنكم الشعب الوحيد المختار ولا تسمحون لأحد بالدخول لديانتكم اليهودية !؟
رد اليهودي بنيامين مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد ونؤمن بحائط المبكى الصخري كما يظن بذلك غير اليهوديين, ولكن نقدس ذلك الحائط نظراً لأنه الأثر الباقي من هيكل النبي سليمان فنقف تحته نصلي ونتلوا تعاليم التوارة الألهية الرائعة , اما الشعب اليهودي المختار فهو تكليف وليست تشريف , فنحن الشعب الذي يجب عليه أنه يخدم ربه بالصلاة ويعمل بأستمرارعلى مراعاة الوصايا التوراتية وقد اُسندت الينا مهمة الشعب الحامل لرسالة الله الواحد الأحد لتخفيف العبأ عنكم , واليهودية تؤمن بالافتداء والخلاص والنجاة لكنها تختلف عن العديد من الديانات الأخرى في أن السبيل إلى الخلاص والنجاة في الحياة الأخرى لا يكون بالعقيدة وإنما بالأفعال, أي أن الأفعال الصالحة هي التي تمكن البشر من النجاة وليس العقيدة التي يتبعونها, كما أن الإيمان بمبادئنا الخالدة مفتوح للعالم أجمع دون الحاجة للأنضمام لليهودية ...ونتمنى أن تفهموا اليهودية على حقيقتها لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (التوارة) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى اليهودية الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء اليهود من المسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين والملاحدة.




وبعد ذلك وجه لي اليهودي بنيامين إستفساراً يحمل في طياته نوعاً من الإستهزاء والسخرية قائلاً : ماذا عنكم يا من تعبدون الأحجار , فعبادة المسلمين فيها ما يدعوا حقيقة للسخرية , يطوفون حول حجر (الكعبة) ويقذفون حجر (رمي الجمرات) ويُـقبلون حجر (الحجر الأسود) , فهل هناك أشد غرابة من كون مليار من شفاة المسلمين تلتقي لتُـقبل وتعبد حجر صخري لا تتجاوز مساحته ثلاثين في ثلاثين سنتيمتر , فما هذه العبادة التي تنقل لمعتنقيها الأمراض !؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قاله اليهودي بنيامين مخاطبيني : كيف يمكن أن تعبدوا الأحجار وتقبلونها وترجموها وتطوفون حولها ولماذا أرتباطكم بالأحجار التي لا تضر او تنفع !؟
ردت مدافعاً عن معتـقـدي : نحن لا نعبد الكعبة الحجرية او الحجر الأسود كما يظن بذلك غير المسلمين , ولكن نعبد رب تلك الأحجار الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد , وما الكعبة الا مكان مقدس لنا وكذلك الحال بالحجر الأسود فنحن لا نقبله إيماناً منا بأنه يضر وينفع بل الله وحده من بيده كل شيئ , فالإسلام دين الحرية والمساواة والعدالة ,ومنهجنا في قرآننا الكريم يحمل في طياته أسمى وارقى المبادئ الإنسانية التي عرفها التاريخ , التي تدعوا للمحبة والسلام ومكارم الأخلاق والتعايش وتقبل الآخر ونبذ الظلم واللامساواة والعنصرية والطائفية , ورسولنا العظيم محمد هو من دعى بتلك المنهجية النبيلة الخالدة التي لم تفرق بين العبد والسيد , والعربي والأعجمي , والغني والفقير, والأبيض والأسود...ونتمنى أن تفهموا الإسلام على حقيقته لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (القرآن) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الإسلام الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء المسلمين من المسيحيين والهندوس والبوذيين واليهود والملاحدة.




وهنا توقفت قليلاً ثم رمقت الملحد ثورمان رمقة قوية لأنه لم يكن ينصت لما كنت أقوله , وقلت له : على أقل التقدير جميعنا يؤمن وإن إختلفت الرؤية , ولكن كيف يمكن أن تعيشوا بدون أن تدركوا الأله الواحد لهذا الكون الفسيح , وكيف تستطيعون العيش بدون أن يكون لكم جانب إيماني روحاني , وكيف تستطيعوا أن تقنعوا أنفسكم بأن هذا الكون وجد صدفة بدون خالق!؟
هز البقية رؤوسهم موافقين على ما قلته مخاطبين الملحد ثورمان : كيف يعقل أن لا تعبدوا وان لا تؤمنوا بوجود خالق !؟
رد الملحد ثورمان مدافعاً عن معتـقـده : نحن لا نعبد أي آله بالفعل ولكننا مؤمنين , وليس كما يظن بذلك غير الملاحدة , ولكن إيماننا ليس بالآله البقرة او المسيح او تعاليم بوذا او الله ذو اللحية البيضاء والثوب الأبيض الموجود في سماء هذا الكون والذي يخلق البشر لكي يستمتع بتعذيبهم وحرقهم وسحلهم يوما ما , نحن نؤمن بالكون ذاته بأنه يحمل في مكنونه قانونه الخاص ونظام خلق نفسه , ولا يحتاج أصلاً الى قوة جنية خفيه غيبية لا ندري أصلها ومصدرها لكي نسند اليها خلق هذا الكون , واذا كان لكل مخلوق خالق فمن خلق خالقكم !؟ , ويكفي أن تنظروا الى هذا الكون الرائع والفسيح والدقيق لتدركوا عظمته من أصغر وحدة فيه الذرة الى أكبرها في المجرات والثقوب السوداء , ولو كنا قد أستمرينا نؤمن بالماورائيات والغيبيات والضبابيات وأهملنا المنهجية والعقلية العلمية لكنا ما زلنا الى يومنا هذا نفترش الأرض ونلتحف السماء ونرعى قطيع الأبل والأغنام ونحكم بأسم يسوع والرب والأله الواحد ... ونتمنى أن تفهموا الإلحاد على حقيقته لكي تدركوا المبادئ الرائعة التي تربينا عليها وينادي بها منهجنا (العلمي) مقارنة بغيره والصالحة لكل زمان ومكان , ونحن على ثقة بأنكم ستفهمون معنى الإلحاد الراقي بعيداً عن تشويهات أعداء الملاحدة من المسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين واليهود...




هنا اُضطر البروفسور ماهبيا للتدخل بعد أن بدأ الجميع بالصراخ , ووجه للجميع كلمة أخيرة لكي يحسم الصراع ويعلن المنتصر , حيث قال : أحبائي لقد استمعت وأستمتعت بحواركم الرائع وقد دونته عندي في هذه الورقة بأختصار وسيقوم كل واحد منكم بنشره على الملأ على لسانه وبطريقته التي يراها مناسبه ومقنعه , وكل ما أتمناه منكم أن تعودوا الى بيوتكم وجامعاتكم وحياتكم وتحاولوا قراءة لب الحوار من جديد بتمعن وتعمق , وحاولوا أن تربطوا بين أجاباتكم دون أن تقوموا كعادتكم بتجزئة الحوار الى أجزاء او أن تقيموا كل جزء على حدى , ولكن خذوا الأجابات على شكل قالب واحد , وهنا توقف البروفسور ماهبيا برهة من الزمن وكأن العالم من حوله قد توقف , ثم قال :الحقيقة ستجدونها بعد ربطكم للألوان المتشابهة في حواركم المدون هنا , والحقيقة بأختصار هي

وفي هذه اللحظة وقبل أن يكمل البروفسور ماهبيا الكلمة التي كنا جميعا ننتظر أن يقولها بشغف لكي يعلن أحدنا أنتصاره , وأنا في أشد أنتباهي لكي أكتشف الحقيقة والتي طالما أنتظرتها , ولثقتي الشديدة في كلامه لحياديته وإنصافه في تقييم الأمور كما عرفناه دائماً , أحسست أن هنالك جسد آخر غيرنا يقترب مني , واذا بي أحس بيد تقبض على يدي اليمني بقوة , وسمعت بعدها أحدهم يقول : أصحى ... أصحى ... الصلاة خير من النوم

ثم نهضت كالأسد المنقض على فريسته وسألته بغضب : هل تعرف الحقيقة !!؟
رد مستغرباً : أية حقيقة !!!؟
فقلت له : كان من المفترض ان لا توقضني الا ومعك الحقيقة لكي تثبت لي أنني لم أصحو من حلم الى حلم آخر
رد بأستهزاء وثقة كبيرين : إن كنت تقصد تلك الحقيقة فأنا أعرفها منذ ولادتي ولا داعي لكي أبحث عنها
فقلت له : لو كنت قد نشأت مكان جورج أو راجستان او كيترا او بنيامين او ثورمان لــكان لك حقيقة أخرى
فقال لي : لا أعرف أحد من الذي ذكرت ولم يسبق لي أن قرأت عن أحدهم.... من هم بالضبط !!؟
فقلت له : نعم , وبلا شك لم ولن تعرفهم
وعدت الى فراشي مهمهما : يبدو أن النائمين المتجردين أقرب الى الحقيقة من المستيقظين الوارثين
فقررت أن أعود للنوم لكي أستيقظ وأصحوا خلال أحلامي , بعدها سمعت صوتاً لم يمر عبر أذني ولكن أحسست بثقله على جسدي بأكمله وأستقر في قلبي وعقلي معاً , هامساً : "إن من يدعي الحقيقة فهو لا يملكها

ثم أحسست بعدها بريشة تعبث بجسدي وكأنها ترسم شيئاً فصالت وجالت على صدري دون أن أقوى على الحراك , وعندما أستيقظت وجدت رسمة على صدري مكتوب على عنوانها : خوارزمية الحقيقة


شاهد خوارزمية الحقيقة بحجمها الطبيعي
هنا



"الحقيقة هي اللاحقيقة"
حتى هذه الحقيقة ليست حقيقة
أختر حقيقتك وتعايش مع حقائق الآخرين
فمن يدعي الحقيقة المطلقة فهو الشيطان


2 comments:

  1. "إن من يدعي الحقيقة فهو لا يملكها

    ReplyDelete
  2. مقالات متميزه و تنم عن تفكير متعمق, انصح بعمل صفحة في الفيسبوك لكي يسمعك ناس اكثر

    ReplyDelete